اكتشاف الولايات المتحدة الأمريكية
بدأ الرحالة الإسباني الشهير كريستوفر كولومبوس رحلته الاستكشافية في عام 1492م بتكليف من ملكة إسبانيا آنذاك. وفي الثاني عشر من شهر أكتوبر من نفس العام، استطاع كولومبوس وطاقم سفينته الإسبانية الوصول إلى جزر الباهاماس، التي تقع ضمن المنطقة التي تُعرف حالياً بالولايات المتحدة الأمريكية. كانت المنطقة آنذاك مأهولة بالسكان الأصليين، الذين أطلق عليهم تسمية “الهنود”. عقب ذلك، أجرى كولومبوس العديد من الرحلات الاستكشافية على مدى أكثر من عشر سنوات، ولكنه لم يكن يدرك أنه وصل إلى أمريكا، بل كان يعتقد أنه لا يزال يتواجد على ساحل القارة الآسيوية. وقد استمر على هذا الاعتقاد حتى وفاته، إلى أن بدأت بعد ذلك العديد من الرحلات الاستكشافية الأخرى، وأبرزها رحلة الإيطالي أمريكو فسبوتشي، الذي وصل إلى الساحل الجنوبي ولاحظ عدم وجود أي تشابه بينه وبين السواحل الهندية في آسيا، مما جعله يدرك أنه قد اكتشف قارة جديدة أطلق عليها اسم “أمريكا”.
استيطان الولايات المتحدة الأمريكية
بعد اكتشاف أمريكا، بدأت الأنظار تتوجه نحو القارة الجديدة. وكانت البداية من الإسبان الذين استوطنوا منطقة سانت أوغسطين في ولاية فلوريدا في عام 1565م. كما قام الفرنسيون باستيطان منطقة سان لوران في الشمال، وتبعهم الهولنديون الذين استقروا في الجزيرة المعروفة اليوم بجزيرة مانهاتن في مدينة نيويورك. بالإضافة إلى ذلك، قامت إنجلترا بضم المستعمرات إلى إمبراطوريتها عام 1664. كما عمل السويديون على تأسيس مجتمع واسع من السكان الأصليين وأطلقوا عليها اسم “السويد الجديدة”. ومع ذلك، قضت هولندا على محاولات الاستعمار السويدي، بينما نجحت إنجلترا في ضم جميع المستعمرات والسيطرة على الشاطئ الشرقي لأمريكا الشمالية، وتقسيم المنطقة إلى ثلاث عشرة مستعمرة.
استقلال الولايات المتحدة الأمريكية
تميزت فترة الحكم الإنجليزي في أمريكا بالظلم وفرض الضرائب، مما دفع الأمريكيين للخروج في ثورات ضد الحكم البريطاني سعياً لتحقيق استقلال البلاد. واستمرت الحركات الثورية في التصاعد حتى تمكن المتحدث باسم الديمقراطية، توماس جفرسون، من تقديم وثيقة رسمية لمجلس الكونغرس الإقليمي تضمنت مطالب الشعب الأمريكي وعدداً من الحقوق الطبيعية، مثل الحق في المساواة. وصوت المجلس لصالح استقلال البلاد، وتم الإعلان عنه في الرابع من يوليو عام 1776م.
الولايات المتحدة الأمريكية بعد الاستقلال
لم يتوقف الصراع بين الأمريكيين والبريطانيين بعد استقلال أمريكا، إذ نشبت معركة بين الطرفين عرفت بمعركة يوركتاون التي انتهت عام 1781 بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم توقيع اتفاقية باريس عام 1783 التي قضت بإنهاء الثورة الأمريكية. بعد ذلك، بدأت معالم الدولة الجديدة تظهر تدريجاً، حيث تم وضع الدستور الأمريكي في عام 1787، بالإضافة إلى كتابة النشيد الوطني وإنشاء الأحزاب السياسية. وقد بدأ قطاع الصناعة في النمو والازدهار، بينما شاركت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى في أوائل القرن العشرين، ثم انخرطت في الحرب العالمية الثانية عام 1941.