الجريمة
يُعتبر الإنسان في بداية حياته مخلوقاً فطرياً سليماً، إذ يتمتع بفطرة خالية من الأذى والإجرام. ومع تطور البيئة المحيطة، يمكن أن تتشكل شخصيته وتتأثر بشكل إيجابي أو سلبي. وفي بعض الحالات، قد يتعرض الأفراد لعوامل سلبية تؤدي بهم إلى الانحراف والسلوكيات غير المقبولة اجتماعيًا، مما قد يؤدي في النهاية إلى ارتكاب الجرائم. فكيف يمكن تعريف الجريمة وما هي أنواعها المختلفة؟
تعريف الجريمة
يمكن تعريف الجريمة (بالإنجليزية: Crime) على أنها انحراف عن المعايير الاجتماعية المقبولة، والتي تتميز بطبيعة نوعية وإلزامية؛ حيث يتطلب وجود قيم تحترمها الجماعة لكي يُعتبر التصرف جريمة. وهي تعبر عن سلوك عدواني من بعض الأفراد نحو الآخرين الذين لا يحترمون هذه القيم.
ويمكن أن يتم تعريف الجريمة أيضًا كفعل أو عدم فعل محظور بموجب القانون، يعاقب عليه بموجب نصوص قانونية جزائية. كما يختلف مفهوم الجريمة اعتماداً على زاوية النظر لها، ومنها:
- الجريمة في الشريعة الإسلامية: وفقاً للماوردي، تُعرف الجريمة بأنها محظور شرعي نهى الله عنه، سواء كانت بعقوبة حدّ أو تعزير.
- الجريمة من الناحية القانونية: تُعتبر عملاً غير مشروع صادرًا عن إرادة جنائية، ويحدد القانون لها عقوبة أو تدابير احترازية.
- الجريمة من الناحية الاجتماعية والنفسية: هي تصرف ينتهك القيم الأخلاقية التي وضعتها الجماعة، مما يستدعي فرض عقوبات رسمية.
أما المجرم، فيُعرّف بأنه الشخص الرشيد الذي ارتكب فعلاً ضاراً كما ينص عليه قانون محدد، مما ينتج عنه عقوبات جنائية محددة.
تفسير ارتكاب الجريمة
أسباب ارتكاب الجريمة
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتكاب الأفراد للجريمة، ومن أبرزها:
- ضعف الوازع الديني: حيث تعد القوانين الدينية والأخلاقية من المحرمات التي تمنع الأفراد من ارتكاب الجرائم.
- ضعف الوازع الأخلاقي: يمثل الوازع الأخلاقي جزءاً أساسياً من عملية الإصلاح الاجتماعي، لذا من المهم أن تلعب جميع المؤسسات التعليمية دورها في غرس القيم الأخلاقية.
- البيئة الفاسدة: حيث يتأثر الفرد بالعوامل المحيطة به سواء كانت إيجابية أو سلبية.
- البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة: يتجه بعض الشباب لارتكاب الجرائم كوسيلة للحصول على المال بسبب احتياجاتهم.
- تعاطي المخدرات والمسكرات: تشير الدراسات إلى أن نحو 70% من جرائم القتل ترتبط بتعاطي المخدرات، حيث تظهر الدراسات أن 93% من المجرمين لديهم سوابق إدمان.
النظريات المفسرة لارتكاب الجريمة
تناقش علم الاجتماع السلوك الإجرامي من منطلق تأثير المجتمع والعوامل الثقافية والاجتماعية، وقد ظهرت عدة نظريات تفسر هذا السلوك، من بينها:
- نظريّة الوصم (بالإنجليزية: Labeling Theory) التي اقترحها إدوين لمرت؛ حيث تفترض أن الأفراد يقومون بأعمال إجرامية استجابة لردود الفعل المجتمعية. يقسم لمرت هذا التفاعل إلى مراحل تشمل الانحراف الأولي، رد فعل المجتمع، وزيادة النسبة من الانحراف.
- نظريّة الاختلاط التفاضلي (بالإنجليزية: Differential Association Theory) لإدوين سذرلاند، حيث تشير إلى أن السلوك الإجرامي هو سلوك مكتسب، وليس hereditary، ويتعلم الفرد من خلال التفاعل مع البيئة المحيطة.
- نظريّة الأنومي (بالإنجليزية: Theory of Anomy) التي قدمها إميل دوركايم، حيث تشير إلى غياب المعايير الاجتماعية التي توجّه السلوك، مما يؤدي إلى صعوبة التعاون الاجتماعي.
أنواع الجريمة
تم تقسيم الجرائم إلى عدة فئات وفقًا لعدة معايير، بما في ذلك:
- نوع الباعث: تُقسم الجرائم بحسب الباعث إلى:
- جرائم سياسية: تتعلق بنظام الحكم أو الحاكمين.
- جرائم جنسية: تشمل السلوكيات غير القانونية المتعلقة بالاعتداء والاستغلال.
- جرائم اقتصادية: ترتبط بالنظام الاقتصادي والاجتماعي، وغالبًا ما تؤثر على أجيال متعاقبة.
- جرائم الانتقام.
- تصنيف وفقًا للإحصاءات الرسمية، والذي يتضمن:
- جرائم ضد الملكية.
- جرائم ضد الآداب العامة.
- جرائم ضد الأشخاص.