تشخيص داء بهجت
يعتبر داء بهجت المعروف أيضًا باسم متلازمة بهجت (بالإنجليزية: Bahcet’s Syndrome)، أو مرض طريق الحرير، من الأمراض التي يصعب تشخيصها بسبب الأعراض التي تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى مثل مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn’s Disease) والتهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis) ومرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus). قد يستغرق تشخيص داء بهجت عدة أشهر نظرًا للحاجة إلى العديد من الاختبارات لاستبعاد حالات طبية أخرى، حيث لا يوجد فحص محدد يمكنه الكشف عن هذا الاضطراب بشكل قاطع.
التشخيص السريري
حسب المعايير السريرية الدولية المعتمدة من قبل مجموعة من الأطباء، يعتمد تشخيص داء بهجت على الأعراض السريرية التالية:
- ظهور تقرّحات فموية متكررة لا تقل عن ثلاث مرات سنويًا، سواء كانت قلاعية (بالإنجليزية: Aphthous) أو هربسية الشكل (بالإنجليزية: Herpetiform).
- تكرار حدوث تقرّحات في الأعضاء التناسلية.
- ظهور التهابات وآفات في العين، مثل التهاب القزحية (بالإنجليزية: Uveitis) أو التهاب الأوعية الدموية في الشبكية (بالإنجليزية: Retinal vasculitis).
- تطور آفات جلدية تشمل الحُمامى العقدية (بالإنجليزية: Erythema Nodosum) والتهاب الجريبات الكاذب (بالإنجليزية: Pseudofolliculitis) وآفات الحطاطة البثرية (بالإنجليزية: Papulopustular Lesions) وعقيدات حب الشباب (بالإنجليزية: Acneiform nodules)، غالبًا ما تظهر لدى البالغين الذين لم يتلقوا علاجات كورتيكوستيرويدية.
- الحصول على نتيجة إيجابية في اختبار باثيرجي (بالإنجليزية: Pathergy test)، والذي يمكن إجراؤه بعد 24-48 ساعة من الفحص.
الفحوصات المخبرية والتصويرية
فيما يلي أبرز الاختبارات التي يتم إجراؤها لتشخيص داء بهجت:
اختبار باثيرجي
يعتبر اختبار باثيرجي علامة مساعدة لدعم التشخيص، ولكنه ليس تشخيصًا نهائيًا بحد ذاته. ينخفض عدد المرضى الذين تكون نتيجة اختبار باثيرجي إيجابية لديهم، كما يمكن أن تظهر إيجابية الاختبار في حالات مرضية أخرى. يتم إجراء الاختبار عن طريق وخز الذراع بإبرة معقمة، حيث يعتبر ظهور نتوء أو بثور حمراء صغيرة في موقع الوخز دليلاً على صحة النتيجة. يُشاهد الأشخاص المصابون بداء بهجت في منطقة البحر الأبيض المتوسط نتائج إيجابية أكثر عند إجراء هذا الاختبار.
اختبارات الدم
تُستخدم اختبارات الدم بشكل أساسي لاستبعاد حالات طبية أخرى، ولا يمكن الاعتماد عليها لتأكيد الإصابة بداء بهجت. تهدف هذه الاختبارات إلى:
- استبعاد أمراض أخرى محتملة.
- قياس شدة الالتهاب، من خلال تحديد معدل ترسيب كريات الدم الحمراء (بالإنجليزية: Erythrocytes Sedimentation Rate) وبروتين سي التفاعلي (بالإنجليزية: C-Reactive Protein).
- مراقبة تأثير الأدوية وتتبع تغيب الآثار الجانبية، وذلك من خلال إجراء اختبارات تعداد الدم الكامل واختبارات وظائف الكلى والكبد.
- الكشف عن علامات وراثية معينة يُعتقد أنه يرتبط بالمرض، خاصة العلامة الوراثية HLA-B51، حيث يتواجد خطر الإصابة بداء بهجت لدى الأشخاص الذين يحملونها. مع ذلك، لا يُوصى بإجراء هذا الفحص للأطفال، لأنه لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض.
اختبارات إضافية
قد يلجأ الطبيب لتجديد اختبارات إضافية بناءً على حالة المريض وآثاره، ومن بينها:
- تصوير الصدر بالأشعة السينية (بالإنجليزية: Chest X-ray) للتحقق من عدم وجود عدوى في الرئتين، خاصةً في حالات استخدام العلاج الذي يؤثر على الجهاز المناعي.
- التنظير الداخلي (بالإنجليزية: Endoscopy) للمعدة أو الأمعاء عندما يعاني المريض من مشاكل هضمية، مع استخدام تقنية التنظير بالكبسولة (بالإنجليزية: Capsule endoscopy) لفحص الأمعاء الدقيقة.
- التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computerized Tomography) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging) للحصول على صور دقيقة للكشف عن أعراض معينة.
نظرة شاملة حول داء بهجت
يستلزم داء بهجت التعامل مع التهاب الأوعية الدموية بجميع أنواعها، ويعتبر من الاضطرابات النادرة التي تؤثر سلبًا على تدفق الدم وتلحق الضرر بالأعضاء الحيوية. يمكن أن يصيب المرض الدماغ والنخاع الشوكي، ويتميز بثلاثة أعراض رئيسية، هي: القرحات الفموية المتكررة، القرحات التناسلية، والتهاب عنبية العين (بالإنجليزية: Uveitis). يمر المرضى بفترات هدوء تُعرف بالهُدأة، لكن هذا لا يعني الشفاء التام، حيث تتكرر الأعراض بشكل دوري. اتباع العلاج المناسب يُسهم في السيطرة على الأعراض مما يقلل من فرص ظهورها مجددًا.
لمزيد من المعلومات حول داء بهجت، يمكن قراءة المقال التالي: (ما هو مرض بهجت).