خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
تشكل فترة خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه واحدة من أكثر المراحل تألقًا في التاريخ الإسلامي من حيث العدالة والسياسة الحكيمة. إذا استثنينا مرحلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد تسارعت الفتوحات الإسلامية خلال عهده، حيث امتدت لتصل إلى خراسان وسجستان في الشرق، وغرباً حتى بلغت حدود ليبيا.
أسهمت هذه الفتوحات والانتصارات في إدخال البهجة إلى قلوب المسلمين، الذين رأوا فيها إنجازات تعزز من قوة الدولة الإسلامية وتساهم في رفع راية الدين وزيادة هيبة المسلمين في عيون أعدائهم.
نتيجة لذلك، أسلم عدد من المشككين نفاقًا بهدف تحقيق مصالحهم الخاصة في النيل من رموز الإسلام وقادته. وقد تم تنفيذ مخططهم الخبيث عندما أقدم أحد المرتدين، المدعو أبو لؤلؤة المجوسي على اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة عام 23 هـ، والذي يوافق عام 644 ميلادي. فما هي تفاصيل استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟
تفاصيل استشهاد عمر بن الخطاب
أصدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرارًا يمنع دخول المدينة المنورة لمن بلغ سن الرشد من أهل البلدان التي تم فتحها مؤخرًا. وقد استأذن المغيرة بن شعبة، والي العراق، أمير المؤمنين بإدخال أحدهم إلى المدينة للاستفادة من خبرته، حيث كان نجارًا وحدادًا بارعًا. كان اسم هذا الرجل فيروز، ويكنى بأبي لؤلؤة، وهو من أصول مجوسية أظهر الإسلام وأبطن النفاق.
مرّ يومًا عمر رضي الله عنه على أبي لؤلؤة وهو يعمل في صناعة الرحى، فقال أبو لؤلؤة: “سأصنع لك يا أمير المؤمنين رحى يتحدث بها الناس”. فهم عمر مراد أبي لؤلؤة، فقال لأصحابه: “إن هذا الشخص يتوعدني”. من جهة أخرى، حذر عمر الصحابة من قتل أبي لؤلؤة لأن القتل لا يجوز بالشبهة. وعندما قرر أبو لؤلؤة تنفيذ خطته، صنع خنجرًا ذو نصلين وسمّاه سمًّا قاتلاً، وتوجه إلى المسجد حيث كان عمر يمُّ الصلاة بالناس، وعندما اقترب منه طعنه في ظهره عدة طعنات ثم هرب.
حاول الصحابة القبض عليه، لكنه كان يطعن أي شخص يقترب منه، حتى تمكن عبد الرحمن بن عوف من رمي رداءه عليه. وعندما أدرك أبو لؤلؤة أنه محاصر، طعن نفسه بخنجره حتى الموت.
وفاة عمر بن الخطاب
عاش الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد تلك الحادثة بضعة أيام، وتوفي في عام 23 هـ بعد قضاء عشر سنوات في خلافة المسلمين، حيث سادهم بالعدل والرشد والتقوى.