أنواع الشعر النبطي وأساليبها المختلفة

الأنماط الرئيسية في الشعر النبطي

تُقسم الأنماط في الشعر النبطي إلى نوعين: الأنماط الرئيسية والأنماط المبتكرة. وتُعتبر الأنماط الرئيسية هي التي استخدمها الشعراء النبطيون عبر العصور ولا تزال متوارثة حتى اليوم.

النمط الهلالي

يُعرف النمط الهلالي بهذا الاسم نظراً لأن قبيلة بني هلال كانت الأكثر استخدامًا له، ويقابله في الشعر العمودي النمط الطويل. ويتضمن النمط الهلالي وزنَين شعريين: الأول يُعرف بالوزن الطويل والثاني بالوزن القصير، كما يلي:

  • الوزن الطويل: “فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن”
  • الوزن القصير: “مستفعلن مستفعلن فاعلن فعو”

مثال من شعر الشاعر منصور سالم اللغوي:

ترى الناس ما هي في بعضها مغفلة

تميز ثقال عقولها من خفيفها

النمط الصخري

سُمّي النمط الصخري نسبةً إلى قبيلة بني صخر في الأردن، ويقابله في الشعر العمودي النمط الوافر.

ومثال من شعر الشاعر الفيصل في قصيدته “ثلاث سنين”:

ثلاث سنين ودموعي حيارى

متى يا ناس في خدي تبارا

سقى غيث الحيا قلبي المولّع

سقى قلبٍ بدنيا الحب حارا

أنا المشغوف في وصلي وصدي

أحب الحب حلو أو مرارا

نمط الحداء

يُسمى بهذا الاسم نسبةً إلى “نداء” البدو للإبل، ويتميز بجوّ حماسي يتناسب مع المعارك. يقابله في الشعر العمودي النمط الرجز.

مثال من شعر الشاعر خالد الفيصل في قصيدته “نشوة عز”:

على الركايب وفوق الخيل

غارات جسش وخيّالهصباح والاهجاد الليل

ما أحدٍ تهنى بمقياله

النمط المروبع

سُمّي بهذا الاسم لأنه يتكون من أربعة أشطر، حيث تتشابه الأشطر الثلاثة الأولى في القافية لكن يختلف الشطر الرابع، وغالبًا ما يُستخدم هذا النمط في الموشحات.

  • مثال من شعر الشاعر محسن الهزاني:

طعني ناب الزمان فقلت آه

ونابني وأنا هارب من بلاه

أشوف الصبح ليلٍ وأعجز عن سناه

بقلب البيد أفكاري تهاوي

نمط القلطة

تشير كلمة “قلطة” إلى الحوار، ويتطلب هذا النمط وجود شاعرين يستعرضان أشعارهما في حوار شعري ارتجالي.

نمط الرجد

يستخدم هذا النمط الوزن “فاعل فاعل فاعل فا”، وقد تم حذف (فا) لغرض التخفيف، ويقابله في البحور العمودية النمط المتدارك.

مثال من الشعر:

صلوا يا هالمسلمين

على النبي المختار

الأنماط المبتكرة في الشعر النبطي

تشمل هذه الأنماط تلك التي ابتكرها الشعراء وأصبح لها مكانة في الشعر النبطي.

النمط المسحوب

يُطلق عليه هذا الاسم لأن المغني يسحب أنفاسه طويلاً مع قوس الربابة، ويتميز بوجود قافيتين لا يجوز تقاطعهما. يشكل هذا النمط 80% من الشعر النبطي المكتوب، حيث يستطيع الناس غنائه بسهولة دون حاجة لتعديل الألفاظ.

مثال من الشعر:

يا ليل دانة لدانة

أشكي ولا من يجيب

إن كان هذا جزانا

الله يجازي الحبيب

النمط الهجيني

يتميز هذا النمط بشطره الأول الذي يمتاز بشيء من الطول بينما الثاني أقصر، ويقابله في الشعر العمودي النمط السريع والبحر البسيط.

مثال من الشعر:

البارحة في عتيم الليل ناحت حمامة

بالصوت مترنمة

صاحت بصوتٍ لها من فوق راس العدامة

محدٍ لها فاهم

هو الله لولا الحيا، وأزرى وأخاف الملامة

لأحبه من مبسمه

نمط الفنون

أسّس هذا النمط الشاعر ابن لعبون، الذي عبر بأشعاره عن هموم الناس كما لو كانت مرآة للصورة الحقيقية. يتمكن الشاعر من التعبير عن الفنون التي بداخله من خلال هذا النمط.

مثال من الشعر:

ليلي غرب

وفيه نجمي تولى

وعند القمر

أنا قاعد اتسلى

أفكر بالولف

والولف ما تدلى

إن ينصف القلب

ينصفه بسبعين علة وعلة

نمط العرضة

يشبه شعر المحاورة، وهو تحدٍ بين شاعرين يتبادلان الأبيات بنفس الوزن والقافية. اشتهر هذا النمط في بلاد الشام وخاصة فلسطين.

مثال من شعر علي ابن زايد الجهلاني:

إنّه يقول ابن زايد يا عمى قلبي

وأقول يعميك ربي يا من أعمانين

نسيت عهد المودة بيننا بينا عشمت

روحي وصار القلب غيبوني

ويقوم سعد بن مرعي الحارثي بالرد:

يا بو سفر شفت هذا الوقت متقلبي

مرد يجيني عسر ومراد نعماني

يا زين طلع الفواكه بين نابينا

وأنا أعرف البادية واللي تغيبوني

النمط السامري

سُمّي بهذا الاسم لأنه يرتبط بالسهر، حيث يقوم الشاعر بمسامرة أشعاره في لياليه الطويلة.

مثال من شعر الشاعر خالد الفيصل:

طال السفر والمنتظر ملّ صبره

والشوق يا محبوب في ناظري شاب

ردّ النظر خليت بالكف جمره

“سعيرها في داخل القلب شبّاب

النمط الزهيري

يرتبط اسم هذا النمط بالملا جادر الزهيري، ويتميز بالكثافة والإيقاع بفضل القافية، وعادة ما يُسمى أيضًا الموال.

مثال من الشعر:

سودة عيونك رمت أهل المحبة عام

وأهويت شخصك أصيل الأب خال وعام

وإن غبت عن ناظري ساعة تعادل عام

يا من معانيك تحلالي بزمان وعصر

وجهك ضوى كالبدر والشمس ظهر وعصر

::الورد في وجنتك شهد المباسم عصر

Scroll to Top