نشأة الشيخ محمد متولي الشعراوي
وُلد الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- في الخامس عشر من أبريل عام 1329 هجريًا (1911 ميلاديًا) في قرية دقادوس التابعة لمحافظة الدقهلية في مصر.
المسيرة التعليمية للشيخ محمد متولي الشعراوي
أنجز الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- حفظ القرآن الكريم قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره، حيث أكمل حفظه في سن الحادية عشرة. التحق خلال تلك الفترة بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وهناك تبلورت ميوله للقراءة وحفظ الشعر والمأثورات.
واصل دراسته في المعهد الثانوي، حيث عزز اهتمامه بالشعر والأدب. في عام 1937، التحق بكلية اللغة العربية. انخرط أيضًا في الحركة الوطنية والحركة الأزهرية، حيث كانت منابر الأزهر تُعبر عن آراء المصريين ضد الاحتلال البريطاني. لم يتردد -رحمه الله- في النزول إلى ساحات الأزهر لممارسة التعليم وإلقاء الخطب، مما أدى إلى اعتقاله عدة مرات. وفي عام 1943، حصل على الشهادة العلمية والإجازة في التدريس.
الوظائف التي شغلها
بعد تخرجه -رحمه الله- من الأزهر، بدأ مشواره التعليمي بالتدريس في المعهد الديني في طنطا، ومن ثم انتقل إلى المعهد الديني في الزقازيق، ولاحقًا في الإسكندرية. وبعد ذلك، رحل إلى المملكة العربية السعودية حيث عمل كمدرس في مدرسة الأنجال بالرياض، ثم أستاذًا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى. شغل أيضًا منصب أستاذ زائر في كلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز، حيث ترأس قسم الدراسات العليا.
فيما بعد، عُيّن وكيلاً لمعهد طنطا ومديرًا للدعوة في وزارة الأوقاف، ثم مفتشًا للعلوم العربية بالأزهر. تم تعيينه بعد ذلك مديراً لمكتب شيخ الأزهر، وأُنيط به رئاسة البعثة الأزهرية في الجزائر. في عام 1975، تم تعيينه مديرًا عامًا بمكتب وزير شؤون الأزهر، ثم انتقل لمنصب وكيل وزارة شؤون الأزهر الثقافية، حتى تقاعد -رحمه الله- في عام 1976.
مؤلفات الشيخ محمد متولي الشعراوي
ترك الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- مجموعة متنوعة من المؤلفات، تشمل:
- في العقيدة: إثبات وجود الله -تعالى- ووحدانيته، عقيدة المسلم، الدعاء المستجاب، القضاء والقدر.
- في القرآن الكريم: أسرار بسم الله الرحمن الرحيم، من فيض القرآن، نظرات في القرآن، المنتخب في تفسير القرآن الكريم.
- في الفقه: 100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي، الصلاة وأركان الإسلام، لبيك اللهم لبيك.
- في المرأة: المرأة كما أرادها الله، الإسلام والمرأة عقيدة ومنهج، شبهات وأباطيل خصوم الإسلام والرد عليها، الخير والشر، السحر والحسد، الشيطان والإنسان.
ومن المهم أيضًا ذكر النقاط التالية:
- العديد من الكتب المطبوعة للشيخ منقولة عن محاضراته الإذاعية والتلفزيونية.
- الشيخ قدم عملًا يعود بالنفع على الإسلام والمسلمين من خلال تسجيل حلقات تلفزيونية، بدأ في تقديمها عبر التلفزيون المصري، حيث تناول فيها موضوعات متعلقة بآيات القرآن بأسلوب بسيط مما ساهم في جذب أعداد كبيرة من المستمعين. وقد بلغ عدد الحلقات نحو ألف حلقة، تم حفظها على أقراص مدمجة لتيسير الوصول إليها من قبل المسلمين. لا تزال هذه الحلقات تُبث حتى يومنا هذا على العديد من المحطات العربية.
الجوائز والتكريمات
نال الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1976 في مناسبة بلوغه سن التقاعد.
- تم تكريمه بوسام في يوم الدعاة.
- نال وسام الجمهورية من الطبقة الأولى في عامي 1983 و1988.
- حصل على الدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية عام 1990.
- أول جائزة نالها من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في عام 1998.
- تم ترشيحه لجائزة الملك فيصل.
وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي
انتقل الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- إلى جوار ربه في الثالث والعشرين من صفر 1419 هجريًا (1998 ميلاديًا) عن عمر يناهز التسعين عامًا، حيث وافته المنية في منزله الكائن في الهرم بعد صراع طويل مع الأمراض.
وقد أبدى العديد من العلماء والمفكرين والأدباء والسياسيين في الأمة الإسلامية والعربية تعازيهم بوفاته. شيّعت جنازته من قريته دقادوس ودفن فيها بناءً على وصيته. وقد حضر جنازته أكثر من مليوني شخص من مؤيديه ومحبيه وتلامذته، مما يعكس مكانته الرفيعة في قلوب الناس. بلا شك، كان فقدان العالم الإسلامي للشيخ -رحمه الله- خسارة كبيرة في المجال العلمي والديني.