مفهوم الشيوعية والاشتراكية: الفروق والتعريفات الأساسية

ما هي الشيوعيّة؟

الشيوعية هي نظام سياسي واقتصادي يسعى إلى تحقيق السيطرة الجماعية على وسائل الإنتاج من خلال إلغاء مفهوم الملكية الخاصة والمعتقدات المرتبطة به. ظهر هذا الفكر كنوع من الرد على النظام الرأسمالي الذي يعتمد على التنافس بين الأفراد من أجل تحقيق الأرباح الذاتية، مما يدفعهم للتسابق على جمع الثروات، حيث يتولى الأفراد إدارة وسائل الإنتاج الأساسية مثل المصانع والمناجم والموارد الطبيعية.

تاريخ الشيوعية يعود إلى عام 1917، عندما اندلعت ثورة لينين في روسيا، حيث تمكن البلاشفة من السيطرة على السلطة وأسسوا أول حكومة شيوعية، مسهمين في نشر الأفكار الشيوعية. انتشرت هذه الأفكار إلى دول مثل الصين وكوبا وكوريا وغيرها.

استمر هذا الانتشار بشكل واسع حتى عامي 1989 و1990، عندما ساهمت أحداث مثل انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين في تراجع النظام الشيوعي من العديد من الدول التي اعتنقته، ولكن لا تزال بعض الدول مثل الصين وكوبا متبنية لهذا النظام حتى اليوم.

الخصائص الرئيسية للشيوعيّة

حدد المفكرون كارل ماركس وفريدريك إنجلز عشر خصائص تعكس النظرية الشيوعية، ومنها:

• إلغاء تملك الأراضي، حيث يتم تخصيص الإيجارات للأغراض العامة.
• مصادرة ممتلكات المهاجرين والمتمردين.
• توفير التعليم المجاني لجميع الأطفال في المدارس العامة، وإلغاء عمالة الأطفال في المصانع.
• مسؤولية الدولة في زراعة الأراضي غير المستغلة وتحسين الزراعة.
• السيطرة الكاملة للدولة على وسائل الاتصال والنقل.
• إلغاء حق الفرد في الميراث.

ما هي الاشتراكيّة؟

الاشتراكية هي حركة تهدف إلى تمليك الأفراد لجميع عوامل الإنتاج بشكل متساوٍ، ويمكن أن تتحقق من خلال حكومة منتخبة ديمقراطيًا أو من خلال الشركات التعاونية. تعتبر الشركات التعاونية الأساس الذي يفترض الاشتراكيون أن تسعى المجتمعات لبنائه، حيث يتم الدعوة لتخطيط مركزي لإدارة الاقتصاد ومنع حدوث الفوضى الاقتصادية.

تمثل الاشتراكية انقلابًا جذريًا على المفاهيم الرأسمالية، حيث تسعى للاحتفاظ بالقيم الإنسانية المهدرة التي يعاني منها الأفراد جراء استغلالهم في النظام الرأسمالي. وبالتالي، تعتبر الأفكار الاشتراكية محاولة لإعادة تشكيل السيطرة التي فقدها الأفراد على الموارد التي كانوا يمتلكونها.

تعود جذور الاشتراكية إلى أوائل القرن التاسع عشر، عندما اكتشف الإنجليزي روبرت أوين الظلم الذي تعرض له العمال في المصانع، وطرح فكرة تأسيس معامل تعاونية يديرها العمال أنفسهم. وقد قام مفكرون مثل ماركس وإنجلز بطرح ونشر الأفكار الاشتراكية، مما ساهم في انتشارها بشكل كبير في العديد من الدول.

الخصائص الرئيسية للاشتراكيّة

تتميز الاشتراكية بعدد من الخصائص، منها:

• ظهور الأفكار الاشتراكية من أجل حماية حقوق الطبقات العمالية.
• السعي لتحقيق المساواة بين جميع الأفراد في المجتمع.
• العمل على تقويض السيطرة الخاصة لرؤوس الأموال عبر تأسيس قواعد تضمن حقوق الفقراء من العمال.
• توجيه المجتمع نحو الالتزام بالسياسة الاشتراكية كنظام أساسي لبناء مجتمعات قائمة على أساس فكري.
• تأثير النظام الاشتراكي على الاقتصاد المحلي والدولي.

الفروقات بين الشيوعيّة والاشتراكيّة

يوجد مجموعة من الفروقات بين الشيوعية والاشتراكية، يمكن تلخيصها كما يلي:

تاريخ الأنظمة الاقتصادية

ارتبطت الأنظمة الاقتصادية ارتباطًا وثيقًا بالتيارات الفكرية السائدة عبر التاريخ، مما يفسر العلاقة بين الجانب المادي للأفراد والجانب المعنوي من حياتهم. وقد جاءت هذه العلاقة معقدة ومرتبطة بتوجهات مختلفة، تنقل الفكر بين الجوانب الاقتصادية والمادية.

تشير المعطيات إلى أن الأنظمة الاقتصادية تلعب دورًا في التأثير على الجوانب المادية من حياة الإنسان أكثر من افراز الفكر ذاته، حيث يتضح تأثير المادة على أفكار الأفراد وقيمهم.

كان جهل الأفراد بمفهوم الملكية الفردية وبساطة تفكيرهم عند استغلال الموارد الطبيعية سببًا في انحسار الاحتكار والاعتماد على التضامن. ومع تزايد إنتاج الأفراد، بدأ الأغنياء يستغلون الفقراء لتراكم الثروات، مما أدى إلى تطور الحياة من المرحلة البدائية إلى ظهور أنظمة اقتصادية جديدة، بدءًا من النظام الإقطاعي إلى الرأسمالية ثم الشيوعية والاشتراكية.