قصة عصفورة وتفاصيل حياتها

تُعد حكاية عصفورة واحدة من القصص الشيقة التي يمكن أن نرويها لأبنائنا، إذ تحمل في طياتها العديد من الفوائد والدروس التي يستفيد منها الأطفال بشكل يجذب انتباههم أكثر من تقديم هذه الرسائل بشكل مباشر. فهذه القصص تُغرس في نفوسهم قيمًا ومبادئ هامة.

حكاية عصفورة

من بين القصص الممتعة، تبرز حكاية العصفورة والثلج، حيث تعيش العصفورة في القطب الشمالي، متأقلمة مع الثلوج. وعندما تشعر بالجوع، تخرج للبحث عن الطعام لنفسها ولصغارها.

في يوم عاصف مع تساقط كثيف للثلوج، كانت العصفورة وصغارها جائعين للغاية. خلال تجوالها، رأت صبيًا صغيرًا يعتني بحمار عجوز، وكان على ظهر الحمار كيس كبير يحتوي على الحبوب.

اقتربت العصفورة من الصبي وطلبت منه بعض الحبوب لتغذية صغارها، لكن الفتى غاضبًا رد عليها بأنه لن يعطي طعامًا لعصافير غير جميلة، وأبعدها عن طريقه.

استمرت العصفورة في محاولة التقرب منه، حتى أنها تحدثت إلى الحمار، ملتمسة منه السماح لأخذ بعض الحبوب لصغارها الذين كانوا في أمس الحاجة إليها، لكن الحمار أخبرها أنه لا يمكنه خيانة الأمانة.

رغم محاولاتها المتكررة، زاد الطقس سوءًا واشتدت العاصفة، مما جعل الأمور أكثر صعوبة. بينما استقر الصبي في مكانه بانتظار انتهاء العاصفة، حذّرته العصفورة من أن المكان الذي يقف فيه قد ينهار، لكن رد فعله كان بلا مبالاة.

أما الحمار، فقد استمع إلى تحذيرات العصفورة وانتقل بعيدًا عن المكان، مما أغضب الصبي الذي سحب منه الحبوب وهدده بعدم إطعامه.

في النهاية، سقط الصبي في الماء، ولكن الحمار والعصفورة لم يترددا في مساعدته حتى عاد إلى منزل جدته العجوز، حيث استقبلته وقامت بتدفئته. وعندما علمت بقصة العصفورة الشجاعة، سمحت لها بأخذ الطعام لصغارها، وكان الدرس الذي تعلمه حفيدها هو أهمية الرحمة بالضعفاء ومساعدة الآخرين.

قصة العصفور الصغير

كان هناك عش لمجموعة من العصافير الصغيرة فوق شجرة ضخمة. ذهب الآباء في يوم من الأيام لجلب الطعام لصغارهم، محذرين إياهم بعدم الابتعاد عن العش بسبب عدم قدرتهم الكاملة على الطيران.

ولكن أحد الصغار شعر بالملل، فطلب من أخواته مرافقتهم، على الرغم من تحذيراتهن له. حاول الطيران لكنه سقط على الأرض وكُسر جناحه، ليجد نفسه وسط مجموعة من الأطفال الذين أرادوا اصطحابه.

شعر الصغير بالخوف وهرب منهم، لكن أخاه نصحهم بتركه حتى يأتي والداه. وبالفعل، جاء والداه وحملوه إلى العش حيث شُفي جرحه، ونصحه والداه بعدم التمرد والاستماع لنصايحهما. شعر بالندم واعتذر عنهما.

قصة العصفورة البيضاء

كانت هناك عصفورة بيضاء قد بنت عشها على شجرة مزهرة في الجبال، تتحرك هنا وهناك بحثًا عن خيوط صوف لتدفئة منزلها. وعندما وضعت بيضها، راحت تحتضنه لفترة طويلة في انتظار صغارها.

بالقرب من شجرتها كان يعيش فلاح بمفرده، وكانت العصفورة تأتي إلىه لتأكل من فتات الخبز الذي يتبقى له، وأيضًا لجمع حبوب القمح من حقله.

في إحدى الليالي، سمعت العصفورة صوت ذئب وعانت من الخوف، فتفكرت في النقل عشها ولكنها وجدت ذلك صعبًا. وعندما اقترب الذئب من الكوخ، شعرت بالقلق على الفلاح ونادت عليه لتوقظه، ليتمكن من الهرب من الذئب.

تنبه الفلاح بفضل العصفورة، وعندما رحل عن المكان، عادت العصفورة لبيتها، لكن في النهار لاحظ الذئب عشها فهجم عليها. أجلت العصفورة، لكن البيض سقط وأكله الذئب، مما أحزنها كثيرًا.

مرت الأيام، وبقيت العصفورة تبكي على بيضها الضائع حتى تساقطت دمعة كبيرة منها على حبة ثلج، فتشكلت كرة صغيرة، وفجأة انقضت عليها، وبدلاً من البيض، انقض الذئب ومات.

عادت العصفورة إلى الفلاح لتخبره بما حدث، وعادت معه إلى الكوخ لتبني عشًا جديدًا تنتظر فيه صغارها.

الدروس المستفادة من حكاية عصفورة

يمكن تلخيص الدروس المستفادة من قصص العصافير للأطفال في النقاط التالية:

  • طاعة الوالدين كواجب، استنادًا إلى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.”
  • مساعدة المحتاجين والفقراء، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان في عون أخيه كان الله في عونه.”
  • تعزيز الرحمة ومساعدة الآخرين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لا يرحم الناس لا يرحمه الله.”
Scroll to Top