تاريخ مدينة طوكيو
تُعتبر مدينة طوكيو واحدة من أكبر المدن في العالم وأكثرها تطورًا وازدهارًا. عُرفت سابقًا باسم “إيدو” (EDO)، والذي يعني مصب النهر، بينما يعكس اسمها الحالي “طوكيو” مفهوم العاصمة الشرقية.
شَهدت طوكيو تحولًا كبيرًا في تاريخها؛ إذ كانت في الأصل قرية صيد صغيرة منذ حوالي 3000 عام قبل الميلاد، ثم أُقيمت فيها قلعة “إيدو” في القرن الثاني عشر، والتي تُعد الآن موقع القصر الإمبراطوري. تغيَر اسم المدينة إلى طوكيو في عام 1868، عندما تم الإطاحة بحكم “شوغون توكوغاوا” الذي استمر لأكثر من 250 عامًا.
أحداث تاريخية غيرت وجه طوكيو
تاريخياً، شهدت مدينة طوكيو العديد من الأحداث المهمة التي ساهمت في تشكيلها. من بين هذه الأحداث:
بناء قلعة إيدو عام 1457
تُعَد قلعة إيدو، التي أصبحت لاحقًا جزءًا من القصر الإمبراطوري، مركز مدينة طوكيو الحالية. تم تأسيس هذه القلعة في عام 1457 على يد الساموراي والراهب أوتا دوكان، وأصبحت فيما بعد قاعدة حكم عشيرة توكوغاوا في اليابان.
حريق فورسود عام 1657
في 2 مارس 1657، دمر حريق فورسود، المعروف أيضًا باسم الحريق الكبير في إيدو، أكثر من نصف المدينة. استمر الحريق لثلاثة أيام وأدى إلى وفاة عدد كبير من السكان.
زلزال عام 1923
ضرب زلزال قوي مدينة طوكيو في 1 سبتمبر 1923، حيث بلغت شدته 8.4 درجات على مقياس ريختر. أدى هذا الزلزال إلى دمار واسع النطاق، حيث تقدّر الأضرار بنسبة تصل إلى 45% من المدينة، ونتج عنه وفاة نحو 140 ألف شخص. يُعتبر هذا الزلزال ثاني أقوى زلزال شهدته اليابان بعد زلزال “توهوكو” الذي وقع عام 2011.
كرة النار عام 1910
شهدت الكوارث الطبيعية في طوكيو أيضًا حادثة خطيرة قرب “نهر سوميدا”، حيث تجمعت 44 ألف من سكان المدينة للنجاة من النيران الزاحفة. اجتاحت المنطقة كرة نارية ضخمة بارتفاع حوالي 90 مترًا، مما أدى إلى وفاة جميع الحاضرين باستثناء ثلاثة مئات شخص فقط.
الحرب العالمية الثانية 1942-1945
عقب استيلاء قوات الحلفاء على جزر المحيط الهادئ، اقتربوا من طوكيو أثناء تواجد القاذفات الجديدة “B-29”. بدأ الحلفاء في شن غارات جوية مُدمّرة في عملية أُطلق عليها اسم “Meetinghouse”، والتي استمرت لمدة 48 ساعة، حيث أُلقيت أكثر من 2000 طن من القنابل الحارقة، مما أسفر عن تدمير حوالي 25 كيلومترًا مربعًا ومقتل أكثر من 120 ألف شخص، وتبقى هذه الغارة واحدة من أكثر الغارات دمارًا في التاريخ.
أولومبياد طوكيو عام 1964
أخذت طوكيو مكانة بارزة في تطوير الرياضة على الصعيدين المحلي والدولي، وذلك من خلال استضافتها لأول دورة للألعاب الأولمبية في قارة آسيا، التي أُقيمت من 10 إلى 24 أكتوبر 1964. شارك فيها 5151 رياضيًا من 63 دولة، تم تنظيم الفعاليات عبر أربع محافظات إلى جانب طوكيو: سايتاما، كاناغاوا، ناغانو، وتشيبا.
أشعل الشعلة الأولمبية في حفل الافتتاح “يوشينوري ساكاي”، الذي وُلد في هيروشيما في 6 أغسطس 1945، وهو التاريخ الذي وقع فيه إلقاء القنبلة الذرية على المدينة. وتُعتبر هذه الدورة أيضًا تاريخية بسبب إدراج رياضتي كرة الطائرة والجودو كرياضتين رسميتين لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية.