إن الذي يترك صلاة الجمعة يُعد آثماً بارتكاب هذا الفعل، حيث أن من يقصد ترك صلاة الجمعة ويبيت النية لذلك يُعد من الفاعلين لقبيح الأفعال.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن من يُساهل في شأن صلاة الجمعة يُعتبر من المنافقين. وفي متابعتنا لمقالتنا اليوم، سنتناول تفاصيل حكم تارك صلاة الجمعة.
حكم صلاة الجمعة
- يجدر بنا معرفة أن العديد من علماء الدين والفقهاء يتفقون على أن صلاة الجمعة واجبة.
- فوجوبها مذكور في القرآن والسنة.
- الدليل على ذلك هو قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ).
- مثل هذا القول يعكس أهمية أداء صلاة الجمعة، حيث إن الله تعالى لا يأمر المسلمين بالسعي لشيء إلا إذا كان واجباً.
- كذلك، فإن صلاة الجمعة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل ويعيش في البلد.
- يجب التوضيح أن صلاة الجمعة تختلف عن صلاة الظهر.
- فمن لم تجب عليه مثل النساء، لا يمكنه أن يجعل مشاركته في صلاة الظهر كافية لصلاة الجمعة.
أعذار ترك الجمعة
هناك أعذار عديدة قد تُبَرر ترك صلاة الجمعة، بشرط أن لا تكون عن قصد. ومن هذه الأعذار:
- المطر، فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحُديبية: (عَن والِدِ أبي المليحِ أنَّهُ شَهِدَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زمنَ الحُدَيْبيةِ في يومِ جُمُعةٍ وأصابَهُم مَطرٌ لم تبتلَّ أسفَلُ نعالِهِم فأمرَهُم أن يصلُّوا في رِحالِهِم).
- ليس من الواجب على الأطفال أو النساء أو غير المسلمين أو الصبيان أداؤها.
- حيث ورد عن النبي: (تجِبُ الجُمعةُ على كلِّ مُسلِمٍ؛ إلَّا امرأةً أوْ صبِيًّا أو مملُوكًا).
- يجوز للمسافر ترك صلاة الجمعة.
- الخوف بسبب شخص ظالم، فهو أحد شروط وجوب صلاة الجمعة.
- لذا إذا كان الشخص يشعر بعدم الأمان، يجوز له ترك صلاة الجمعة.
- الأفراد الذين لا يتمكنون من أداء الفريضة بسبب المرض.
- الدليل على ذلك هو قول النبي: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعةٌ: عبدٌ أو امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ).
- قد يكون من المباح ترك صلاة الجمعة للأشخاص المشغولين بأمور ضرورية مرتبطة بأمن البلد أو مصلحته.
حكم تارك صلاة الجمعة
- أكدت لجنة الفتوى في الأزهر الشريف على أن صلاة الجمعة فريضة على كل مسلم بالغ عاقل قادر.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ».
- كما أكد الإمام مالك على أن من يتعمد ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات، تُقبل شهادته.
- وهذا دليل على مكانة صلاة الجمعة وعظمة فرضها، وأن من يهملها يعرض نفسه لذنوب كبيرة.
- إذا ترك الشخص الجمعة وهو نائم، فلا حرج عليه في ذلك.
- لأن النائم مُعفى حتى يستيقظ، لكن إذا كانت تلك عادته في النوم متأخراً، فهو آثم.
كفارة ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية
- يجب على الشخص الذي ترك صلاة الجمعة لأكثر من ثلاث مرات أن يتفكر في تصرفاته ويبتعد عن ذلك.
- لا يوجد كفارة محددة، لكن عليه التوبة والاستغفار والإصرار على أداء الصلاة في جماعة.
حكم ترك صلاة الجمعة للمسافر
- أفاد العديد من الفقهاء أن أداء صلاة الجمعة واجب على المقيمين.
- لكن يُسمح للمسافر بتركها.
- يمكنه أن يصلي الظهر بدلاً منها أو ينهى صلاة الجمع مع المصلين.
- حيث يمكنه أداء ركعتين مع المصلين، كما أفاد الفقهاء الشافعية.
كفارة من ترك صلاة الجمعة
- كفارة لمن ترك صلاة الجمعة تكمن في التوبة والاعتراف بخطأه.
- كما ينبغي عليه قراءة القرآن والاستغفار.
- وعليه أن يحرص على أداء الصلاة في الجماعة.
- لأن الله سبحانه وتعالى يقول: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197].
شروط صحة صلاة الجمعة
توجد شروط عديدة يجب توافرها لصحة صلاة الجمعة، منها:
- يجب أن يكون الشخص مسلمًا، فالصلاة لا تصح من الكافر.
- يجب أن يكون عاقلًا؛ فقد رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق.
- غير العاقل لا يُعتبر مُلزمًا بأداء الصلاة.
- تجب الجمعة على الرجال، فلا يلزم النساء بأداء الصلاة في المساجد.
- يُفضل أن تُصلي النساء في البيت.
- يجب أن يكون الشخص بالغًا.
- لابد أن يكون حرًا، فلا تُعتبر صلاة العبد صحيحة.
- يُشير العبد إلى الشخص المملوك الذي لا يجب عليه صلاة الجمعة.
- يجب أن يكون الشخص مقيمًا.
- يجب أن يكون قادرًا على أداء صلاة الجمعة.
- فالمريض أو الأعمى الذي يحتاج لمساعدة لن يكون مُلزمًا بأدائها.
- الشخص ذو الرائحة الكريهة لا تصحّ صلاته.
- يجب عليه إزالة الرائحة قبل الدخول إلى المسجد.
كيف تُصلى الجمعة
- تتكون صلاة الجمعة من ركعتين، حيث يُقرأ فيهما القرآن جهراً.
- من المستحب قراءة سورة الجمعة بعد الفاتحة أو سورة الأعلى.
- في الركعة الثانية، يُقرأ الفاتحة ثم سورة المنافقون أو سورة الغاشية.
- وبعد الانتهاء من الركعتين، يُسلّم المصلّي، وهكذا تنتهي صلاة الجمعة.
التحذير من ترك صلاة الجمعة لمن وجبت عليه
- قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا مَرِيضٌ أَوْ مُسَافِرٌ أَوِ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيُّ أَوْ مَمْلُوكٌ، فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللَّهُ عَنْهُ.
- وتحدث الرسول أيضًا: لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ.
- كما قال: مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ.
حكم صلاة الجمعة في البيت
- صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ مقيم بصحة جيدة، وينبغي أن تُؤدى في المسجد جماعةً، ولا تجوز في البيت، حتى مع وجود عذر. في هذه الحالة، يُمكن أن يُصلي صلاة الظهر بدلاً منها.
- تجب صلاة الجمعة على من تتوفر فيه الشروط الشرعية مثل الذكورة، البلوغ، العقل، والإقامة في المكان الذي تُقام فيه الجمعة.