تاريخ العالم الإسلامي
انطلقت الدعوة الإسلامية عندما كلف الله نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- بحمل الرسالة إلى البشرية كافة. وبدأت مرحلة البعثة النبوية في مكة، حيث كان أقرب الناس إلى النبي من قبيلة قريش وغيرهم. تأخذ الدعوة الإسلامية في تلك البداية طابع السرية، وذلك حفاظًا على أتباعها الذين كانوا قلة بين الناس.
وكان الكفار والمشركون في مكة ومن حولها يحملون الضغينة والحقد على كل من يدعو لتوحيد الله وعبادته، حيث كان هذا التوجه يهدد تجارتهم ونفوذهم. إذ إن الإسلام سيساوي بين الناس، وينزع السلطة من أيدي الأغنياء إلى الفقراء، ويضمن حقوق المستضعفين، وهو ما رفضه الكفار. يمكن تقسيم تاريخ العالم الإسلامي إلى مرحلتين رئيسيتين كما يلي:
المرحلة الأولى
عند تناول الحديث عن التاريخ الإسلامي، فإننا نعني بالمراحل الأولى لبعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وما تلاها من أحداث. فعلى الرغم من انتهاء فترة الدعوة السرية، بدأت مرحلة الجهر بالإسلام ودعوة الناس إليه، امتثالًا لأمر الله -تعالى- وأمر رسوله بالتصريح بالدعوة.
واجهت قريش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بعنفٍ شديد، وعذبتهم، مما دفعهم إلى الهجرة إلى الحبشة بحثًا عن الأمان، حيث وجدوا العدل في الملك النجاشيّ الذي استجاب لطلبهم للحماية وأمنهم تحت رعايته.
تعد الهجرة الشريفة من مكة المكرمة إلى يثرب（المدينة المنورة）أحد أهم الأحداث بعد بعثة النبي، حيث استقبل أهل المدينة المنورة النبي وأصحابه الذين هاجروا معه ولقبوا بالأنصار. خاض النبي -عليه الصلاة والسلام- العديد من الغزوات ضد مشركي مكة وما حولها، حتى أكمل الله له الدين وأظهره على سائر الأديان.
المرحلة الثانية
بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- بدأت المرحلة الثانية من تاريخ الإسلام، وهي واحدة من أفضل الفترات التي عاشها العالم الإسلامي بعد زمن النبوة، وتعرف بفترة الخلافة الراشدة. تولى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- زمام الدولة، ثم تلاه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
بعد ذلك تسلم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الحكم، وشهدت فترة حكمه العديد من الاضطرابات والفتن حتى استشهاده -رضوان الله عليه-، ثم تولى علي بن أبي طالب بعده، ومن ثم ابنه الحسن الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم-.
مع معاوية -رضي الله عنه- بدأت الدولة الأموية التي استمرت حتى ظهور العباسيين الذين انتزعوا الحكم من الأموية. تزامن ظهور الدولة العباسية مع العديد من الممالك المستقلة مثل السلاجقة والزنكيين والفاطميين. ثم برز العثمانيون الذين حكموا العالم الإسلامي حتى بدايات القرن العشرين.