كيف أثرت الفلسفة البراجماتية على التعليم في العالم العربي

أثر الفلسفة البراجماتية على التعليم في العالم العربي

تعتبر الفلسفة البراجماتية من أبرز الاتجاهات الفلسفية التي ظهرت في القرن العشرين، حيث تشكلت في ظل تطور النظام الرأسمالي العالمي. ترجع جذور هذه الفلسفة إلى الفيلسوف تشارلز ساندرز بيرس، وتشتق كلمة براجماتية من اللغة اليونانية، حيث تعني “العمل” أو “التطبيق”. وفقًا للتيار البراجماتي، فإن الفكرة لا تُعتبر صحيحة إلا إذا كانت مفيدة وقابلة للتطبيق، وهو ما أدى إلى تأثيرات ملحوظة للفلسفة البراجماتية على معرفتنا وبناء التعليم في القرن العشرين. كما عُرفت تلك التأثيرات بوضوح في الفكر العربي الحديث.

فلسفة التربية البراجماتية كما طرحها جون ديوي

أبرز النقاط المتعلقة بفكر جون ديوي تشمل:

  • يُعتبر جون ديوي من أبرز الفلاسفة البراجماتيين، حيث أكد على أهمية العلاقة بين التقدم العلمي والتكنولوجي. ساهم هذا في تحويل الولايات المتحدة الأمريكية إلى وجهة جاذبة للعقول، وهو ما أدى إلى هجرة الكفاءات من دول أخرى إليها. إذ نظر ديوي إلى الفلسفة كأداة تنظيمية تساهم في تقييم قيم المجتمع وتقديم قيم تتناسب مع حياة الأفراد.
  • تشير أفكار ديوي إلى أن الفلسفة ليست مجموعة من النظريات الثابتة، بل إن الحقيقة، بحسب وليم جيمس، تتطور مع الزمن استنادًا إلى التغيرات المجتمعية. كما اعتبر ديوي الفلسفة “أم العلوم”، مما دفع التربويين إلى البحث عن سبل لتحقيق مجتمع عادل وآمن حيث يعيش الأفراد بسعادة كاملة. بالنسبة لديوي، فإن التربية تمثل ساحة لإعادة إنتاج المبادئ التي تؤثر على سلوك الأفراد، لذا دعا إلى أهمية دور الفلسفة في ذلك.
  • شدد ديوي على ضرورة عدم حصر الفلسفة في التأملات بعيدة المدى، بل ينبغي أن تكون ممارسة عملية تتضمن نشاطًا فعليًا. وقد أوضح قائلاً: “تلعب الفلسفة دورًا تربويًا يتجلّى في بناء الإنسان شخصيًا ونقديًا”، داعيًا لنقد الواقع ورفض ما هو قائم والنظر إلى قيم جديدة تلبي احتياجات الأفراد. ورغم الانتقادات التي وُجهت للبراجماتيين في سياق التربية، مثل صعوبة تقييم نتائج الأفكار بدقة، أصروا على أن التجربة هي الحكم النهائي لقيمة الفكرة وفائدتها.
  • خلُص البراجماتيون إلى أن ما يصلح لفرد قد لا يصلح لآخر، مؤكدين على ضرورة أن يكون المنفعة جماعية لأقصى حد.

أثر فلسفة التربية البراجماتية على العلوم التربوية في العالم العربي

تتضمن أبرز النقاط عن تأثير الفلسفة البراجماتية في الوطن العربي ما يلي:

  • يؤمن ديوي بأن القيم الأخلاقية تنبثق من التجارب الإنسانية، حيث يعتمد الضمير الإنساني على التفاعل مع الظروف المحيطة. لذا، يعتبر القيم بمثابة أخلاق اجتماعية تأتي من التجارب الإنسانية وليس من تصورات قبلية. يظهر هذا النقد واضحًا عند البراجماتييين لوجود مقولات قبلية كمصادر للمعرفة.
  • تشدد الفلسفة البراجماتية على ضرورة توفير بيئة ديمقراطية في التعليم، تقوم على الحوار واحترام الآراء المتنوعة. من خلال ذلك، يتمكن الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة لتطوير تعلمهم، والتوجيه الذاتي والابتكار.
  • من بين المفكرين العرب الذين تأثروا بفلسفة ديوي التربوية، يبرز المفكر المصري إسماعيل قباني الذي أكد في دراساته على أهمية تنمية استعدادات الطلاب مع مراعاة التوجيه الاجتماعي.
  • أظهرت بعض الدراسات في الدول العربية أن المعلمين تأثروا بشكل ملحوظ بالفلسفة البراجماتية، حيث تبين أن أكثر من 44% من الأكاديميين يتبنون هذه المبادئ. من أبرز المجالات التي تشهد تأثير البراجماتية في التعليم بالمجتمعات العربية تشمل:
    • أهداف التعليم.
    • المناهج الدراسية.
    • التعامل مع المحتوى الدراسي.
    • فهم طبيعة الطالب.
    • إدراك تفكير التلاميذ كمجموعة تعليمية.
    • أدوار المعلم.
    • الكفاءات التعليمية للمعلمين.
    • أساليب التقييم التربوي.
Scroll to Top