المقدمة: المرافق العامة حق للجميع فلنحافظ عليها
تعتبر المرافق العامة موضوعًا يتردد في أحاديث الأطفال من آبائهم وأولياء أمورهم عندما يخرجون من منازلهم، وتُوضح لهم أهمية تجنب تخريب هذه المرافق. لكن ما هي المرافق العامة؟ هي تلك المنشآت التي تُنشئها الدولة وتكون ملكًا للجميع دون تمييز بين الفئات الاجتماعية أو الاقتصادية، فهي تشمل جميع المواطنين بغض النظر عن ثروتهم أو مكانتهم. لذا، تلعب المرافق العامة دوراً كبيراً في تعزيز جودة الحياة للمجتمع.
العرض: الممتلكات العامة كمسؤولية مجتمعية
تُعد الممتلكات العامة تلك المرافق التي يستفيد منها المجتمع بشكل جماعي، ولا يحق لأحد أن يحتكر أو يستثمر فيها. على سبيل المثال، المقاعد الموجودة في محطات الحافلات التي يستعملها الناس في انتظار وصول حافلاتهم، أو الأسوار المحيطة بالحدائق والغابات التي تتناغم مع جمال الطبيعة، وأعمدة الإنارة التي تُضفي الأمان على الطرق ليلاً. جميع هذه المرافق تتطلب من الأفراد مسؤولية كبيرة في الحفاظ عليها وإظهار الاحترام لها.
تتعدد أنواع الممتلكات العامة، مثل الأرصفة التي تُبنى لحماية المشاة من المرور السريع، والحدائق المفتوحة للجميع دون رسوم، وصنابير الماء المتوفرة في المناطق الحارة. جميع هذه المنشآت تتطلب من الناس الالتزام بالحفاظ عليها ومنع الإخلال بها.
تُعكس المرافق العامة صورة الدولة التي تعتني بمواطنيها، خاصة في الدول النامية الساعية لتعزيز مكانتها بين الدول المتقدمة. لذا، يجب أن يتجلى الوعي المجتمعي بأهمية هذه المرافق، وأن ينظر المواطنون إليها كما ينظرون إلى ممتلكاتهم الخاصة. ينبغي للمواطن الصالح الالتزام بالحفاظ عليها والمشاركة في تعزيز القيم التي تشجع على حماية الممتلكات العامة، كتجنب تدمير الأشجار أو تحطيم الزجاج.
قد يجهل البعض كيفية المحافظة على هذه الممتلكات، لذا يتطلب الأمر حملات توعوية تبرز أهمية الموضوع، كالإعلانات والصور المعروضة في الأماكن العامة، وذلك لتعليم الأطفال أهمية المحافظة منذ صغرهم. فعلى سبيل المثال، لا يُعتبر من اللائق أن يتناول الشخص الطعام في حديقة عامة ثم يترك المخلفات على الأرض، إذ أن هذا الفعل يعود بالضرر على البيئة والمرافق العامة التي هي حق للجميع.
تتسم المسؤولية الجماعية تجاه الممتلكات العامة بأهمية بالغة، ويجب أن يدرك كل فرد في المجتمع أهمية ذلك. فالأطفال هم الجيل الذي سيقود المجتمع مستقبلًا، والطفل الذي يحافظ على الممتلكات العامة يمكن أن يصبح قدوة للكبار، مما يعكس أخلاق وثقافة المجتمع ككل. لذا، ينبغي أن تعكس الممتلكات العامة مستوى راقيًا من النظافة والتنظيم يعكس طبيعة الشعب وتفكيره.
إن الحفاظ على الممتلكات العامة هو واجب على كل من يسكن في هذه الدولة، سواء كان من أبناء الشعب أو غيرهم. يتحتم على الجميع أن يكونوا حراساً للممتلكات العامة وأن ينهوا الآخرين عن تخريبها. كما ينص الحديث الشريف: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.”، لذا، يتوجب على الأفراد أن يتحلوا بالمسؤولية في نشر قيم الخير والحفاظ على المجتمع.
تشمل أشكال تخريب الممتلكات العامة العديد من الطرق، مثل الكتابة على الجدران بعبارات غير لائقة، أو ترك المكان متسخًا بعد أن كان نظيفًا، أو تلف المرافق بأشكال متعددة. فضرر قليل قد يتسبب في تلف نتاج سنوات من العمل الجاد. لذا، ينبغي على الجميع الوعي بأهمية عدم الإضرار بالممتلكات العامة، حيث أنها ملك لجميع المواطنين.
الخاتمة: حفظ الممتلكات العامة ضرورة أخلاقية
تظهر أهمية المحافظة على الممتلكات العامة من كونها مالاً مشتركًا لا يمكن تخصيصه لأحد بعينه. فهذه الممتلكات تتساوى في الأهمية مع الممتلكات الخاصة لكل فرد، مثل المنزل، السيارة، أو المكتب. فقد بذلت الدولة جهودًا كبيرة في بناء هذه المرافق، وتعبت الأيادي الصادقة لتكون متاحة بأفضل صورة. وعندما نحافظ عليها، فإننا نمارس واجبنا الأخلاقي المتمثل في احترام الآخرين وعدم إهدار مجهوداتهم.