دعاء استفتاح الصلاة يُعتبر من الأدعية المتميزة التي وردت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وهو من السنن المستحبة التي ينبغي الالتزام بها أثناء أداء الصلاة. يجدر بالذكر أن العديد من الأشخاص يهتمون بالتعرف على تفاصيل هذا الدعاء.
يتساءل الكثيرون عن حكم هذا الدعاء، وما إذا كان دعاء الاستفتاح سنة مؤكدة أو واجبًا. في هذا المقال، سنستعرض هذه التساؤلات ونقدم الإجابات المناسبة، فتابعونا.
التوقيت المثالي لدعاء الاستفتاح
تتبع الأمة الإسلامية سنة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد اتفق العلماء على القواعد المتعلقة بوقت دعاء الاستفتاح أثناء الصلاة:
- يُفضل أن يُقال دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام، حيث لا يُستحسن البدء بالدعاء قبل التكبير.
- لكن بعض العلماء، ولا سيما ضمن مذهب المالكية، يعتقدون أن الدعاء يُستحب أن يأتي بعد تكبيرة الإحرام مباشرة.
- إجمالاً، يتفق الفقهاء (باستثناء المالكية) على أن دعاء الاستفتاح ينبغي أن يتم في الركعة الأولى من الصلاة عقب تكبيرة الإحرام.
- يجب أن يُقال الدعاء قبل قراءة الفاتحة والاستعاذة بالله.
حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة
توافق جميع العلماء على أن دعاء الاستفتاح هو من الأدعية المستحبة في الصلاة وليس فرضًا. إلا أن هناك بعض الآراء المختلفة حول هذا الموضوع، وهذه هي أبرزها:
- بالرغم من إجماع العلماء على أن دعاء الاستفتاح سنة مستحبة، إلا أن الإمام أحمد يرى أن أداء هذا الدعاء واجب.
- لكن الرأي السائد والأكثر صحة هو الاستناد إلى أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يُذكر أن الرسول كان يقرأ دعاء الاستفتاح في صلاته ولكنه لم يُعلم أحدًا من أصحابه.
- قد سأل أبو هريرة رضي الله عنه الرسول عن الكلمات التي يُقال بعد تكبيرة الإحرام، وأجابه الرسول بأنها دعاء الاستفتاح، مما يدل على أن هذا الدعاء من الأمور المستحبة وغير المضطرة.
صيغ دعاء الاستفتاح
توجد عدة صيغ لدعاء الاستفتاح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمكن للمسلم اختيار ما يشاء منها أثناء الصلاة. ومن أبرز هذه الصيغ:
- “اللَّهُمَّ باعِد بَيني وبينَ خطايايَ، كما باعَدتَ بينَ المشرقِ والمغرِبِ، اللَّهمَّ نقِّني من خطايايَ كالثَّوبِ الأبيضِ منَ الدَّنسِ، اللَّهمَّ اغسِلني من خطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبردِ”.
- “وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين”.
- “سبحانكَ اللهمَّ وبحمدِكَ وتباركَ اسمُكَ وتعالى جدُّكَ ولا إلهَ غيرُكَ”.
- “إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين”.
- “اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”
- عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان الرسول يُكبر عشرًا، ويحمدُ عشرًا، ويسبحُ عشرًا، ويهلِّلُ عشرًا، ويستغفِرُ عشرًا. ويقولُ: اللهمَّ اغفِرْ لي، واهدِني، وارْزُقْني عشرًا، ويقولُ: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الضيقِ يومَ الحسابِ عشرًا”
هل تصح صلاة المسلم بدون دعاء الاستفتاح؟
نعم، فإن صلاة المسلم تصح بدون دعاء الاستفتاح، حيث يُعتبر دعاء الاستفتاح سنة مستحبة وليس فرضًا. إليكم آراء أهل العلم في هذا الشأن:
- يعتبر دعاء الاستفتاح سنة يستحب ذكرها في جميع أنواع الصلوات، سواء كانت واجبة أو نافلة.
- أما مذهب المالكية، فيرى أن دعاء الاستفتاح غير مستحب، واستدلوا على ذلك بما جرى في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، بأنهم كانوا يفتتحون صلاتهم بتكبير فقط.
- في ختام الأمر، يمكن القول أن دعاء الاستفتاح من الأمور المستحبة، وهو سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
- إذا صلى الشخص بدون ذكر دعاء الاستفتاح، فإن صلاته تصح ولا حرج عليه بإذن الله تعالى.
فضائل دعاء الاستفتاح
دعاء الاستفتاح يحمل العديد من الفضائل، فهو من الأدعية المستحبة والعظيمة التي تعود بالنفع على المسلم. ومن أبرز فضائل دعاء الاستفتاح:
- تتضمن هذه الأدعية المدح والثناء لله عز وجل، مما يُساعد المسلم على تعلم كيفية تعظيم الله سبحانه وتعالى.
- يُعزز معرفته بقدر نفسه ومكانته لدى الله، مما يُسهم في التخلص من الغرور والتكبر.
- هذا الدعاء يُعتبر اعترافًا من المسلم بخطاياه وذنوبه، مما يعزز التقرب من الله.
- يمكن للعبد أن يُظهر ضعفه وحاجته بين يدي الله ويتوسل إليه بالاستغفار.
- يسأل العبد ربه عن الكثير من الأمور، ويطلب الهداية إلى الطريق المستقيم.
- يُدرك العبد أن الله وحده هو عالم الغيب، وبالدعاء يمكن تحويل الأقدار إلى الأفضل بإذن الله.
- يساعد هذا الدعاء في التخلص من الذنوب والتقرب إلى الله، وتحقيق كرم رحمته.
- يساهم في معالجة ضعف اليقين ومواجهة الشكوك.
آداب الدعاء
يجب على المسلم الالتزام بآداب الدعاء أثناء وقوفه بين يدي الله سبحانه وتعالى. ومن هذه الآداب:
- الدعاء يجب أن يكون بنية خالصة.
- تعظيم الله بأسمائه وصفاته.
- استخدام الأسماء الحسنى في الدعاء.
- المدح والثناء أثناء الدعاء، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
- يفضل استقبال القبلة أثناء الدعاء.
- الإلحاح في الدعاء، ورفع اليدين وتوقع الإجابة.
- تجنب التكلف في أسلوب الدعاء أو استخدام ألفاظ معقدة.
- الخضوع والاستغفار بصدق.
- عدم التعجل في طلب الإجابة.
- تجنب الإساءة للآخرين أثناء الدعاء.
- استحضار مشاعر الخشوع أثناء الدعاء.
- يفضل أن يكون الدعاء بين العبد وربه دون رفع الصوت.
دعاء الاستفتاح لصلاة التهجد
روت السيدة عائشة عندما سُئلت عن دعاء استفتاح الرسول صلى الله عليه وسلم في قيام الليل أنه: “كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).