حكم رفض الزوجة دعوة زوجها للفراش ونتائج ذلك. لقد جعل الله تعالى الزواج من أهم مصادر السعادة والاستقرار للإنسان، حيث خلق حواء من ضلع آدم لتكون لديه عونًا على صعوبات الحياة. لذا، تعتبر الحياة الزوجية بمثابة ملاذ يستقر فيه الزوجان بعيدًا عن المشاق والآلام.
ما هي الحكمة من تشريع الزواج في الإسلام؟
- يولد الإنسان مهيئًا لغريزته وشهواته الطبيعية، وقد أجاز الله الزواج لتمكين كلا الجنسين من إشباع هذه الغرائز بأسلوب مشروع يحول دون الوقوع في الرذيلة.
- يعد الزواج الوسيلة الأساسية لتحقيق تكاثر الذرية، مما يؤدي إلى بناء الأمم التي تقوم بدورها كخليفة الله في الأرض، ولا تتم هذه العملية إلا من خلال الزواج.
- يتضمن الزواج طاعة لله ورسوله، وقد قال تعالى: “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة”.
- وقد أوجب الله على المؤمنين الزواج لإنجاب ذرية تعبد الله وتحمل رسالته مع المرسلين والأنبياء.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم”.
الأحكام الشرعية المتعلقة بالزواج
- يجب أن تقوم العلاقة بين الزوجين على المحبة والاحترام، وأن تسود الرحمة والطمانينة، فالحياة الزوجية تمثل بيوتًا للسكينة.
- قال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.
- من الواجب عدم هجر الزوجة لزوجها في الفراش، والعكس صحيح.
- يجب أن تكون هناك شورى بين الزوجين وتوزيع عادل للمسؤوليات بما يتناسب مع طبيعة كل منهما.
- يتعين على الزوج تشجيع زوجته على عبادة الله، كما يتوجب عليها مساعدته في ذلك، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات”.
- يجب أن يتحلى الزوجان بالصبر والحلم عند الغضب.
حكم رفض الزوجة دعوة زوجها للفراش
- أجمع العلماء على تحريم رفض الزوجة دعوة زوجها للفراش، وهذا يعتبر حقًا من حقوق الزوج، ولا يحق لها الامتناع عن تلبية هذا الحق.
- إذا كان الامتناع بعذر شرعي، فلا إثم عليها، أما إذا كان بدون أسباب شرعية، فقد ارتكبت إثمًا عظيمًا وجرّت غضب الله عليها، وسيحاسبها الله يوم القيامة.
- من المهم على الزوجة أن تبتعد عن هجر زوجها في الفراش، فإذا فعلت، عليها الإسراع بالتوبة مع العزم على عدم تكرار هذا الذنب مرة أخرى.
- يجب عليها كذلك طلب عفو زوجها، لأنها منعت عنه حقًا شرعيًا، ليغفر الله لها وتكون راضية.
- الإسلام يصنف المرأة التي تمنع حق زوجها بالفراش كناشز، مما يعني أنها قد تفقد حقوقها الشرعية.
- ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح”.
كيفية تعامل الزوج مع الزوجة الناشز
- يجب على الزوج الذي ترفض زوجته دعوته إلى الفراش أن يبدأ بنصحها وتذكيرها بواجباتها أمام الله.
- يجب توضيح لها أنها تأثم بهذا الفعل وأن الله يغضب عليها، وأن يسعى لحل المشكلات التي تعيق مشاركتها له في الفراش.
- إذا استمرت في الرفض، يمكنه هجرها في الفراش حتى تدرك خطورة تصرفها، وإذا لم تستجب، يجوز له ضربها ضربًا غير مؤلم كما يقره الدين.
- إذا استمرت في رفضها وعدم الاستجابة، يمكنه اتخاذ قرار الطلاق والبحث عن زوجة مناسبة أخرى.
صبر الزوجين على صعوبات الحياة الزوجية
- يتوجب على الزوج أن يتفهم ظروف زوجته ويصبر عليها، خاصة إذا كانت تعاني من مشاكل تمنعها من الاستجابة لدعوته.
- ينبغي عليه أن يمنحها العذر في حال وجود أسباب صحية أو نفسية تمنعها من أدي واجبها.
- يجب أن يتفق الزوجان على حقوقهما وواجباتهما لضمان عدم ظلم أحدهما الآخر، والعمل على تحديد عدد مرات العلاقة الزوجية والتزام الطرفين بأوقات معلومة.
- إذا كانت تشتكي من سوء أخلاق زوجها، فيجب عليها استشارة أهل الثقة لحل مشكلاتها ومعالجة حياتها الزوجية بمشاركة عائلتيهما.
- في كل الأحوال، لا ينبغي للزوجة هجر فراش زوجها إلا إذا كان يأمرها بمعصية.
- ذكر القرآن والسنة أهمية دور الزوج في التوجيه والنصح لأسرتهم لما له من قوامة عليهم.
- قال الله تعالى: “يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة”، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن “الرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته”.
- لا يجوز هجر الزوجة للفراش ما لم يكن هناك سبب شرعي يمنع، مثل الحيض أو النفاس، كما يمكن للزوجة رفع شكواها للقاضي إذا كانت تعاني من معاملة زوجها السيئة.
عقوبة هجر الزوج للزوجة في المضجع
- يحذر أهل الدين من الإفراط في هجر الزوجة كعقوبة، حيث قد يؤدي هذا إلى تفكك الأسرة وتدمير الحياة الزوجية.
- يعتبر الإيلاء، أي هجر الزوج لزوجته في المضجع، من سوء المعاملة في الإسلام، ويعكس عدم استخدام الزوج لقوامته بشكل صحيح.
- يحظر على أي من الزوجين هجر الآخر في الفراش كوسيلة للعقاب، ولكن يُسمح بذلك لأسباب مشروعة مثل عذر شرعي أو محاولة إصلاح طباع الزوجة.
العواقب الأسرية والاجتماعية لهجر الزوجة لزوجها
- حرم الإسلام هجر الزوجة لزوجها في الفراش نظرًا للعواقب الوخيمة على المستوى الفردي والمجتمعي.
- من بين الآثار السلبية الناتجة عن هجر الزوجة لزوجها يمكن أن نلاحظ انهيار هياكل الأسر، وتفشي الرذيلة بين الناس، حيث إن عدم تلبيتها لحقوق زوجها الشرعية قد يدفعه للبحث عن تعويض في الخارج.
- الزوج قد يقع في دائرة المحرمات، مثل الزنا، مما يجلب الرذيلة والسلوكيات السلبية إلى المجتمع.
حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق
- لا يحق لها الحصول على النفقة المعتادة المخصصة للمطلقات.
- تحرم من المتعة أيضًا نتيجة سلوكها.
- يمكنها الاحتفاظ بحضانة الأطفال.
- من حقها المطالبة بمؤخر الصداق.
- فيما يتعلق بحجم الفترة التي تلت الطلاق، فإن الاعتقاد بأن الناشز لا يحق لها الزواج مجددًا لمدة خمس سنوات هو اعتقاد خاطئ، حيث أباح لها الدين الزواج بعد انتهاء العدة.