حكم رؤية المرأة لعيون الرجل في السياقات المختلفة

إن الدين الإسلامي العظيم قد حث أتباعه على ضرورة ستر أجسادهم وحفظها من العُري، وأكد أن هذه التعاليم لا تخص النساء فقط بل تشمل الرجال أيضًا. في مقالنا هذا، سنناقش موضوعًا مهمًا يشغل بال العديد من الناس، وهو “حكم كشف عورة الرجل أمام المرأة”.

تعريف العورة

قبل الخوض في الحكم الشرعي، من الضروري أن نفهم ما تعنيه العورة التي يجب سترها. العورة تُعرف بأنها المنطقة التي يُعتبر الكشف عنها عيبًا في الإنسان، وهي في السياق الديني كل ما يُحرم كشفه سواء بالنسبة للرجل أو المرأة.

عورة الرجل

تتفق المذاهب الأربعة على أن عورة الرجل تتمثل في المنطقة ما بين السرة والركبة، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف: “أسفل السرة وفوق الركبتين من العورة”.

متى يصبح كشف العورة غير محرم؟

توجد مواضع يُعتبر فيها كشف العورة غير محرم، ويمكن توضيحها كما يلي:

  • في حالات الحاجة الملحة للتطبب، حيث يُسمح للرجل بكشف عورته للطبيبة إذا كانت هناك ضرورة لذلك، مع مراعاة الحدود الشرعية؛ أي أنه لا يجوز لها النظر أو اللمس إلا بما تقتضيه الحاجة.
  • خلال عملية الاغتسال، يجوز عدم النظر إلى عورة الميت أو خلع ملابسه إلا عند تغسيل الميت.

من هم النساء التي يجوز للرجل كشف عورته أمامهن؟

  • اتفق الفقهاء على أن الزوجين لا توجد بينهما عورة، وبالتالي ليس هناك عورة بالنسبة لزوجته.
  • في المذهب الحنفي، يُعتبر الطفل الذي لا يتجاوز سن الأربع سنوات غير عورة، حيث يجوز للمرأة الأجنبية النظر إليه حياً أو تغسيله ميتًا عند الحاجة.

حكم كشف عورة الرجل للمرأة

وها نحن الآن بعد أن تعرفنا على من يجوز للرجل كشف عورته أمامهن، يجب أن ندرك حكم كشف عورة الرجل أمام المرأة الأجنبية:

  • بالنسبة للرجل الذي يكشف عورته عمدًا أمام امرأة، فهذا يُعتبَر محرمًا ويعد ذنبًا، حيث لا يجوز له الكشف عن عورته إلا لزوجته.
  • إذا كان الرجل فاقدًا لعقله أو مجذوبًا وكشف عورته أمام المرأة الأجنبية، فلا حرج عليه، لأنه لا يدرك أفعاله. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن المجنون”، مما يعني أنه غير مؤاخذ بأفعاله.
  • على الرغم من ذلك، يجب على المرأة الواعية التي تدرك ما تفعل أن تغض بصرها، لأن النظر يُعتبر إثمًا عليها.
  • تذهب المذاهب الأربعة إلى أن جسم الرجل ليس به عورة بين السرة والركبة. إذا نظرت المرأة الأجنبية إلى جسمه، فليس من العورة، لأنه إذا كان كل جسم الرجل عورة بالنسبة للمرأة، لكان يتوجب على الرجال ارتداء الحجاب.
  • بالمقابل، يفضل الحنفية أن تغض المرأة بصرها عن جميع أجزاء جسم الرجل، لأن النظر يُعتبر سهمًا من سهام الشيطان، قد يؤدي إلى الشهوة وبالتالي الوقوع في الحرام.
  • وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن”، حيث يُظهر تحريم نظر المرأة إلى الرجل غير زوجها بغرض الحفظ من الفتنة.
Scroll to Top