تأثير العواطف السلبية على المرأة الحامل
تشير الدراسات العلمية إلى أن التصرفات الناتجة عن الغضب في النساء الحوامل، مثل إغلاق الأبواب بشدة، الصراخ، أو رمي الأطباق، بالإضافة إلى الإفراط في تناول الطعام، يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على صحة قلب الجنين. وقد تؤدي هذه الأفعال إلى تعرض الجنين لمشاكل قلبية خطيرة. كما أن التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة الحامل تعتبر محركاً لهذه التصرفات غير الإرادية والعنيفة، والتي تنتقل أيضاً إلى الجنين عبر المشيمة، مما يؤثر سلباً على نمو خلاياه ويؤدي إلى اضطرابات في معدل ضربات القلب.
تتحمل الأم الحامل مسؤولية كبيرة تجاه طفلها المنتظر، حيث لا تقتصر هذه المسؤولية على الجوانب الغذائية والرعاية الصحية أو تناول الفيتامينات. بل يجب عليها أيضاً المحافظة على صحتها النفسية وضمان استقرار مزاجها، إذ أن الحالة النفسية للمرأة تؤثر بشكل مباشر على الجنين. فبيئة الجنين داخل رحم الأم تلعب دوراً مهماً في تشكيل نفسيته، مما قد يؤدي إلى إنجاب طفل عصبي، لديه صعوبة في النوم، ويعاني من نوبات مغص متكررة يصعب تهدئته بسبب التقلبات المزاجية للأم.
أعراض التوتر لدى المرأة الحامل
هناك العديد من الأعراض المرتبطة بتوتر المرأة الحامل، بحيث تختلف حدتها من امرأة لأخرى، وقد تكون خفيفة، متوسطة، أو حادة. ومن بين هذه الأعراض:
- فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
- تغييرات في نمط النوم، فقد تعاني الحامل من نوم طويل أو أرق.
- الشعور بالخمول وقلة النشاط.
- الإحساس باليأس والحزن وفقدان القيمة النفسية.
- البكاء المستمر دون سبب واضح.
- صعوبة في إسعاد النفس ونقص الاهتمام بالأمور الشخصية.
- مشاكل في رعاية الطفل، حيث قد تصل الأمور إلى عدم الرغبة في وجوده، مما يتسبب في تركه يبكي لفترات طويلة.
- الشعور بنقص العاطفة تجاه الطفل، مما يؤدي إلى حرمانه من الحنان والرعاية اللازمة.
الاكتئاب أثناء الحمل
يمكن أن يؤدي الضغط النفسي المستمر لدى المرأة الحامل إلى الإصابة بالاكتئاب، وهو مرض نفسي يؤثر على تفكير الحامل ومشاعرها. حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 6% من النساء قد يصبن بهذا النوع من الاكتئاب، وتكون النساء الحوامل أكثر عرضة له، خصوصاً في الأسابيع الأربعة الأولى أو الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
يؤدي اكتئاب الحوامل إلى عواقب متعددة، منها قلة القدرة على العناية بالنفس، مما قد ينتج عنه تجاهل النصائح الطبية واتباع سلوكيات غير صحية كتناول الكحول أو التدخين. وقد يزيد الاكتئاب من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، كما يمكن أن يتسبب في ولادة طفل بحجم صغير، مما يؤدي إلى مشاكل في النمو والتطور لاحقاً.
يعتبر الاكتئاب من الأمراض الخطيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل فعّال، مما قد يؤدي إلى استمرار الأعراض بعد الولادة وتأثيرها السلبي على العلاقة بين الأم وطفلها. فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال المولودين لأمهات يعانين من الاكتئاب يكونون أكثر قلقاً وتوتراً مقارنة بأطفال الأمهات غير المجهدات.
فيديو: هل يؤثر الضيق على الجنين؟
يجري النقاش حول تأثير الحالة النفسية للمرأة الحامل وضيقها على صحة الجنين. هل هذه الفرضية صحيحة أم خاطئة؟: