الدين الإسلامي
يعرف الإسلام في السياق الشرعي بمعنيين رئيسيين، الأول هو الاستسلام الكلي لجميع مخلوقات الله لأوامره القدرية والكونية، ويتضمن ذلك المؤمنين، والكافرين، والعصاة، والمطيعين، بل جميع الكائنات. وهذا المعنى لا يترتب عليه ثواب أو عقاب. أما المعنى الثاني، فيشير إلى الاستسلام والانقياد لأوامر الله -عز وجل- الشرعية، والذي ينقسم إلى نوعين: الإسلام العام، وهو الديانة التي أتى بها جميع أنبياء الله تعالى، والإسلام الخاص، والمتمثل بما أنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. وقد جاء الإسلام بعد بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما أُرسل به، محدثاً نسخاً لجميع الأديان التي سبقته. وبالتالي، يصبح من يتبعه مسلماً، ومن لا يتبعه غير مسلم. ولما كان الإسلام عبادة موجهة لله تعالى وفق ما شرعه، فإنه يشمل الدين بحذافيره من عقيدة وعملاً وقولاً. وعندما يُقرن الإسلام بالإيمان، فإنه يشمل الأعمال الظاهرة للإنسان، من أقوال وأفعال، بينما تكون العقيدة وأعمال القلوب هي الإيمان.
أركان الإسلام
تستند الشريعة الإسلامية على خمسة أركان رئيسية، وقد أوضحها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه المباركة. وفيما يلي توضيح لهذه الأركان:
- ركن الشهادتين؛ وهو إيمان الإنسان بأن الله تعالى هو الخالق المدبر لهذا الكون وحده، بلا شريك، وهو المستحق الوحيد للعبادة، ويجب أن يُعترف بكل الأسماء الحسنى والصفات العليا التي أثبتها لنفسه أو التي ذكرها نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم. كذلك، ينبغي على الإنسان أن يُؤمن بأن الله قد أرسل محمدًا وأنزل عليه القرآن الكريم ليُبلغ رسالة الدين إلى جميع الناس.
- ركن الصلاة؛ ويتعلق باقتناع المسلم بأن الله فرض خمس صلوات يوميًا، يُؤديها في طهارة، ويقف بين يدي الله سبحانه خاشعًا، متذللاً، وديعًا، مُشكرًا على نعمه، ومناجيًا له بفضله ومغفرته.
- ركن الزكاة؛ والتي تُعتبر واجبة على كل مسلم يمتلك النصاب وحال عليه الحول، تُؤخذ من الأغنياء وتُعطى للفقراء.
- ركن الصيام؛ ويشير إلى صيام شهر رمضان المبارك، الذي أوجبه الله على المسلمين، حيث يمتنعون عن المفطرات من الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بنية الصيام.
- ركن الحج؛ إذ أوجب الله تعالى على كل مسلم بالغ وعاقل وقادر أن يزور البيت الحرام، ويطوف حوله، ويؤدي مناسك الحج كما وردت في السنة النبوية.
محاسن شريعة الإسلام
تتميز شريعة الإسلام بمجموعة من المحاسن الفريدة، ومنها:
- الكمال؛ لأن مصدرها هو الله تعالى.
- تعزيز المنافع؛ حيث تبيح كل ما في الأرض وتستخدم جميع الطاقات لخدمة الإنسان.
- دفع المضار؛ فقد حمت هذه الشريعة الضروريات الخمسة التي لا يمكن أن تستقر الحياة بدونها، وهي الدين، النفس، العقل، العرض، والمال.
- تماسكها على قيم الأخلاق الحميدة.
- التوازن في منهج القضاء، والذي يتناول القاضي، والمدعى عليه، وموضوع الدعوى، والمتقاضين، ويضمن سير القضاء باهتمام.