تعتبر الحجامة واحدة من العلاجات التي يستخدمها الكثيرون للتخلص من آلامهم. ويتساءل العديد من الناس عن حكم ممارسة الحجامة في شهر رمضان وما إذا كان ذلك سيؤثر على صحة صيامهم. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل عدة حول هذا الموضوع.
تعريف الحجامة
الحجامة هي أسلوب علاجي يعود تاريخه إلى العصور القديمة. وقد أقر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأهميتها في معالجة الدم الفاسد، مما أدى إلى اعتمادها كوسيلة علاجية من قبل العديد من المعالجين اليوم.
معلومات مهمة عن الحجامة وطرق تنفيذها
- تعود أصول الحجامة إلى الثقافات القديمة مثل المصرية والصينية والشرق أوسطية، إذ تعتبر من أشكال العلاجات البديلة.
- تستهدف الحجامة مناطق معينة من الجلد باستخدام كؤوس خاصة، حيث يتم تطبيق الشفط لبضع دقائق. يلجأ البعض إلى إجراء الحجامة نظرًا لقدرتها على تخفيف الألم وزيادة سرعة تدفق الدم.
- تساعد الحجامة على استرخاء الجسم وتعمل على تدليك أنسجته بطريقة فعالة.
- توجد عدة أنواع من الحجامة، منها الرطبة والجافة، حيث يتم استخدام مادة قابلة للاشتعال داخل الكؤوس للتسخين، مثل الكحول أو الأعشاب.
- بعد إشعال المادة، يتم قلب الكؤوس فوق الجلد المستهدف، مما ينتج عنه فراغ يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجلد واحمراره.
- يستخدم بعض المعالجين مضخات مطاطية حديثة بدلاً من الطرق التقليدية للتسخين، لخلق فرق الضغط.
- تختلف الحجامة الرطبة عن الجافة من حيث المدة، حيث تستمر الجافة لثلاث دقائق قبل إزالة الكؤوس.
- تتضمن الحجامة الرطبة إجراء خدوش سطحية على الجلد قبل الشفط الأخير، مما يؤدي إلى سحب بعض من دم الشخص.
- قد تترك الحجامة كدمات دائرية على الجلد نتيجة عملية الشفط.
فوائد الحجامة
تعتبر الحجامة من العلاجات الفعالة، وتتمثل فوائدها في:
- معالجة الالتهابات وتنظيم ضغط الدم.
- تخفيف آلام المفاصل والصدر.
- علاج بعض أمراض القلب.
- تخفيف آلام الرأس والعين.
- الأمراض المرتبطة بالدورة الدموية.
- معالجة آلام القصبات الهوائية.
- التخفيف من آلام البطن والرقبة، وآلام الروماتيزم.
مواضع إجراء الحجامة
توجد عدة مناطق ملائمة لإجراء الحجامة لكل من الرجال والنساء، منها:
- الأخدعين (المنطقة خلف الأذن في الرقبة).
- منطقة الكاهل (بين الأكتاف، أعلى الظهر).
- ظاهر القدمين.
- منطقة الرأس، التي يمكن أن يجرى فيها الحجامة للرجال فقط، بالإضافة إلى المواقع المذكورة سابقاً.
حكم الحجامة في الإسلام
- توجد عدة أحاديث نبوية تشير إلى مشروعية الحجامة، منها ما رواه الإمام البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أجرى الحجامة.
- أكد الإمام مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بجائزة لحجامه، مشيراً إلى أن الحجامة من أنجح طرق العلاج.
- كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في أفضليات الأدوية.
أهمية الحجامة
يعتبر المختصون أن الحجامة هي علاج مفيد، حيث أقر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتداوي. كما ذكر في أحاديثه:
- «يا عباد الله تداووا، فإن الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاء.»
- أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الحجامة ليست عبادة بل هي وسيلة علاجية كانت مستخدمة في عهده.
- لذا، فإن الحجامة مباحة وليست سنة، بل هي طريقة من طرق العلاج التي استخدمها النبي.
- تمت الإشارة إلى فوائدها في تخفيف الآلام، ولكن الأمر يتطلب المزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد فعاليتها.
حكم الحجامة في رمضان
تعددت آراء العلماء حول الحجامة في نهار رمضان. فمنهم من يعتقد أنها تفطر الصائم، بينما يرون آخرون أنها لا تؤثر على الصيام.
تأكدت بعض المذاهب، مثل الشافعية والحنفية والمالكية، من أن الحجامة لا تفطر الصائم.
1 ـ رأي الحنفية
- يعتبر الحنفية أن الحجامة لا تفطر الصائم، حيث يعتبروها كإخراج الدم الفاسد.
- يؤكدون أن الدم الذي يخرج من الحجامة ليس كالحيض أو النفاس الذي يفسد الصيام.
- كما يعتبرون أنه لا كراهة في عمل الحجامة للصائم.
2 ـ رأي المالكية
- استند المالكية إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين قام بالحجامة وهو صائم، معتبرين أن الدم الناتج عن الحجامة لا يشترط الغسل.
- يؤكدون فإن الدم لا يؤثر على الصيام لأنه يشبه جراحة.
- كما يرون ترخيص النبي للصائمين بإجراء الحجامة.
3 ـ رأي الشافعية
يتفق الشافعية على كراهة الحجامة للصائم، لكنهم لا يرون أنها تبطل الصيام، كما ذُكر عن النبي.
4 ـ رأي الحنابلة
- يرى الحنابلة أن الحجامة قد تبطل الصيام، ويجب على من قام بها أن يقضي ذلك اليوم.
- استندوا إلى بعض الأحاديث الواردة عن الصحابة حول الأمر.