مسألة ترتيب علامات الساعة الكبرى والاجتهاد حولها
قد أشار رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في العديد من الأحاديث إلى علامات الساعة الكبرى، ولكن لم يكن هناك ترتيب محدد لوقوعها، حيث جاء ذكر العلامات مع استخدام حرف العطف “الواو”، مما يدل على عدم الترتيب. بالإضافة إلى ذلك، يختلف ترتيب العلامات من حديث لآخر، مما جعل مسألة ترتيبها تفتح باب الاجتهاد بين العلماء.
اتفقت آراء العلماء على أن خروج النار يعتبر آخر العلامات، بينما اختلفوا في تحديد أولها؛ فمنهم من رأى أن العلامات الأرضية تبدأ بظهور الدجال، بينما اعتبر آخرون أن العلامات السماوية تبدأ بطلوع الشمس من مغربها. كما قام بعض العلماء بتقسيم العلامات إلى نوعين: علامات تشير إلى قرب الساعة وعلامات تدل على وقوعها، مثلما فعل الإمام الطيبي.
تتعدد علامات الساعة الكبرى، وقد بذل العلماء جهوداً لترتيبها، لكنهم اتفقوا على أن آخر العلامات هو خروج النار.
أهم علامات الساعة الكبرى
ظهور المهدي
تعتبر مسألة ظهور المهدي موضوعاً مختلفاً بين العلماء؛ حيث يعتقد البعض أنه من العلامات الكبرى، بينما يرى آخرون أنه ينتمي إلى العلامات الصغرى، بسبب عدم وجود نصوص واضحة حول تصنيفه.
يظهر الفساد والظلم في آخر الزمان، فيأذن الله بخروج رجل صالح يُدعى محمد بن عبدالله، يجتمع حوله المؤمنون كقائد لهم. يبايعه الناس عند الكعبة ليحكم المسلمين في فترة من الزمن يتذوقون فيها العدل والخيرات. وقد ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- المهدي في الكثير من الأحاديث، مشيراً إلى أنه يُعطى الغيث وتخرج الأرض نباتها، وأنه يعيش سبعاً أو ثماني سنوات في تلك الفترات.
خروج المسيح الدجال
تعريف المسيح الدجال
الدجال هو إنسان يدعي الألوهية ويُعرف بمسح عينه اليسرى، وهو أزمة إيمانية خطيرة للبشرية، حيث وصف رسول الله فتنه بأنها أعظم فتنة تمر على العالم.
صفات الدجال ومظهره
يُوصف الدجال بأنه قصير القامة، وممتلئ الجسم، وله شعر كثيف، وقد وُصف بأنه مكتوب بين عينيه “كافر”، ولا يمكن قراءة هذه الكتابة إلا من قبل المؤمنين. يتحرك الدجال بسرعة كبيرة في الأرض، مترسلاً فيها خلال أربعين يوماً، ويتجول في كل أنحاء الأرض باستثناء مكة والمدينة، حيث يُحرس من قِبَل الملائكة.
فتنة الدجال ونهاية الأمور
تشتمل فتنة الدجال على عدة أساليب لإضلال الناس، إلا أن المؤمنين أُُعطوا دروع الحماية من خلال قوة إيمانهم بالله. سيكون هلاك الدجال على يد النبي عيسى بن مريم -عليه السلام-، الذي سيقضي عليه قرب باب لد.
نزول عيسى بن مريم
من العلامات الكبرى التي تظهر قرب الساعة هو نزول عيسى -عليه السلام-، حيث سيبقى في الأرض يملأها عدلاً وأماناً، ويقتل الدجال، ويعزز الأمن والرخاء في فترة حكمه.
ظهور يأجوج ومأجوج
تعريف ومواصفات يأجوج ومأجوج
يأتي يأجوج ومأجوج كقبيلتين من البشر، في آخر الزمان. وصفهم رسول الله بأنهم عراض الوجوه وصغار العيون، وسيظهرون في وقتٍ حساس ليفسدوا في الأرض.
سد يأجوج ومأجوج
بُني سد يأجوج ومأجوج على يد ذو القرنين، الذي أظهر قدرة عظيمة في مقاومة فسادهم. هذا السد يساعد المجتمع على الابتعاد عن أذاهم، ولكن عند اقتراب الساعة سيتمكنون من خرق السد، ويظهرون للناس.
هلاك يأجوج ومأجوج
بعد فترة من الفساد، ستظهر عدالة الله عندما يُرسل دوداً يقتلهم، ويُخفى المطر عنهم. هذه العملية تبدأ بعد استغاثة عيسى بن مريم والمؤمنين.
هدم الكعبة
يعتبر هدم الكعبة من العلامات الدالة على قرب الساعة، حيث يسعى رجل من الحبشة، ذو السويقتين، لهدمها. وصف رسول الله هذا الشخص بأنه أسود، له ساقان رفيعتان.
الدخان
يُعتبر الدخان علامة من علامات الساعة الكبرى، كما جاء في القرآن. عند ظهوره، سيتوسل الناس الله ليكشف عن تلك الغمامة، بينما سيشعر المؤمنون بتأثيره بشكل مختلف عن غير المؤمنين.
طلوع الشمس من المغرب
الثورات الكونية تنطلق عندما تشرق الشمس من مغربها، وهو حدث يدل على اقتراب الساعة، وقد يُعتبر سببًا في عدم نفع الإيمان بعد ذلك.
خروج الدابة
ستكون هناك دابة تتحدث مع الناس عند ظهور الأعلام الكبرى، وتميز المؤمنين عن غيرهم، مما يجعل هذا الحدث أيضًا أحد مؤشرات اقتراب الساعة.
الخسوفات الثلاثة
كما أخبر رسول الله، فإن هناك ثلاثة خسوفات كبرى ستحدث، تمثل تحدياً عميقاً في العالم، وهي علامة على اقتراب الساعة.
الريح الباردة
سيرسل الله ريحاً باردة تأخذ أرواح المؤمنين، لتبقى الأرض خالية من المؤمنين، فتأتي ساعة الحساب مع بقاء الأشرار.
خروج النار
يتفق العلماء على أن خروج النار هي آخر علامات الساعة، حيث ستدفع الناس إلى مَحشرهم، ليكون نقطة النهاية للحساب.
الحكمة وراء إخفاء وقت الساعة
يمثل الإيمان باليوم الآخر أحد أسس الإيمان، وقد أكد الله على ذلك في نصوصه المقدسة. في حين أنه لم يخبر أحدًا بموعد الساعة، فإن هذا يخدم حكمة عظيمة تؤكد على استعداد البشر وإصلاح نفوسهم قبل وقوع الحدث الأكبر.
فوجود علامات تدل على اقتراب الساعة يحفز الناس على التوبة والتحضير لما هو آت، بينما يبقى الصالحون في حالة استنفار لمنع الغفلة عنهم.