الغش
يُظهر العديد من المسلمين تراخيًا في التعامل مع قضية الغش، سواء في مجالات التجارة، الزواج، أو أثناء الامتحانات. يُعزى هذا التهاون إلى ضعف الإيمان والابتعاد عن الله تعالى. وقد وردت تحذيرات شديدة في كل من الكتاب والسنة بشأن هذه الظاهرة، إذ كان الأنبياء السابقون يحذرون من الغش، مثل شعيب عليه السلام الذي نبه قومه من مغبة التطفيف في الميزان وعدم إعطاء الناس حقوقهم.
تعريف الغش في الإسلام
- لغةً: يُعتبر الغش ضد النُّصح، ومأخوذ من “الغَشَش”، أي ما يُظهر معالم غير واضحة.
- شرعاً: عرفه المناوي بأنه خلط الجيد بالرديء.
- وفي تعريف الكفوي: يُعبر عن الغش بأنه سواد القلب وعبوس الوجه، لذا يرتبط الغش أيضًا بالغل والحقد.
- بينما وصفه ابن حجر الهيثمي بأنه الغش المحرم الذي يعلم به صاحب السلعة من بائع أو مشترٍ شيئًا قد يغير رأي من يريد شراءها لو اطلع عليه.
أنواع الغش
- الغش في الزواج: يشمل أحيانًا إخفاء الفتاة بعض العيوب عن الخاطب لتكون مقبولة، أو العكس. كما يمكن أن يدعي أحد الطرفين امتلاكه للمال أو الجاه كوسيلة لجذب الآخر.
- غش الطالب في الامتحان: سواء كان عبر الاتفاق مع زملائه على الغش المتبادل أو سرقة المعلومات من ورقة زميل دون علمه. يعتبر هذا سلوكًا غير مقبول، إذ يلحق الظلم بالطلاب المجتهدين الذين بذلوا الجهد والدراسة، وينعكس سلبًا على مستقبل الطالب الذي غش.
- غش المعلم: يحدث عندما يتقاعس المعلم في توضيح الدروس للطلاب، إما بسبب غياب الرقابة أو بهدف دفع الطلاب لأخذ دروس خصوصية.
- غش الموظف: ويشمل التوقيع على دفتر الحضور رغم الغياب أو التضحية بجودة العمل، وتعريض الراتب لمكاسب غير شرعية نتيجة قبول الرشوة.
- غش التاجر: يتجسد ذلك في إضافة مواد غير طبيعية إلى المنتجات لزيادة الوزن والثمن، أو بيع الملابس بها عيوب دون الإشارة إليها.
- الغش في النصيحة: عندما يطلب شخص نصيحة في الزواج، يُمكن أن يُزين الشخص المجيب الأمر لمصالح شخصية، في حين يتطلب الأمر التحدث بصدق عن الأمور السلبية التي باید التحذير منها. يتوجب على المؤمنين نصح بعضهم بدلًا من الغش.
- سرقة العلم: وتتمثل في انتحال شخص لبحث علمي أو مقال أدبي، إذ يقوم بإزالة اسم المؤلف الأصلي وينشر العمل باسمه، مدعيًا أنه هو الكاتب أو المكتشف.