تعريف خبر الآحاد وأهميته في الفقه الإسلامي

ما هو خبر الآحاد؟

كلمة “آحاد” في اللغة تعني جمع كلمة “أحد”، حيث تشير “أحد” إلى الرقم واحد. بناءً عليه، فإن خبر الآحاد هو الخبر الذي يُروى عن شخص واحد. ومن الناحية الاصطلاحية، يُعرف خبر الآحاد بأنه الخبر الذي يفتقر إلى شروط الحديث المتواتر، ويتضمن ما رواه فرد واحد أو اثنين أو ثلاثة على أن لا يصل في الإسناد إلى عدد التواتر في طبقة واحدة أو في جميع الطبقات.

أنواع خبر الآحاد

ينقسم خبر الآحاد إلى ثلاثة أقسام رئيسية، وهي:

  • الحديث المشهور: هو الحديث الذي يرويه ثلاثة أشخاص أو أكثر دون أن يصل إلى عدد التواتر. يُطلق عليه هذا الاسم لما يتمتع به من وضوح وظهور. يعتقد بعض الفقهاء أن المشهور هو الأكثر انتشارًا، في حين يفرق آخرون بينه وبين المستفيض، حيث يرون أن المستفيض هو ما اتفق عدد رواته في جميع مراتب السند. قد يكون الحديث المشهور صحيحًا أو حسنًا أو ضعيفًا. من الأمثلة على حديث مشهور عند الفقهاء: (أبغض الحلال إلى الله الطلاق).
  • الحديث العزيز: بحسب تعريف الحافظ ابن حجر، هو الحديث الذي لا يرويه أقل من اثنين عن أقل من اثنين. وقد يزداد عدد رواة هذا الحديث في بعض طبقات السند. من الأمثلة عليه الحديث الذي رواه البخاري: (لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ)، حيث رواه أنس بن مالك وأبو هريرة من عدة رواة.
  • الحديث الغريب: هو الحديث الذي يرويه راوٍ واحد فقط في جميع الطبقات أو في بعضها. على سبيل المثال، حديث: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه) يُعتبر حديثًا صحيحًا لكنه غريب في بدايته.

حجيّة خبر الآحاد

ثابت وشائع بين علماء الأمة أن أحاديث الآحاد الصحيحة تُعدُّ حجة في المسائل الشرعية والعقائد، بغض النظر عن الأجيال. يعتبر التمييز بين حديث الآحاد الصحيح والحديث المتواتر غير صحيح، لما يحمله من مفاهيم تخالف ما كان عليه سلف الأمة. كما أن هذا الرأي يعد محدثًا وليس له أصل في الشريعة الإسلامية، وقد دلّ الشرع على أخذ العلم من الأفراد والجماعات، كما يشير إلى ذلك كتاب الله في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ). يُشير لفظ “طائفة” إلى فرد واحد فما فوق، ويعني الإنذار توصيل المعلومات التي تفيد في العلم وأمور الدين. كما جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

Scroll to Top