تحليل الروماتويد: مفهوم وأهمية
يعتبر تحليل الروماتويد (Rheumatoid factor test) اختبارًا مهمًا في تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، حيث يقيس مستوى عامل الروماتويد في الدم. يعبر عامل الروماتويد عن بروتين يُنتجه الجهاز المناعي، وقد يتسبب أحيانًا في مهاجمة الخلايا السليمة مما يؤدي إلى تضرر أنسجة الجسم.
أسباب طلب تحليل الروماتويد من قبل الطبيب
عادةً ما يطلب الطبيب إجراء تحليل الروماتويد عند الاشتباه في إصابة المريض بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهو حالة مناعية ذاتية تُسبب ألمًا وتورمًا وتيبسًا في المفاصل. كما قد يُطلب من أجل تقييم حالات أخرى قد تؤدي إلى ارتفاع مستوى عامل الروماتويد، مثل:
- أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل:
- الذئبة الحمراء (Lupus): مرض يهاجم فيه الجهاز المناعي أجزاء مختلفة من الجسم مثل الكلى والجلد والقلب والمفاصل.
- تصلب الجلد (Scleroderma): حالة تؤدي إلى استبدال الأنسجة السليمة بأنسجة سميكة، مما يُظهر بشكل ملموس على الجلد.
- متلازمة شوغرن (Sjögren syndrome): اعتلال يُهاجم فيه الجهاز المناعي الغدد المسؤولة عن ترطيب العينين والفم وغيرها.
- التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب (Juvenile idiopathic arthritis)، والذي يؤثر على الأطفال والمراهقين.
- العدوى المزمنة، مثل:
- التهاب الكبد ج (Hepatitis C).
- التهاب شغاف القلب (Endocarditis).
- مرض السل (Tuberculosis).
- بعض أنواع السرطان، مثل اللوكيميا (Leukemia).
كيفية إجراء تحليل الروماتويد
يُعتبر إجراء هذا التحليل بسيطًا وفعالًا، حيث يتم أخذ عينة من دم المريض من ذراعه، ومن ثم تُرسل إلى المختبر لإجراء الفحوصات اللازمة. قد تستغرق ظهور النتائج عدة أيام.
من المهم ملاحظة أنه لا يحتاج المريض إلى القيام بأي preparations مسبقة، كما أن الإجراء آمن ولا يسبب أي مخاطر، على الرغم من أنه قد يشعر ببعض الألم أو الوخز الخفيف في موقع سحب الدم.
فهم نتائج تحليل الروماتويد
تتم قراءة نتائج تحليل الروماتويد كما يلي:
نتائج تحليل الروماتويد الطبيعية
يتم التعبير عن النتائج الطبيعية لتحليل الروماتويد بطرقتين؛ إما كقيمة، بحيث تكون أقل من 15 وحدة دولية لكل ملليلتر، أو كمعيار، بحيث تكون أقل من 1:80. إذا كانت نتائج التحليل أقل من هذه النسب، فإن مستوى عامل الروماتويد يعتبر طبيعياً، ويفيد بشكل عام بعدم وجود مشاكل صحية.
نتائج تحليل الروماتويد الإيجابية
إذا كانت النتائج أعلى من القيم الطبيعية المذكورة، أي بشكل عام فوق 15 وحدة دولية لكل ملليلتر أو 1:80، فهذا يشير إلى ارتفاع مستوى عامل الروماتويد. في هذه الحالة، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية لتحديد سبب الارتفاع، مثل:
- تحليل الأجسام المضادة المقاومة للببتيد السيتروليني الحلقي (CCP antibody)، والذي يُعتبر أكثر دقة في تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي.
- فحص سرعة ترسُب الدم (ESR) الذي يقيّم وجود التهاب في الجسم من خلال قياس مدى سرعة ترسب خلايا الدم الحمراء.
- اختبار العامل المُضادّ للنواة (Antinuclear antibody) أو (ANA).
- فحص البروتين المتفاعل-C.
- تعداد الدم الكامل (CBC).
من المهم الإشارة إلى أنه يمكن أن يُظهر بعض المرضى المصابين بالفعل بالتهاب المفاصل الروماتويدي نتائج طبيعية أو منخفضة لتحليل الروماتويد. في هذه الحالة، يُمكن أن يطلب الطبيب المزيد من الفحوصات خاصةً إذا ظهرت أعراض مقلقة. كما يمكن أن تكون نتائج تحليل الروماتويد إيجابية أو مرتفعة لدى بعض الأفراد الذين لا يعانون من أي مشاكل صحية، مثل كبار السن أو المدخنين.
خلاصة المقال
يعد تحليل الروماتويد أداة أساسية للفحص غير الغازي لتحديد الأمراض المناعية الذاتية، وخاصة التهاب المفاصل الروماتويدي. يتمثل هذا الفحص في سحب عينة دم صغيرة وإرسالها إلى المختبر، حيث تظهر النتائج خلال بضعة أيام. تكون النتائج إيجابية إذا كانت القيم أعلى من 15 وحدة دولية لكل ملليلتر، مما قد يشير إلى احتمال إصابة الشخص بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ومع ذلك، ستحتاج هذه الحالة إلى مزيد من الفحوصات لتحديد السبب الحقيقي وراء ارتفاع مستوى عامل الروماتويد.