تحليل مستوى السكر في الدم على المدى الطويل

تحليل السكر التراكمي

يُعرف تحليل السكر التراكمي، المعروف أيضًا باسم اختبار الهيموجلوبين الغليكوزيلاتي، بأنه اختبار دم يمكن من خلاله قياس نسبة السكر المرتبط ببروتين الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي ينقل الأكسجين إلى مختلف أجزاء الجسم. تجدر الإشارة إلى أن خلايا الدم الحمراء تعيش عادةً لمدة تقارب الأربعة أشهر، مما يعني أن هناك علاقة واضحة بين نتائج هذا التحليل ومتوسط مستويات سكر الجلوكوز في الدم على مدى الثلاثة أشهر الماضية. عند ارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم، تزداد نسبة السكر المربوط بالهيموجلوبين (A)، مما يؤدي إلى زيادة مستوى الهيموجلوبين الغليكوزيلاتي، وهذا الأمر ينطبق بصورة خاصة على الأشخاص الذين يعانون من داء السكري أو حالات صحية أخرى ترتبط بارتفاع سكر الدم.

دواعي إجراء تحليل السكر التراكمي

تشخيص داء السكري من النوع الثاني واعتلال السكري

يستخدم أخصائيو الرعاية الصحية تحليل السكر التراكمي، سواء بشكل منفرد أو مقترنًا باختبارات أخرى، لتشخيص داء السكري من النوع الثاني واعتلال السكري. وبحسب التقارير من المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، يعد تحليل السكر التراكمي مفيدًا في تشخيص داء السكري من النوع الثاني، وليس من النوع الأول. يُوصى بإجراء هذا التحليل للأفراد الذين تجاوزوا 45 عامًا، أو لأولئك الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا ويعانون من زيادة الوزن أو عدد من عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمال الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، أو في حالة ظهور أعراض داء السكري، مثل العطش الزائد وكثرة التبول.

  • تكرار الفحص كل ثلاث سنوات إذا كانت نتائج التحليل طبيعية للأشخاص الذين تجاوزوا 45 عامًا، مع مراعاة عوامل الخطر أو التاريخ السابق للإصابة بسكري الحمل.
  • استشارة الطبيب بشأن أفضل الطرق لتحسين الحالة الصحية وتقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني إذا كانت نتائج التحليل تشير إلى وجود اعتلال السكري، مع ضرورة إجراء الفحص سنويًا إلى كل عامين حسب توصيات الطبيب.
  • إجراء تحليل السكر التراكمي مرة أخرى في يوم آخر لتأكيد نتائج الفحص الأول في حال دلت النتائج على اعتلال السكري دون ظهور أعراض واضحة.
  • استشارة الطبيب حول الالتحاق ببرامج تعليمية لإدارة السكر وخدمات دعم مرضى السكري إذا كانت النتائج تشير إلى الإصابة بداء السكري، لتمكين المريض من السيطرة على حالته بشكل أفضل.

مراقبة مرض السكري

يعتبر تحليل السكر التراكمي أداة رئيسية لضبط مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري. يتوجب على مرضى السكر الذين لا يتلقون علاج الإنسولين إجراء الفحص كل 4-6 أشهر، بينما يجب على المرضى الذين يتلقون العلاج بالإنسولين إجراء الاختبار كل ثلاثة أشهر، مما يعني إجراء الفحص أربعة مرات على الأقل في السنة. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري تكرار هذا التحليل بشكل أكبر في حال عدم السيطرة الجيدة على مستويات السكر، إذ لا ينبغي أن تتجاوز نسبة الفحص كل ستة أسابيع. بشكل عام، يُفضل إجراء تحليل السكر التراكمي كل ثلاثة أشهر للتأكد من أن مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية.

مميزات تحليل السكر التراكمي

يتميز تحليل السكر التراكمي بسهولة إجرائه في أي وقت من اليوم دون الحاجة للتحضير المسبق مثل الصوم، مما يسمح بتناول الطعام والشراب بشكل طبيعي قبل إجراء التحليل. وهذا يختلف عن اختبارات أخرى مثل اختبار السكر الصومي الذي يتطلب الامتناع عن تناول الطعام لفترة معينة، واختبار تحمل السكر الذي يستدعي اتباع نظام غذائي خاص والصيام طيلة ليلة كاملة. خلال اختبار تحمل الجلوكوز، يتم قياس عدة قراءات لمستوى السكر في الدم خلال بضع ساعات، مما يجعله مستهلكًا للوقت، كما أن تناول المشروب السكري قد يسبب بعض الأعراض السيئة للبعض.

نظرًا لأن تحليل السكر التراكمي لا يتأثر بتقلبات مستويات السكر في الدم خلال اليوم، فإنه لا يمكن الاعتماد عليه لمراقبة مستويات الجلوكوز اليومية لدى الأفراد. كما أنه ليس مناسبًا لضبط جرعات الإنسولين، ولا يستطيع الكشف عن حالات نقص السكر في الدم أو فرط سكر الدم اليومية.

كيفية إجراء تحليل السكر التراكمي

يتم إجراء تحليل السكر التراكمي من خلال سحب عينة من دم الوريد في الذراع باستخدام إبرة من قبل مختص في الرعاية الصحية، ثم تُرسل العينة إلى المختبر لتحليلها. كما يمكن أخذ عينة الدم عن طريق وخز طرف الإصبع بإبرة دقيقة، وغالبًا ما يُستخدم هذا الأسلوب في عيادة الطبيب للحصول على نتائج سريعة في نفس اليوم، مع إمكانية العودة إلى الأنشطة اليومية بعد الانتهاء.

تفسير نتائج تحليل السكر التراكمي

يحصل الطبيب على نتائج تحليل السكر التراكمي خلال بضعة أيام، وتظهر هذه النتائج على شكل نسبة مئوية. يُعتبر مستوى السكر التراكمي الطبيعي للذين لا يعانون من السكري أقل من 5.7%، في حين أن الأشخاص الذين يعانون من اعتلال السكري يكون مستوى السكر بين 5.7%-6.4%. بينما تصل النسبة إلى 6.5% أو أكثر في حالة الإصابة بداء السكري. للحصول على نتائج تشخيصية، يجب الحصول على قراءتين بنسبة 6.5% على الأقل لإثبات الإصابة بداء السكري.

يمكن أيضًا الإشارة إلى قيمة مستوى السكر التراكمي باستخدام ما يعرف بمتوسط معدل الجلوكوز، حيث يفضل البعض استخدامه نظرًا لاستخدام وحدة المليغرام/ديسيلتر بدلاً من النسبة المئوية، وهي نفس الوحدة المستخدمة في اختبار مستوى الجلوكوز في الدم. على سبيل المثال، يمكن التعبير عن نتيجة 6% في اختبار الهيموجلوبين الغليكوزيلاتي كقيمة 126 مغ/دسل، مما يعني أن متوسط مستوى السكر في الدم يصل إلى 126 مغ/دسل خلال الثلاثة أشهر الأخيرة. لذلك، يمكن أن يساعد متوسط معدل الجلوكوز في فهم النتائج بشكل أفضل وتحديد مدى الاقتراب من الأهداف الصحية اللازمة.

لمعرفة المزيد حول تحليل قراءات السكر التراكمي، يمكن الرجوع إلى المقال التالي: (ما هو معدل السكر التراكمي الطبيعي).

موانع استخدام تحليل السكر التراكمي

قد تكون نتائج تحليل السكر التراكمي غير دقيقة في حال كان هناك عدم تطابق بين مستويات الجلوكوز ونتائج التحليل، حيث قد يتوقع مقدم الرعاية الصحية وجود ارتفاع أو انخفاض وهمي. يؤثر تحليل السكر التراكمي بالتغيرات في خلايا الدم الحمراء أو مستوى الهيموجلوبين، وهو ما قد يحدث في حالات مثل فقر الدم المنجلي، أو فقدان الدم مؤخرًا، أو استخدام أدوية مثل الإريثروبويتين. كما أن المرضى الذين يعانون من مشاكل طبية مثل الفشل الكلوي أو أمراض الكبد قد يحصلون على نتائج غير دقيقة في تحليل السكر التراكمي، كذلك قد يتسبب فقر الدم الناتج عن نقص شديد في مستوى الحديد في الحصول على قراءة مرتفعة خاطئة.

علاوة على ذلك، فإن تحليل السكر التراكمي لا يعتبر موثوقًا في حالات معينة مثل الأشخاص من أصول عِرقية معيَّنة أو من لديهم تاريخ عائلي لفقر الدم المنجلي، وذلك لأن هذه الفئات قد تحمل نوعًا مختلفًا من الهيموجلوبين، مما يتعارض مع نتائج هذا التحليل. ومن المهم الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يحملون هذه المتغيرات غالبًا ما لا تظهر عليهم أي أعراض، مما قد يجعلهم غير مدركين لحالتهم إلا عند إجراء التحاليل.

وأيضًا بالنسبة للأفراد الذين قد يتوقع إصابتهم بداء السكري من النوع الأول أو الذين يتناولون أدوية قد تؤثر على مستويات السكر بسرعة، مثل مضادات الذهان، أو الستيرويدات، أو في حالات الحمل، يجب النظر في خيارات أخرى لإجراء الاختبارات. لذا يمكن أن يُستخدم تحليل السكر التراكمي خلال فترة الحمل للتحقق من خطر الإصابة بداء السكري، ومع ذلك، يُفضل إجراء فحص في مرحلة لاحقة بعد 12 أسبوعًا من الولادة للتأكد من عدم تطور السكري.

Scroll to Top