خطبة حول أهمية كبح جماح اللسان وحفظه من قول السوء

خلق الله تعالى الإنسان ومنحه العديد من النعم والحواس، لذا يجب علينا شكر الله على هذه النعم وحماية حواسنا من الوقوع في المعاصي، وعدم استخدامها إلا في طاعته. ومن الحواس التي تعد الأكثر تعرضاً للمخاطر هو اللسان، لذلك سنقدم عبر موقع مقال maqall.net خطبة تتناول أهمية حفظ اللسان.

مقدمة الخطبة

  • يُعتبر اللسان من أعظم الأعضاء تأثيراً، وفي الوقت نفسه من أكثرها خطورة. إذا تم استخدامه في ما يرضي الله وينفع الناس، فإنه يكون من أعظم أسباب سعادة الفرد وتوفيقه في الدنيا والآخرة.
  • أما إذا أساء الفرد استخدام لسانه في ما يغضب الله أو يتسبب في أذى الآخرين، فإنه سيتعرض لعواقب وخيمة وأوزار عظيمة.

الخطبة الأولى عن حفظ اللسان

  • الإسلام هو الدين الشامل الذي ينظم كل جوانب الحياة، وقد هدى الله عباده إلى أسمى الأخلاق وأكمل الآداب.
  • كما نهى عن الأفعال السيئة والأقوال القبيحة.
  • الدين الإسلامي يعنى بتأصيل الفضائل والآداب، ويشدد على أهمية حسن الحديث وصيانة اللسان عن اللغو وفضول الكلام.
  • لقد كرم الله بني آدم ومنحهم نعمة العقل والبيان، ويجب علينا شكر الله على هذه النعمة دون أن نشرك به شيئاً.
  • لذا نجد العديد من النصوص في القرآن والسنة تدعو إلى حفظ اللسان وصيانة المنطق.
    • قال تعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ [الإسراء: 53].
  • كما وصف الله المؤمنين بالابتعاد عن اللغو وتجنب الباطل قولاً وفعلاً.
    • قال جل وعلا: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: 1 – 3].
  • علينا أن نتقي الله حق التقوى، وهو طريق الخيرات وسبيل السعادة، مما يؤدي إلى طهارة النفوس واستقامة الألسنة وصلاح القلوب.
    • قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 281].
  • إن الحفاظ على اللسان عن الآثام والحرام يدل على استقامة الدين وكمال الإيمان.
  • كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه، ولا يستقيمُ قلبه حتى يستقيمَ لسانُه)).
  • إن باقي جوارح الإنسان مرتبطة باللسان، فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلَّها تكفر اللسان؛ تقول: اتق الله فينا، فنحن بك؛ فإن استقمت استقمنا وإن أعوججت أعوججنا)).
  • يُفسر الإمام النووي معنى ((تكفِّر اللسان)) بالذل والخضوع له.
  • حفظ اللسان والاقتصار على الكلام الجيد يعتبر دليلاً على حسن الأدب وضعف النفس ورجحان العقل.
  • كما قيل: (إذا تم العقلُ نقص الكلام).
  • وكذلك من حكمة بعض الفلاسفة: (كلام المرء بيان فضله، وترجمان عقله، فاقصره على الجميل، واقتصر منه على القليل).
  • المسلم الواعي يتبع عقله وإيمانه في حسن اللفظ وجميل المنطق في مقام الحديث.
  • أما في الحالات التي لا تستدعي الكلام، فمن الأفضل تجنب الكلام حفاظاً على السلامة من الإثم.
  • لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)) رواه في الصحيحين.
  • فالكلام الطيب مطلوب وجميل ويعزز العلاقات، سواء مع الأصدقاء أو الأعداء.
  • لأنه يعزز المحبة مع الأصدقاء، ويزيل الخصومات مع الأعداء.
    • قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].
  • إخوتي في الإسلام، اللسان يحمل آفات عظيمة وكثرة الكلام قد تؤدي إلى العديد من السلبيات.
  • قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلَّ حياؤه).
  • ولهذا يجب أن نضع في اعتبارنا ضرورة تجنب فضول الكلام وحفظ ألسنتنا عن كل ما لا يفيد في الدين أو الدنيا.
  • النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أمته في هذا؛ حيث قال لمعاذ بن جبل: ((كُفَّ عليك هذا)) وأشار إلى لسانه. وعندما استفسر معاذ إن كانوا محاسبين على الكلام، أجابه النبي: ((ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم؟)).
  • وورد عن سفيان الثقفي أنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: ما أخوف ما تخاف علي؟ فأشار إلى لسانه ثم قال: ((هذا)).
  • لذا نجد أن سلف هذه الأمة كانوا حذرين للغاية من خطر اللسان.
  • فأبو بكر رضي الله عنه قال: (هذا الذي أوردني شر الموارد).
  • عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (والله، ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان).
  • وقال عطاء بن أبي رباح: (ألا يستحي أحدكم إذا نُشرت صحيفتُه أن يكون أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه).
  • اللهم، اهدنا لما هو خير من الأقوال والأفعال. أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

الخطبة الثانية عن حفظ اللسان

  • من يُطلق لسانه بلا ضابط، سيتعرض لنتائج وخيمة.
  • ويمكنه أن يقع في كبائر الإثم من غيبة ونميمة وافتراء وغير ذلك.
  • كما أن بعضهم قد يتحدث عن الأعراض بكلمات قبيحة وغير لائقة.
  • هذا السلوك يعد تجنياً على حقوق العباد والسخرية بهم.
  • فهذا الشخص قد ينزلق نحو الفحش وإشاعة الباطل، دون أن يمنعه دين أو مروءة.
  • قال تعالى: ﴿سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا﴾ [آل عمران: 181].
  • وقال عز وجل: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18].
  • كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطَّعَّان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء)) رواه الترمذي.
  • وروى البخاري حديثاً يُظهر عظم هذا الموضوع: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم)).
  • أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وحفظ ألسنتكم وغيرها من الأعضاء، وتجنب ما حرّم الله عليكم، وذكروا دائماً قوله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18].

دعاء نهاية الخطبة

Scroll to Top