بنو الأحمر ودورهم في تاريخ الأندلس

الأندلس في عصر بني الأحمر

تعد فترة حكم المسلمين للأندلس، التي امتدت من سنة 92 للهجرة إلى سنة 789 للهجرة، واحدة من أعظم الفترات التاريخية، حيث استمرت لحوالي سبعة قرون. خلال هذه الفترة، شهدت الأندلس تحولات عميقة تتراوح بين الولاة وانتهاءً بعصر بني الأحمر، الذين يعدون آخر من حكموا الأندلس وكان مركز سلطتهم في مدينة غرناطة.

نبذة عن بني الأحمر

من أبرز المعلومات المتعلقة ببني الأحمر:

  • ينتمي ملوك بني الأحمر، المعروفين أيضاً ببني نصر، إلى مؤسس دولتهم محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن حسين بن نصر بن قيس الأنصاري، والذي اشتهر بلقب ابن الأحمر وأبي دبوش، وكان كبيرهم حتى نهاية حكم الموحدين.
  • تعود تسميتة “بنو الأحمر” إلى محمد بن يوسف الذي عُرف بهذا الاسم، وذلك نسبة لجده عقيل الذي كان يميل لونه إلى الحمرة، حيث اتخذت الأسرة اللون الأحمر شعاره الأساسي.
  • تأسست دولة بني الأحمر في ظل ظروف سياسية معقدة، حيث ضعفت الأندلس في أواخر فترة الموحدين واستنجد الأندلسيون بملك المرابطين يوسف بن تاشفين، مما أدى إلى تحويل الأندلس إلى ولاية تابعة للمرابطين، حتى ظهرت الدعوة الموحدية التي أدت إلى نشوب حروب وصراعات جديدة.
  • كما كان ملوك بني الأحمر في بداية حكمهم، يسعون للسيطرة على الأندلس بالكامل تحت راية دولة الموحدين، لكنهم واجهوا العديد من التحديات، بما في ذلك الثورات الداخلية.

المعالم الحضارية لبني الأحمر

شهدت غرناطة تقدمًا ملحوظًا في الفن المعماري، حيث اكتسب المهندسون شهرة واسعة في أوروبا بفضل إنجازاتهم، مثل قصر الحمراء، الذي لا يزال يُعتبر رمزًا للعبقرية الفنية حتى اليوم. نمت الزراعة والصناعة وتزايدت حركة التجارة، حيث أقامت الدولة علاقات قوية مع دول مثل إيطاليا وفرنسا ومصر والشام. وتميزت حضارة بني الأحمر بشكل خاص بالفنون، وأسفرت عن نوعين من الهندسة المعمارية؛ الدينينة والمدنية، ومن الأمثلة على ذلك:

الفن المعماري الديني

تشمل المساجد التي تعكس الفنون المعمارية الدينية خلال فترة بني الأحمر:

  • المسجد الجامع: يقع في غرناطة، وكان أكثر من مجرد مكان للعبادة، بل كان محور الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في المدينة؛ وقد وُصف بأنه “من أروع الجوامع وأحسنها منظرًا، مبني بدقة ولا يرتبط به بناء آخر، تحوطه دكاكين التجار”.
  • مسجد الحمراء الأعظم: تم بناؤه حوالي عام 705 للهجرة، مع وجود عدد من المساجد الصغيرة في أحياء المدينة.

الفن المعماري المدني

تعتبر قصور بني الأحمر من أهم المعالم المدنية:

  • قصر الحمراء: يُعتبر أحد أبرز المعالم الأثرية في تاريخ بني الأحمر، وهو ليس مجرد قصر واحد، بل مجموعة من القصور تتوزع على هضبة تطل على غرناطة، ومنه يمكن رؤية جبال سيرنافادا.
  • قصر جنة العريف: يقع في ركن منعزل من الهضبة ويطل على قصر الحمراء، ويُستخدم كقصر صيفي لأمراء غرناطة، حيث يُحيط به البساتين والمياه المتدفقة عبر بناء بحيرات محاطة بالرخام بالإضافة إلى نوافير متعددة تعكس تناغم العمارة مع الطبيعة.

سقوط دولة بني الأحمر

أما عن سقوط دولتهم:

  • كانت غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس بعد احتلال الإسبان لبقية المدن، مما جعلها تكتسب اهتمام الإسبان الذين تكثف جهدهم لإسقاطها، الأمر الذي كان مسألة وقت فقط. وقد طلب الإسبان من أبي عبد الله الصغير تسليم المدينة بعد حصارها، ولكنه رفض وقرر القتال حتى النهاية مع رجاله.
  • قام الملكان الإسبانيان فرديناند وإيزابيلا بمحاصرة المدينة، وفي عام 896 للهجرة، قررا قطع الإمدادات عنها. خلال فترة الحصار، كانت تحدث هجمات متقطعة ولكنها لم تكن حاسمة.
  • وجد أبو عبد الله نفسه أمام خياريْن: إما البقاء في المدينة حتى يموت أهلها جوعًا، أو تسليم المدينة صلحًا، مما قادهم إلى تسليم المدينة، إلا أن الإسبان غدروا بهم ولم يوفوا بالتزامهم تجاه أرواح المسلمين.
  • تم تسليم غرناطة بموجب اتفاقية في عام 1492 بين أبي عبد الله الصغير وآل فرديناند، نصت على تسليم مفاتيح قصر الحمراء وخروج أبي عبد الله من الأندلس، وبذلك انتهت الأندلس بالكامل في أيدي الإسبان.
Scroll to Top