أسباب تلوث المياه
تتعدد الأسباب المؤدية إلى تلوث المياه، حيث يختلف كل سبب وفقًا لنوع التلوث المائي. سنستعرض في هذا المقال المعلومات الأساسية حول أسباب تلوث المياه وطرق معالجته، إلى جانب مواضيع أخرى ذات صلة.
التلوث الطبيعي
هذا النوع من التلوث يتسبب في تغيير الخصائص الطبيعية للماء مثل اللون والرائحة والمذاق، مما يجعله غير صالح للاستخدام البشري. ومن أبرز الأسباب الطبيعية التي تساهم في هذا النوع من التلوث ما يلي:
- تغيير درجة حرارة الماء: والمعروف بالتلوث الحراري، حيث يقلل من قدرة الماء على الاحتفاظ بالأكسجين المذاب ويزيد من معدل التمثيل الغذائي للأسماك. وغالبًا ما يعود السبب إلى الاحتباس الحراري.
- زيادة ملوحة الماء: والتي تحدث نتيجة زيادة تبخر مياه البحيرات والأنهار.
- زيادة المواد العالقة في الماء: سواء كانت عضوية أو غير عضوية، حيث تصل إلى المياه عبر التربة. على سبيل المثال، الطمي الناتج عن تآكل التربة أو أنشطة البناء يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي للمسطحات المائية، مما يعيق نمو وتكاثر الأسماك والكائنات المائية الأخرى.
التلوث الكيميائي
يعتبر التلوث الكيميائي من أخطر أنواع التلوث، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن الأنشطة البشرية. تشمل أشكاله المتعددة ما يلي:
- تلوث مياه الصرف الصحي: تُعد مياه الصرف المصدر الرئيسي للملوثات، مثل:
تتضمن الملوثات الناجمة عن مياه الصرف الصحي ما يلي:
- الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض: مثل البكتيريا القولونية والبكتيريا الإشريكية القولونية التي تشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة.
- المواد العضوية القابلة للتحلل: تتحلل في مياه الصرف عن طريق الكائنات الحية الدقيقة، مما يؤدي إلى خفض محتوى الأكسجين في الماء ويهدد الحياة المائية.
- المكونات الصيدلانية الفعّالة: تؤذي الكائنات المائية وقد تساهم في مقاومة المضادات الحيوية.
- المغذيات النباتية: مثل النترات والفوسفات التي تؤدي إلى انتشار الطحالب بشكل مفرط، مما يسبب نقص الأكسجين ويؤثر سلبًا على الحياة المائية.
تساعد عمليات معالجة مياه الصرف الصحي في تقليل الملوثات، ولكنها قد لا تكون كافية للقضاء عليها بالكامل.
- التلوث النفطي: تسرب النفط من السفن يعبر عن أحد أخطر أشكال التلوث المائي، ويمكن أن يحدث أيضًا تسرب طبيعي من تحت أعماق المحيط.
- التلوث الزراعي: يُعتبر المصدر الرئيسي لتلوث الأنهار والبحيرات، وغالبًا ما يحدث عندما تتساقط الأمطار، مما يغسل الأسمدة والمبيدات الحشرية إلى المسطحات المائية.
- التلوث الصناعي: الصناعة تعتبر مجالاً أساسياً لتطوير الاقتصاد، لكن مع وجود أنظمة غير كافية للتخلص من النفايات، تشكل خطرًا كبيرًا على البيئة.
تشمل آثار التلوث الصناعي:
- تغيير الرقم الهيدروجيني للماء.
- زيادة تركيز المغذيات في الماء.
- تأثيرات على درجة حرارة الماء.
- زيادة المعادن والأملاح، مما يؤدي إلى مشاكل صحية.
- تأثيرات على لون الماء.
- النفايات المشعة: تتواجد نتيجة تعدين اليورانيوم ومحطات الطاقة النووية، وتبقى في البيئة لآلاف السنين، مما يجعل التخلص منها تحديًا كبيرًا.
- المواد غير العضوية: مثل المعادن الثقيلة، ورغم أن تواجدها بتركيزات منخفضة قد لا يشكل خطرًا، إلا أن الكميات العالية يمكن أن تكون خطيرة.
- النفايات الصلبة: تشكل تهديدًا للحياة المائية عند التخلص منها بصورة غير صحيحة، وقد تشمل النفايات البلاستيكية والإلكترونية.
- ارتفاع عدد السكان: يؤدي زيادة عدد السكان واستهلاك الموارد إلى تفاقم مشكلة تلوث المياه، ويتسبب التحضر في شتى أنواع التلوث.
تأثير تلوث المياه على المياه الجوفية
تعتبر المياه الجوفية مصدرًا حيويًا للشرب، ويتعرض تلوث المياه والمسطحات المائية للتأثير على موارد المياه الجوفية عبر:
- الخزانات الخاصة بمياه الصرف الصحي.
- النفايات الصناعية المدفونة.
- تسرب صهاريج التخزين تحت الأرض.
- التعدين وإنتاج النفط.
مصادر تلوث المياه
تشمل المصادر الرئيسية التي تسبب تلوث المياه ما يلي:
- مصدر تلوث نقطي: وهو المصدر الذي يختلط فيه المواد الضارة مباشرةً مع الماء، مثل انبعاث الملوثات من أنابيب الصرف.
- مصدر تلوث غير نقطي: يحدث في مناطق واسعة ويسهل إدخاله إلى المسطحات المائية عبر الجريان السطحي.
- التلوث العابرة للحدود: الذي يتمثل في تسرب المياه الملوثة من دولة إلى أخرى، مما قد يؤدي إلى كوارث بيئية.
طرق معالجة المياه الملوثة
تتبع أنظمة مياه الشرب العامة طرقًا متعددة لمعالجة المياه. وفيما يلي الخطوات المتبعة:
- التخثير: إضافة مواد كيميائية ذات شحنة موجبة للماء لتحييد الأوساخ.
- التبلد: تكوين جزيئات أكبر عبر إضافة مواد كيميائية إضافية.
- الترسيب: فصل المواد الصلبة عن الماء بتجمعها في القاع.
- الترشيح: فصل الماء النظيف عن المواد الصلبة المتبقية.
- التطهير: إضافة مطهرات كيميائية للتخلص من البكتيريا والفيروسات.