تختلف آليات التعبير عن الحب بين الأفراد، حيث يستخدم البعض كلمات الحب لإظهار الاحترام والتقدير، بينما يستخدمها الآخرون لتعبير عن المشاعر العاطفية أو الحاجة الجسدية. كما تُستخدم هذه الكلمات أحيانًا للتعبير عن الإعجاب العميق أو التعلق بشخص معين.
في هذا المقال، سنناقش كيفية حكم استخدام كلمات الحب بين المخطوبين.
حكم استخدام كلمات الحب بين المخطوبين
- قبل التطرق إلى الحكم الشرعي لكلمات الحب بين المخطوبين، لابد من الإشارة إلى أن العلماء قد أكدوا أن الخطبة هي بمثابة وعد بالزواج فقط.
- لا يترتب على الخطبة أي من أحكام الزواج، حيث يمكن لأحد الطرفين إنهاء الخطبة في أي وقت يشاء.
- يمكن أيضًا استرداد الشبكة، إذ أن الخاطب والمخطوبة يعتبران أجنبيين عن بعضهما، لذا يُسمح لهما بالتواصل ضمن حدود الاحترام والعفة.
- من المستحسن تجنب الحديث المبالغ فيه، وإذا شعرت المخطوبة بأن خطيبها قد تجاوز الحدود، يتوجب عليها إيقافه فورًا.
- بالإضافة إلى ذلك، ينبغي الحفاظ على الاحترام والاحتشام خلال فترة الخطبة، وتجنب الخلوة دون وجود محرم.
- يجب على الفتاة أن تحافظ على شرفها وعفتها، وتبتعد عن الدلال في الحديث والخضوع في القول.
- هذا سيساهم في elevating مكانتها وتحقيق سعادتها في حياتها بشكل عام وخصوصًا في زواجها.
- بهذا نكون قد أوضحنا حكم كلمات الحب بين المخطوبين.
آراء الفقهاء حول حكم كلمات الحب بين المخطوبين
- بعد أن استعرضنا حكم كلمات الحب بين المخطوبين، من المهم أيضًا ذكر الآراء الفقهية حول هذا الموضوع.
- حيث أوضح العلماء أن الخطبة هي مجرد وعد بالزواج، ويحرم على الخاطب التحدث مع المخطوبة أو النظر إليها ما لم يكن هناك حاجة حقيقية لذلك.
- ويُسمح له فقط بالنظرة الشرعية إذا رغب في خطبتها دون خلوة.
- كما أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى وجوب الحذر بقوله:
- “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء”.
- لذا يجب توخي الحذر من الاسترسال في النظر أو التواصل بشكل مفرط، أو الخلوة دون وجود محرم.
- لكن عندما يتم عقد الزواج بشكل صحيح، يصبح بالإمكان التحدث بحرية والخلوة دون الحاجة إلى محرم.
- يمكن للخاطب في هذه الحالة أن يسترسل في النظر إلى خطيبته ويحق له ما يحق للزوج منزوجته باستثناء الجماع.
حكم كلمات الحب بين المخطوبين بعد عقد الزواج
- بعد مراجعة حكم كلمات الحب بين المخطوبين وفقًا للشريعة، ينبغي التطرق إلى حكم هذه الكلمات بعد إتمام العقد.
- تؤكد الشريعة الإسلامية على أنه يحظر الخلوة بأي امرأة أجنبية، حتى وإن كانت خطيبته، من دون وجود محرم.
- استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم”.
- كما قال صلى الله عليه وسلم أيضًا: “لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما”.
- ومع ذلك، في حالة إتمام عقد الزواج، يصبح من المباح الخلوة والكلام بينهما بحرية، ويترتب على العقد ما يتبع الزواج من حقوق وواجبات.
ضوابط ومحاذير الخطبة
- بعد استعراض حكم كلمات الحب بين المخطوبين وما بعد العقد، من الضروري ذكر الضوابط التي تحكم العلاقة بين المخطوبين.
- من المؤكد أن اتخاذ خطوة الخطبة يتطلب الالتزام بعدد من القواعد الأساسية.
من أبرز هذه الضوابط:
- يجب أن يقدم على الخطبة شخص لديه نية حقيقية للزواج وقدرة مادية وبدنية.
- تُعتبر الخطبة وعدًا بالزواج يتطلب الالتزام، وينبغي للخاطب أن ينظر إلى خطيبته قبل الزواج.
- ينبغي النظر إلى الوجه والكفين للتعرف على صفاتها، وفي حال عدم القناعة عليه التراجع دون إيذاء.
- لا يُسمح أثناء فترة الخطبة بالخروج مع المخطوبة أو الخلوة بها دون وجود محرم، مما يجعل حكم كلمات الحب بين المخطوبين غير جائز.
- تُعتبر الخطوبة وسيلة لخلق بيئة مريحة ومطمئنة للحياة الزوجية المقبلة، وللتعرف على الخطيبة وعائلتها.
- تُعتبر الالتزام بالضوابط الشرعية حماية لسمعة وكرامة المخطوبة.
- يمنع على الرجل أن يخطب على خطبة أخيه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- “المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر”، يشير هنا إلى ضرورة ترك الخطبة أو فسخها.
- يجب التأكد من خلو المرأة المقصودة من أي موانع شرعية، مثل فترة العدة إذا كانت أرملة أو مطلقة.
- أو أن تكون شقيقته بالرضاعة أو محرمة عليه لأي سبب شرعي آخر.
ضوابط العلاقة بين المخطوبين
نلاحظ في مجتمعاتنا، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، بعض التصرفات غير المعيارية مثل إمساك الخاطب بيد خطيبته أو أي تلامس جسدي واضح بينهما. وفيما يلي نستعرض الضوابط المناسبة لهذه العلاقة، وكذلك حكم كلمات الحب بين المخطوبين:
- يحظر على الخاطب الإمساك بيد خطيبته حتى لو كان ذلك لوضع خاتم الخطبة، حيث لا يزال يعتبر أجنبيًا عنها.
- يجب تجنب الاحتفاظ بصور لخطيبته تظهر أكثر مما تخفي، وإذا دعت الحاجة لذلك، ينبغي أن تكون الصورة محتشمة، مثل صورة في تجمع عائلي.
- هناك أيضًا ضوابط تحكم الحديث بينهما؛ يجب أن يكون الحديث مباحًا وغير خادش للحياء.
- ويُمنع التواصل عبر الهاتف إذا كان يحمل طابع الغزل، بينما التواصل لأغراض دينية أو دنيوية في حدود الأخلاق فلا حرج فيه.
- يجب على الخطيبين احترام حدود العلاقة وعدم الخضوع في القول، وتجنب الالتصاق والخلوة والتبرج.
- يتعين على الخطيبين تقوى الله في أفعالهم وتصرفاتهم، ويسعيان جاهدين لتجنب أي مغريات قد تؤدي إلى الفتنة، كما قال تعالى: “فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا”.
الهدايا والشبكة في حال فسخ الخطبة
- عندما نتناول موضوع حكم كلمات الحب بين المخطوبين، يجدر بنا التطرق أيضًا إلى حكم الهدايا والشبكة في حال فسخ الخطبة.
- أشارت دار الإفتاء إلى أن الشبكة التي قدمها الخاطب لمخطوبته خلال فترة الخطوبة يتم إرجاعها إذا حدث فسخ الخطبة.
- تعتبر الشبكة جزءًا من المهر، وفي حالة فسخ الخطبة، يحق للخاطب استردادها بشكل كامل.
- بينما الهدايا التي لم تُستهلك إذا طلبها الخاطب، تُعتبر كالهبة، والعكس صحيح.
- أما الهدايا المستهلكة مثل الطعام والشراب والملابس، فلا يتم استردادها أو تعويض قيمتها.
حكم الحب بين رجل وامرأة دون زواج
- قبل علاقة الزواج، هناك نوعان من الحب: أحدهما الحب المشروع دون تصريح أو تواصل.
- مثل المرأة التي ترغب في الزواج من شخص صالح سمعت عنه أو له صلة قرابة بأسرتها، وتحب في قلبها دون التصريح بذلك.
- وكذلك الرجل الذي يسمع عن امرأة تتمتع بصفات جميلة ويريد الزواج منها، دون أن يصرح لها بذلك.
- الحب الذي يدوم رغم انفصال الرجل عن زوجته لأي سبب يبقى مباحًا.
- كذلك، الحب الذي ينشأ من النظرة الأولى دون أي تداخل مع محرمات من المحرمات.
- أما النوع الآخر من الحب فهو الحرام، والذي يتضمن التواصل بين رجل وامرأة دون وجود علاقة شرعية.
- لذا من الأفضل للرجل إذا أراد الزواج من فتاة أن يتوجه إلى وليها لإبداء رغباته في الزواج منها.
- الحب الحرام غالبًا ما يكون نتيجة نظر إلى ما لا يحل والخضوع للمراسلات وكلمات الحب والاستحسان.