التربية البيئية
تتعدد التعريفات التي تصف مفهوم التربية البيئية، حيث يمكن اعتبارها جزءاً من عمليات التربية التي تهدف إلى تمكين الأفراد من الوجود بشكل فعّال على وجه الأرض. تعد هذه العملية وسيلة لتعليم كيفية إدارة وتحسين العلاقة بين الإنسان وبيئته. كما تختزل التربية البيئية في مجموعة من الاتجاهات والمعارف والقيم التي تتيح فهم العلاقة التبادلية بين المتعلم والبيئة المحيطة، مما يؤثر على سلوكاته واهتماماته، ليكون أكثر حرصاً على الحفاظ على البيئة لصالح نفسه ومنطقته الاجتماعية.
يمكن اعتبار التربية البيئية طريقة لإعداد الأفراد للتفاعل الإيجابي مع بيئتهم وما تحتويه من موارد. يتعلق الأمر بإكساب المعرفة اللازمة لفهم العلاقات المتبادلة بين الإنسان وعناصر البيئة، بالإضافة إلى تعزيز المهارات الإنسانية التي تسهم في تحسين الظروف البيئية نحو الأفضل.
من هذا المنطلق، نستنتج أن التربية البيئية تمثل وسيلة تُعزز أهداف الحفاظ على البيئة وصيانتها، كما تُعتبر بعداً مهماً من أبعاد التربية الشاملة والمستدامة التي تهدف إلى تعديل سلوك الإنسان وتطويره بشكل إيجابي، ليكون مؤهلاً للتكيف مع حياتهم والتفاعل الاجتماعي مع بيئتهم الطبيعية.
أهمية التربية البيئية
تكمن أهمية التربية البيئية في عدد من الجوانب، ومنها:
- التزايد المستمر في مشاكل البيئة وتعقيدها، نتيجة للتطورات العلمية والتكنولوجية التي استفاد منها الإنسان لكنها أفضت إلى آثار سلبية مدمرة على البيئة.
- ضرورة التحرك لإنقاذ الوضع البيئي الحالي من خلال اتخاذ التدابير المناسبة لتعزيز العلاقات الإيجابية بين الأفراد وبيئتهم، وزيادة الوعي حول الآثار الناجمة عن المخلفات التكنولوجية والصناعية على البيئة.
- حاجة الأفراد إلى التربية البيئية لفهم الوظائف الأساسية اللازمة لإنتاج الغذاء، وتأمين المياه، وحماية أنفسهم من تقلبات الطقس.
أهداف التربية البيئية
- توعية الأفراد والمجموعات بمحيطهم البيئي، وتعريفهم بأنظمته المختلفة، وفهم العلاقة المتبادلة بين عناصر البيئة الحية وغير الحية وكيفية اعتماد كل عنصر على الآخر.
- تعزيز الوعي البيئي الشامل من خلال توضيح المفاهيم الأساسية مثل العلاقة بين الإنسان والبيئة، وتطوير المعرفة بعناصر البيئة وأساليب المحافظة عليها واستغلالها بشكل مثالي من خلال التوعية بكيفية التفاعل الإيجابي مع البيئة.
- تسليط الضوء على الأهمية الكبرى لمصادر الطبيعة، التي تعتمد عليها جميع الأنشطة البشرية منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
- توضيح الآثار السلبية الناجمة عن سوء استغلال مصادر الطبيعة وما يترتب على ذلك من تأثيرات نفسية واجتماعية واقتصادية، للعمل على الوقاية منها.
- تصحيح المفاهيم الخاطئة حول استدامة مصادر الطبيعة وثباتها.