شرح مفهوم الحديث الشريف

الحديث الشريف

أبدع الصحابة في تقديم العناية الفائقة للقرآن الكريم، حيث قاموا بحفظ كل ما ورد فيه من آيات وسور، بل وحروف كذلك. هذا الجهد لم يتوقف عند الصحابة فقط، بل استمر مع كل من تبع النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى وصل إلينا محفوظاً من أي تحريف أو تبديل.

كما بذلوا جهداً كبيراً في المحافظة على جميع أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله، إذ اتبعوه بكل إخلاص وحفظوا كل ما جاء به؛ فهو الصادق والمبلّغ عن الله -عز وجل-. ويشير القرآن إلى معصوميته -صلى الله عليه وسلم- من الخطأ حيث يقول -تعالى-: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).

تجدر الإشارة إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما ألقى خطبة الوداع، أوصى بتبليغ كل ما قاله؛ مما جعل المسلمين على وعي تام بمسؤوليتهم تجاه أقواله. قال -صلى الله عليه وسلم-: (عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدِينَ).

وبالفعل، روى الصحابة الأحاديث عنه، سواء كانت متواترة باللفظ والمعنى أو في المعنى فقط، أو كانت مشهورة، أو بالأسانيد الصحيحة الثابتة. وتبعوه في صفاته وأفعاله، حتى أن بعضهم اتبعوا طريقة مشيته.

تعريف الحديث الشريف

الحديث الشريف هو كل ما ينسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية. وقد حرص الصحابة على تقليد كل ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- وحفظوه وعملوا به، ويُعتبَر اتباع سنّة النبي واجباً على المسلمين، حيث يكسب المسلم من خلالها مزيداً من الأجر والثواب من الله -تعالى-.

مثالٌ على القول هو: (مَن كذَبَ عليَّ فلْيتبَوَّأْ مَقعَدَه منَ النَّارِ مُتعمِّدًا)، وأما المثال الخاص بالفعل فيشمل وصف وضوءه وصلاته ونسكه -صلى الله عليه وسلم-. وبخصوص التقرير، فهو يشمل ما أقرّه النبي لصحابته دون أن ينهاهم عنه، مثل أكله لحم الضب. أخيرًا، جاءت أوصاف النبي من حيث الشكل والخلق على لسان الصحابة -رضوان الله عليهم- بكثرة.

أهمية الحديث الشريف

للحديث النبوي الشريف دور حيوي في التشريع الإسلامي، ومن أبرز جوانب أهميته:

  • تفسير ما ورد في القرآن الكريم من أوامر وتشريعات.

على سبيل المثال، فقد أمر الله -تعالى- بالصلاة، لكنه لم يوضح عدد ركعاتها أو شروطها أو أحكامها. وقد جَدَّد الرسول -صلى الله عليه وسلم- تفسير ذلك وعلم المسلمين الطريقة الصحيحة لأدائها.

  • عبادة الله -تعالى- بالطريقة الصحيحة التي يحبها.

ومن خلال قراءة الأحاديث النبوية الشريفة، يمكن للمسلم معرفة كيفية عبادة الله وسبل كسب رضاه والأجر والثواب.

  • تحقيق الأجر والثواب.

أنواع الحديث الشريف

تصنّف الأحاديث التي رويت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عدة أنواع حسب الراوي وأساليب الرواية، حيث بلغ عدد هذه الأنواع خمسة وستين نوعاً، ومن أبرز هذه الأنواع:

  • الحديث الصحيح.

الحديث الصحيح هو الحديث المتصل الإسناد، الذي رواه العدول الضابطون من بدايته إلى نهايته، دون شذوذ أو علّة، ويُعتبَر البخاري ومسلم من أوائل من جمع الأحاديث الصحيحة.

  • الحديث الحسن.

الحديث الحسن هو ما لم يتضمن إسنادًا لمتهم بالكذب، وعدم شذوذه، وهذا يُعرَف بتعريف الترمذي للحديث الحسن.

  • الحديث الضعيف.

الحديث الضعيف هو كل حديث يفتقر إلى صفات الحديث الصحيح والحديث الحسن.

Scroll to Top