أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لينشر الهداية والرحمة بين جميع خلقه في أرجاء الأرض. ويظهر ذلك في قوله تعالى: “وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين”. وقد أورد الرسول المصطفى العديد من الأحاديث النبوية التي نسترشد بها حتى يومنا هذا.
من بين الأحاديث النبوية التي تشجع على التعاون والمحافظة على بعضنا البعض، نجد حديث إماطة الأذى عن الطريق. في هذا المقال، سنقوم بتفسير هذا الحديث، وسنستعرض حكم إلقاء الأذى في الطريق، بالإضافة إلى مناقشة الحكمة وراء هذا الحديث.
تفسير حديث إماطة الأذى عن الطريق صدقة
- يعتبر حديث إماطة الأذى عن الطريق جزءًا من حديث نبوي شريف يشير فيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أهمية إخراج الصدقة، إذ يجب على كل مسلم عاقل ومعافى المشاركة في ذلك.
- وقد أشار النبي المصطفى إلى أن الصدقة ليست محدودة بالمال فحسب، بل تشمل أيضًا الأعمال الخيرية تجاه الآخرين.
- يقول الحديث: “كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس، قال: تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، قال: والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة”.
- يمكننا تفسير مصطلح إماطة بأنه يعني إزالة أو إبعاد، في حين تشير كلمة الأذى إلى أي شيء قد يتعرض له المسلم في طريقه ويؤذيه، كزجاج مكسور أو أغصان أشجار أو قمامة.
- أما بشأن كلمة صدقة في “حديث إماطة الأذى عن الطريق صدقة”، فهي تشير إلى تقديم منفعة لأي إنسان مسلم من خلال إزالة أي ضرر من على الطريق، مما ينعكس بشكل إيجابي على سلامة المسلمين.
حكم إلقاء الأذى في الطرقات
- إن إلقاء الأذى في الطرقات يعد من الأفعال المحرمة في الدين الإسلامي، والشخص الذي يقوم بهذا الفعل يتحمل عقاب الله عز وجل وفقًا لما ارتكبه، حتى وإن كان المتضرر حيوانًا.
- إذا نتج عن تصرف شخص ما أذى للحيوانات أو البشر، يتعين عليه زيارة المتضرر لتقديم العلاج اللازم والاطمئنان عليه.
- كما ينص أصحاب المذهب الحنبلي على أنه في حال إلقاء مواد سائلة مثل الصابون في الطريق، مما يتسبب في أذى للإنسان أو الحيوان، يجب على الفاعل تحمل تكاليف العلاج أو التعويض.
الحكمة من الدعوة للابتعاد عن الأذى في الطريق
تتجلى الحكمة من تشجيع الدين الإسلامي على إماطة الأذى عن الطريق في النقاط التالية:
- توفير فرصة للعبادة لمن لا يقدرون ماليًا على إخراج الصدقات، بحيث يحصلون على الثواب من خلال تصرفات بسيطة وسهلة.
- حماية جميع الناس من الأذى، سواء كانوا مسلمون أو غير مسلمون، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد المستفيدين من هذا الفعل في الحديث الشريف.
- يمثل إبعاد الأذى فضيلة عظيمة في الإسلام.
- تشجيع الناس على الأعمال الخيرية، مهما بدت بسيطة في نظرهم.
حكم إماطة الأذى عن الطريق
بشكل عام، تُعتبر إماطة الأذى عن الطريق سنة مستحبة، ولكنها قد تصبح واجبة إذا كان سيترتب عليها خطر كبير، مثل حفرة عميقة في الطريق قد تؤدي إلى وفاة شخص أعمى إذا مر بها. في هذه الحالة، تصبح إماطة الأذى عن الطريق واجبًا.
فضل إماطة الأذى عن الطريق
- تعد إماطة الأذى من مظاهر الإيمان، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”.
- إماطة الأذى تُعد من أحب الأعمال إلى الله، كما يظهر في قول النبي صلى الله عليه وسلم: “عُرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُمَاطُ عن الطريق”.
- قد تكون هذه الفعل سببًا لدخول الجنة، لما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يتقلب في الجنة بسبب قطع شجرة كانت تؤذي الناس من ظهر الطريق.