تتضمن حكم وأقوال الصحابي الجليل خالد بن الوليد الكثير من المواعظ عبر العصور، حيث شهدت كلماته العديد من الأحداث لترسخ كحكم خالدة تُعتبر عبرةً للمسلمين في مختلف الأزمان.
من هو الصحابي الجليل خالد بن الوليد؟
الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه هو ابن الوليد بن المغيرة، ينتمي إلى قبيلة قريش من فخذ بني مخزوم. وقد حصل على لقب “سيف الله المسلول” في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قاد المسلمين في العديد من الحروب وترك بصمة قوية في ميادين المعارك بشجاعته ومهاراته العسكرية، حتى أنه لم يُهزم في أي معركة.
من هم زوجات الصحابي خالد بن الوليد؟
أظهرت الأبحاث حول أقوال وحكم خالد بن الوليد أنه تزوج عدة مرات، ومن زوجاته:
- أم تميم الثقفية، وهي والدة ابنه عبد الله.
- ليلى بنت سنان، زوجة مالك بن نويرة.
- أسماء بنت أنس بن مدرك الخثعمية، ويُعتقد أنها والدة أولاده عبد الرحمن والمهاجر وعبد الله الأكبر، الذي قيل إنه قُتل في العراق.
- كبشة بنت هوذة بن أبي عمرو العذرية، التي أنجب منها ابنه سليمان.
أحاديث الرسول عن خالد بن الوليد وحبه له:
كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحب شخصية خالد بن الوليد منذ زمن بعيد، حتى قبل إسلامه، وذلك بسبب صفاته الطيبة التي أظهرها منذ صغره. وقد انتظر رسول الله إسلامه وتوقعه، رغم تأخر تلك الخطوة في حياته.
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن خالد بن الوليد أمام أخيه الوليد: “أين خالد؟”، فقيل له إنه قادم، ورد عليهم: “ما مثل خالد يجهل الإسلام”.
- روى خالد أنه ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقائه بأخيه، حيث سُرعان ما أعلن إسلامه وقد رحب الرسول به بسعادة.
قال الرسول: “الحمد لله الذي هداك، كنت أرى لك عقلاً ورجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير”.
طلب خالد من الرسول أن يدعو الله لغفران ذنوبه، فقال النبي: “الإسلام يجب ما كان قبله”.
مواقف جمعت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخالد بن الوليد:
توجد العديد من المواقف التي شهدتها العلاقة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخالد بن الوليد، ومن ذلك:
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن خالد: “لا تسبوا أحدًا من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا، ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه”.
- أشاد خالد بمعاملة الرسول له قائلاً: “ما كان رسول الله يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما يجد”.
- روي عن ابن عباس أن خالد بن الوليد دخل مع الرسول صلى الله عليه وسلم على ميمونة، وقدمت لهم ضب محنوذ، وعندما أراد النبي أكله، قال خالد: “أحرامٌ الضب؟” فأجابه النبي: “لا، ولكن أعافه”.
ما لا تعرفه عن خالد بن الوليد رضي الله عنه:
- وُلد خالد بن الوليد في مكة المكرمة عام 592 ميلادي، وكان والده سيدا لبني مخزوم، وأمه لبابة بنت الحارث الهلالية.
- نشأ مع ستة إخوة وأختين في عائلة متميزة بالكرم.
- حرص والده على تعليمه الفروسية منذ أن كان صغيرًا، حتى أصبح الابن الأكبر.
- تميز خالد بالفطنة والذكاء بجانب القوة البدنية.
- أسلم خالد بن الوليد في السنة الثامنة من الهجرة بعد رحلاته في الغزوات ضد المسلمين.
- كان له دور بارز في غزوة أحد حيث خطط لعملية محاصرة المسلمين بعد انسحابهم.
- شارك في غزوة الخندق وكان من المعارضين في صلح الحديبية.
- قاد الجيوش في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق.
- لقب بريحانة قريش، وكان له دور في تكسي الكعبة المشرفة.
- في إحدى المرات، خشي عمر بن الخطاب من مكانة خالد فقرر عزله عن قيادة الجيش ولكنه ظل مقاتلاً مع المسلمين.
- قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلاله، قائلاً: “نعم عبد الله فتى العشيرة”.
- توفي خالد بن الوليد في السنة 21 من الهجرة في إحدى قرى مدينة حمص بسوريا.
من أشهر أقوال خالد بن الوليد:
- “لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفي ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء.”
- “إن الله خلق الأيدي لتعمل فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية.”
- عند فتح مكة قال: “يا عزى كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك”.
- “إن الجيوش إنما تكثر بالنصر وتقل بالخذلان.”
- “عقول الرجال على أسنة أقلامهم وليس على أسنة رماحهم.”
- “صهيب بن سنان هو أشجع وأقوى فارس واجهته في المعارك.”
- “لا تنكح إلا الحسيبة النسيبة فإنها الأم الصالحة لأولادك.”
- “ما أنا إلا حسنة من حسنات أنس بن مدرك.”
- “يتملكني شعور الفخر حين يقودنا صخر بن حرب.”
- “قال خالد بن الوليد في عمر بن الخطاب: والله لدرة عمر أعظم من الأسياف وأشد هيبة في قلوب الناس.”
- “إن الله ابتعثنا على عباده لنسد جوعتهم ونستر عورتهم ونؤمن لهم حرفتهم، فإن أعطيناهم هذه تقاضيهم شكرها.”
خطابات خالد بن الوليد لملوك الدول:
- كتب خالد إلى ملوك فارس عند توليه قيادة حرب العراق: “بسم الله الرحمن الرحيم… من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس.. أما بعد، فالحمد لله الذي حل نظامكم ووهن كيدكم وفرق كلمتكم… فأدخلوا في أمرنا ندعكم أرضكم… وإلا كان ذلك لكم وأنتم كارهون على غلب… على أيدي قوم يحبون الموت كما تحبون الحياة”.
- كتب خالد بن الوليد إلى أهل العراق: “بسم الله الرحمن الرحيم: من خالد بن الوليد … إلى مرازبة فارس… سلام على من اتبع الهدى… أما بعد، فالحمد لله الذي فض خدمكم وسلب ملككم ووهن كيدكم… فوالذي لا إله غيره لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون الحياة”.
- كتب خالد إلى عامة أهل فارس: “أما بعد، فأسلموا تسلموا، وإلا فاعتقدوا مني الذمة، وأدوا الجزية، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون شرب الخمر”.