تُعتبر حدود العلاقة بين الزوجين خلال فترة العدة في حالات الطلاق الرجعي من المسائل الهامة التي ينبغي أن نكون على دراية بها جيدًا لتجنب أي تصرف قد يُعتبر ذنبًا. يُعرف الطلاق الرجعي بأنه أحد أنواع الطلاق الذي يتيح للزوج الحق في إعادة زوجته إلى عصمته مرة أخرى، وذلك وفقًا لشروط وأحكام نُصّت عليها آراء الفقهاء.
حدود العلاقة بين الزوجين خلال عدة الطلاق الرجعي
- قال الله تعالى: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا”. في حالة الطلاق الرجعي، يحق للزوج إعادة زوجته إلى عصمته دون حاجة لموافقتها.
- أكّد بعض الفقهاء أنه لا يُعتبر ذنبًا على المرأة إذا تزينت لزوجها، كما يُسمح لها بالبقاء في نفس المنزل فهو لا يزال في عصمته.
- في حالة حدوث الطلاق للمرة الثالثة، يصبح الطلاق بائنًا ولا يحق للزوج العودة إليها.
- ولا يمكنه العودة إليها إلا بعد أن تتزوج من رجل آخر على أن لا يكون المحلل يقصد ذلك الأمر.
- فيما يتعلق بالمرأة المطلقة غير المدخول بها، فإن الطلقة تُعتبر بائنة ولا يحق للزوج العودة إليها، ولا يخضع الأمر لفترة عدة.
فترة العدة في الطلاق الرجعي
تتكون فترة عدة المطلقة في حالة الطلاق الرجعي من ثلاث حيضات متتالية في حال كانت تحيض، أما إذا لم تكن تحيض، فتكون العدة ثلاثة أشهر. ويجوز للزوج الرجوع إلى زوجته خلال فترة العدة دون الحاجة لعقد، ولكن بعد انتهاء العدة، يتطلب الأمر عقدًا جديدًا.
شروط العلاقة بين الزوجين في الطلاق الرجعي
هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي معرفتها والتي يجب أن تتوفر لكي يُحق للزوج إعادة زوجته من جديد:
- يتمتع الزوج بحق إرجاع زوجته إذا كانت مدخول بها، وذلك استناداً لقول الله تعالى: “وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا”.
- شرع الإسلام للزوجين إمكانية الطلاق ثلاث مرات، فعندما يقوم الزوج بتطليق زوجته مرتين، يحق له استرجاعها، ولكن إذا طلقها ثلاث مرات، تصبح محرمة عليه.
- يشترط أن يكون الطلاق بدون مقابل، فإذا حصلت الزوجة على عوض، تُعتبر قد افتدت نفسها، وبالتالي يتطلب الأمر عقدًا جديدًا وموافقة الزوجة للعودة.
أحكام الطلاق الرجعي
- حدد الفقه الإسلامي مجموعة من الأحكام المتعلقة بالطلاق الرجعي التي يجب أن يكون الزوجان على علم بها، خاصة في حالات الطلاق، وتتضمن ما يلي:
- يمكن للزوج العودة إلى زوجته دون الحاجة لاستئذان أو موافقة منها.
- إذا لم تنته فترة عدة الزوجة في الطلاق الرجعي، يجب على الزوج توفير مكان للسكن والغذاء والملبس لها، كما يحق له الاقتراب منها وممارسته الحق في العلاقة الزوجية.
- كذلك يمكن لكل طرف أن يرث الآخر في حال الوفاة.
- إذا عادت الزوجة إلى زوجها فإن عودتها تُحتسب على عدد الطلقات المتبقية.
- تُحسب عدة المرأة في الطلاق الرجعي بثلاث حيضات، حيث تنتهي العدة عند آخر تطهير من الحيض الثالث.
- في حالة بلوغ المرأة سن اليأس أو فتاتي لم تبلع، فإن العدة تكون ثلاثة أشهر بدلاً من ثلاث حيضات.
- أما بالنسبة للمرأة الحامل، فإن عدتها تنتهي فور وضع الجنين.
كيفية الرجعة في الطلاق الرجعي
توجد طريقتان للرجوع في الطلاق الرجعي:
إما بالقول أو بالفعل، وفيما يلي نستعرض الطريقتين:
- العودة بالقول: تكون باستخدام ألفاظ صريحة أو كناية مثل “رَجَعْتُكِ إلى عصمتي مرة أخرى” أو “أرجعتكِ إليّ” وهناك أيضًا بعض الألفاظ التي يُفضل استخدام النية معها.
- أما العودة بالفعل: فقد أشار المذهب الحنفي إلى أن من حق الزوج الاستمتاع بزوجته.
- يمكن للزوج تقبيل زوجته ولمسها في حالة الطلاق الرجعي إذا نوي أن يعود بها إلى عصمته مرة ثانية.
- يعبر رأي الشافعية عن التحريم في وجود الخلوة أو الاستمتاع بالزوجة في حالة الطلاق الرجعي إلا بعد الرجوع إليها أولاً.
- فيما أشار المالكية إلى جواز انفراد الزوجين ببعضهما البعض وممارسة العلاقة الزوجية، بشرط وجود نية الزوج للرجوع.
لا تنسى قراءة:
هل يشترط للمطلقة طلاقاً رجعيا قضاء العدة في منزل الزوجية؟
- من المفضل أن تقضي الزوجة عدتها في بيت زوجها في حال وجود نية للرجوع، ويُفضل ألا تذهب إلى بيت أهلها؛ وذلك لما جاء في قوله تعالى:
- “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا”.
- كما أشار بعض الفقهاء إلى أنه لا يُستحب خروج الزوجة المطلقة طلاقًا رجعيًا من المنزل إلا للضرورة مع تجنب الوقوع في الخطأ.
- من الأمور المستحبة بقاء الزوجة في بيت زوجها، مما يساعد على توطيد العلاقات والحب بينهما.
- لا يجوز للمرأة المطلقة ثلاث مرات البقاء في بيت زوجها، لأنها بذلك تعتبر أجنبية عنه.
حكم الرجعة بعد الطلاق
توجد خلافات في حكم الرجعة بعد الطلاق، فمنها ما هو واجب، مستحب، مكروه، جائز، أو مندوب:
- تكون الرجعة واجبة إذا طلق الزوج زوجته مرة واحدة.
- تكون مندوبة في حالة الندم من كلا الطرفين، خاصة في وجود أطفال بينهما، حيث يُعتبر تربية الأطفال في بيئة مستقرة مثاليًا.
- تُعتبر الرجعة محرمة إذا كان هدف الزوج إلحاق الأذى بزوجته.
- كما تكون مكروهة في حال عدم إعطاء الزوج زوجته حقوقها الشرعية، وعدم معاملتها بالرفق.
- وتعتبر مباحة عندما تكون هناك نية للرجوع، وهو ما اتفق عليه الفقهاء كقاعدة أساسية في الرجعة.
ما هو الطلاق الرجعي
الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يحدث بين الزوجين، ويُسمح فيه بالرجوع بدون عقد خلال فترة العدة، أو بعقد عند انتهاء هذه الفترة.