تقوى الله في الخفاء والعلن

تقوى الله في السر والعلن

لنبدأ باستكشاف مفهوم تقوى الله في السر والعلن، مما يساعدنا على فهم قيمتها في الحياة الدنيا والآخرة. يعرف العلماء التقوى على النحو التالي:

  • لغوياً، أصل الكلمة من الفعل وقى الذي يعني صان وحفظ، أي الابتعاد عن الشرور والمعاصي.
  • أما في سياقها الاصطلاحي، فهي تعني الالتزام بتنفيذ الأوامر الإلهية والابتعاد عن النواهي والمنكرات، طمعاً في الجنة وخوفاً من النار، ويجب أن يتجلى ذلك سلوكياً وقلبياً في وضح النهار وجنح الليل.
  • إذا أخل المسلم بهذه القاعدة سواء في الظاهر أو الباطن، فلا يمكن أن يعتبر من المتقين. تحقيق هذه النقطة يتطلب مجاهدة كبيرة، ولا تأتي بشكل هين.
  • لكي يدرك المسلم حقيقة تقواه، ينبغي أن يتوافق إيمان قلبه مع أعمال جوارحه. فإذا استقام كلاهما، فقد حقق التقوى، ولكن إن لم يحقق أحدهما، فسيؤدي ذلك إلى فساد الآخر.

طرق تحقيق تقوى الله في السر والعلن

هناك عدة جوانب إذا عمل عليها الإنسان، يمكنه تحقيق التقوى بشكل صحيح وكامل، ومن أبرز تلك الجوانب:

  • الإيمان بأن الحصول على التقوى يجب أن يترافق مع النية الصادقة والنقية، فهي تعد وقوداً للعمل الصالح: إذا كانت النية صالحة، فإن العمل سيكون ناجحاً، والعكس بالعكس.
  • اتباع قوله صلى الله عليه وسلم “اتبع الحسنة السيئة تمحوها”، فالذنوب ليست صغائر، لكن من الضروري اللجوء إلى سلاح الاستغفار والتوبة ضدها.
  • حسن الخلق من الصفات الأساسية للأتقياء، حيث جاء الدين ليعزز البناء الأخلاقي للإنسان من خلال الامتثال لأوامره والابتعاد عن نواهيه.
  • عليكم الحفاظ على ما يُعرف بـ”بر الأعمال”، مثل صلاة النوافل والسنن الرواتب. فمَن يعظم شعائر الله، فهذا من تقوى القلوب.
  • كتم الغيظ والإعراض عن الجاهلين من الصفات الجوهرية للأتقياء. فالغضب قد يؤدي إلى العناد وسوء الخلق.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص المتقين، حيث يمثلون الطائفة الظاهرة والمنتصرة دائماً بالحق.

كما يمكنكم التعرف على:

ثمار تقوى الله في السر والعلن

توجد قيمة مضافة لهذه الصفة وآثار عظيمة تتجلى في بعض السلوكيات الظاهرة والباطنة، ومن بين هذه الاثار:

  • ملازمة القرآن الكريم، فهو يخفف عنهم أعباء الحياة ومشاق العلاقات الاجتماعية، وهو رفيقهم في أوقات الوحدة والعزلة.
  • يتواجد المتقون دائماً في رعاية الله خلال الأوقات الصعبة، مما ينقذهم من مصائب الزمن وتحدياته.
  • يحظون بمكانة خاصة في قلوب الناس في الدنيا والآخرة، حيث يحظون بالتقدير والمودة من الآخرين.
  • الفوز بالجائزة الكبرى وهي الجنة، فرحين بما آتاهم الله من فضله، كما أنهم لا يبخلون بالنصيحة لمن هم حولهم.
  • المتقون لا يعيشون في خوف من عواقب اختياراتهم للدفاع عن الحق؛ بل يتوكلون على الله بشكل كامل دون أي هاجس من فقدان الجاه أو السلطة.
  • يشعر هؤلاء الأفراد ببركة الرزق في الدنيا ورضوان الله في الآخرة؛ فهم بعيدون عن الزلل، وإذا أخطأوا سارعوا إلى التوبة والإنابة إلى الله.
  • من ثمار التقوى أيضاً شعور الاطمئنان والرضا بقضاء الله، والطموح فيما لديه وليس فيما عند الناس، مما يملأ قلوبهم بالرضا والقناعة ويعزز عزة النفس.

أركان تقوى الله في السر والعلن

يوجد مجموعة من الأركان التي يجب أن يمر بها الإنسان لتحقيق التقوى الحقيقية، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

  • التوبة.
  • الندم.
  • الاستقامة.
  • الاجتهاد.
  • الثبات.
  • التقوى.
Scroll to Top