تشخيص سرطان المعدة
يعتمد تشخيص سرطان المعدة (الإنجليزية: Stomach cancer أو Gastric cancer) على مجموعة من الخطوات المتكاملة. تبدأ هذه العملية بتحديد الأعراض الخاصة بالمريض، ودراسة التاريخ الطبي له ولعائلته بدقة، بالإضافة إلى إجراء تقييم سريري شامل. يتطلب الأمر أيضًا إجراء مجموعة من الاختبارات التشخيصية المتخصصة. ومن المهم الإشارة إلى أن غالبية حالات سرطان المعدة تُكتشف في مراحل متقدمة من المرض، وذلك بسبب عدم ظهور الأعراض بشكل واضح في المراحل الأولية.
التاريخ الطبي والفحص السريري
يسعى الطبيب إلى معرفة عدة تفاصيل تتعلق بالمريض، منها التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان، خصوصًا سرطان المعدة، إلى جانب أي عمليات سابقة على المعدة. كذلك ينبغي الإفصاح عن أي تجارب سابقة مع قرحة المعدة، إضافة إلى نمط الحياة كالعادات الغذائية والتدخين. تشمل المعلومات الأخرى الأعراض الحالية التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى أي عوامل خطر محتملة مرتبطة بسرطان المعدة، كما يسهم الفحص السريري في جمع معلومات عن الحالة الصحية العامة، واكتشاف أي علامات قد تشير للإصابة. يقوم الطبيب بفحص منطقة البطن للكشف عن أي تغييرات غير طبيعية. وفي حال اشتبه الطبيب بإصابة المريض بسرطان المعدة أو بمشاكل هضمية أخرى، يُحوّل المريض إلى طبيب مختص بأمراض الجهاز الهضمي لإجراء تقييم أعمق واختبارات إضافية.
تجدر الإشارة إلى تشابه الأعراض التي قد تظهر على مرضى سرطان المعدة مع حالات طبية أخرى مثل قرحة المعدة أو التهاب المعدة الفيروسي. ورغم ذلك، يمكن أن تختلف الأعراض في مراحل المرض المتقدمة حيث يعاني المريض من ضعف عام، تقيؤ دم، ظهور دم في البراز، وفقدان وزن غير مبرر. أما بخصوص الأعراض الأولية فقد تشمل:
- صعوبة الهضم أو حرقة المعدة.
- ألم وشعور بعدم الراحة في البطن.
- غثيان وتقيؤ، خصوصًا تقيؤ الطعام بعد فترة قصيرة من تناوله.
- إسهال أو إمساك.
- انتفاخ المعدة بعد الطعام.
- فقدان الشهية.
- الشعور بأن الطعام عالق في الحلق أثناء الأكل.
التنظير الداخلي
يُعتبر التنظير الداخلي إجراءً آمنًا يمكن أن يتم في العيادات الخارجية. من خلاله يستطيع الطبيب أن يرى المعدة من الداخل، ويتضمن نوعين: الأول هو التنظير الهضمي العلوي (الإنجليزية: Esophagogastroduodenoscopy) والثاني هو التنظير بالموجات فوق الصوتية (الإنجليزية: Endoscopic ultrasound). سنوضح كل منهما فيما يلي:
التنظير الهضمي العلوي
يعدّ التنظير الهضمي العلوي من الإجراءات التي يستخدمها الطبيب لتشخيص سرطان المعدة، ويستغرق حوالي 15 دقيقة. يُجرى هذا الفحص تحت تأثير المهدئات، عبر إدخال منظار رفيع مضاء عن طريق الفم الذي يمر عبر الحلق والمريء إلى المعدة، وصولًا إلى الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. تمكّن هذه العملية الطبيب من استكشاف الأعضاء الداخلية وتحديد ما إذا كانت هناك أي تشوهات، مثل وجود سرطان، قرحة، التهابات، أو انسدادات. يمكن أيضًا أخذ خزعة من الأنسجة غير الطبيعية بواسطة المنظار ليتم فحصها لاحقًا في المختبر.
التنظير بالموجات فوق الصوتية
يستخدم التنظير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن الأورام في المعدة ومدى انتشارها إلى العقد اللمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم. تعتمد هذه التقنية على الموجات فوق الصوتية عالية التردد، إلى جانب استخدام منظار خاص للحصول على صور مفصلة للأعضاء. يتم إدخال المنظار عبر الجهاز الهضمي، وفي بعض الحالات، يمكن استخدامه لتوجيه إبرة للحصول على عينة من الأنسجة والسوائل في البطن لفحصها.
الخزعة
كما ذُكر سابقًا، يمكن أخذ خزعة أثناء عملية التنظير، حيث يقوم الطبيب بجمع خلايا أو أنسجة من المعدة لفحصها تحت المجهر للكشف عن علامات السرطان. من المهم أن يتم فحص العدوى الملوية البوابية أيضًا عبر الخزعة.
الفحوصات المخبرية
قد يُوصي الطبيب بإجراء تحليل دم للمساعدة في تشخيص سرطان المعدة. تشمل هذه الفحوصات تقييم وظائف الكبد والكلى، بالإضافة إلى عد خلايا الدم. يمكن تفصيل هذه الفحوصات كالتالي:
- اختبارات الجينوم البشري: حيث يتم فحص الحمض النووي للورم بحثًا عن طفرات قد تساهم في نمو السرطان، مما يساعد الأطباء على فهم أسباب تكون الورم ويوجههم لوضع خطة علاج مناسبة.
- العد الدموي الشامل: حيث يتم اختبار عينة الدم لتحديد نسب خلايا الدم المختلفة، مثل: خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية.
- اختبار الدم الخفي في البراز: حيث يُجرى للكشف عن وجود دم غير مرئي في البراز.
- دراسات كيمياء الدم: تُغذي أعضاء الجسم مجموعة من المواد إلى الدم، وتساعد هذه الفحوصات في كشف الأمراض من خلال قياس كميات هذه المواد.
- فحص التغذية: يُساعد في الكشف عن نقص العناصر الغذائية مثل فيتامين د والحديد.
- اختبارات علامات الأورام: حيث يتم تحليل الدم بحثًا عن مواد كيميائية تمثل علامات خاصة تظهر في حالات معينة من السرطان.
تنظير البطن
يُعد تنظير البطن (الإنجليزية: Laparoscopy) أحد الإجراءات الجراحية البسيطة التي يمكن استخدامها للتحقق من انتشار السرطان إلى المناطق المحيطة بالمعدة. يتم ذلك عبر عمل شق صغير في البطن لإدخال المنظار، وهو أنبوب رفيع مرتبط بكاميرا، وذلك لفحص الحالة وإذا لزم الأمر لأخذ خزعات.
الاختبارات التصويرية لتشخيص سرطان المعدة
تساعد الفحوصات التصويرية الطبية على تكوين صور تعكس حالة الجسم الداخلية، باستخدام تقنيات مثل الأشعة السينية، الرنين المغناطيسي، والموجات الصوتية، والتي تعتمد على تحديد احتمال وجود السرطان أو انتشاره في الجسم.
اختبار ابتلاع الباريوم
يُعتبر اختبار ابتلاع الباريوم (الإنجليزية: Barium Swallow) فحصًا تشخيصيًا للأجزاء العلوية من الجهاز الهضمي بما في ذلك المريء والمعدة. يتضمن الاختبار ابتلاع سائل الباريوم، ثم إجراء الأشعة السينية. يُستخدم سائل الباريوم لتوضيح الأعضاء الداخلية وتعزيز ظهورها، ومع ذلك قد تكون لديه بعض السلبيات مثل عدم وضوح بعض الأجزاء، مما يجعل الأطباء يفضلون التنظير كخيار أساسي لتشخيص سرطان المعدة.
التصوير المقطعي المحوسب
يستخدم التصوير المقطعي المحوسب جهاز حاسوب مع آلة الأشعة السينية لتشكيل صور مفصلة للداخل الجسم من زوايا متعددة. يُعطى المريض صبغة معينة لتحسين وضوح الصور، وقد تُستخدم هذه التقنية أيضًا لتوجيه إبرة الخزعة.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يتميز التصوير بالرنين المغناطيسي باستخدام مجالات مغناطيسية لإنتاج صور مفصلة للأعضاء، ويُستخدم في بعض الأحيان لتحديد حجم الأورام عن طريق حقن المريض بصبغة خاصة.
التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني
يستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (الإنجليزية: Positron Emission Tomograph أو PET) لتفاصيل دقيقة عن السرطان، خصوصًا سرطان المعدة. يُساعد على تحديد إذا كان السرطان نشطًا أو خاملاً باستخدام أدوية ذات إشعاع منخفض.
تصوير الصدر بالأشعة السينية
يمكن أن يساعد تصوير الصدر بالأشعة السينية في التحقق مما إذا كان قد انتشر سرطان المعدة إلى الرئتين.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يتضمن التصوير بالموجات فوق الصوتية استخدام موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور للأعضاء، وتستخدم بشكل شائع في تشخيص السرطان أو للكشف عن احتمالات انتشاره.
نصائح للتعايش مع سرطان المعدة
توجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها لتسهيل التعايش مع سرطان المعدة، منها:
- التوقف عن التدخين: إذ يضر النيكوتين بالأوعية الدموية، مما يصعّب السيطرة على سرطان المعدة.
- ممارسة الرياضة: يُمكن أن تزيد أنواع معينة من التمارين الرياضية من مستويات الطاقة وتحسن الشهية.
- الامتناع عن شرب الكحول: لأنها تزيد الحالة سوءًا.
- شرب السوائل: يُنصح بشرب كميات كافية للحفاظ على جسم مرطب.
- اتباع نظام غذائي متوازن: يجب زيادة تناول الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى الأطعمة الصحية مع الانتباه لصعوبات تناول الطعام إن وجدت.