حديث حول أهمية القراءة والمطالعة

إن الحديث عن القراءة والمطالعة يبرز أهميتها الكبيرة في حياتنا اليومية، حيث تشكل القراءة أحد الركائز الأساسية التي ساهمت في تطور الحضارات. منذ العصور القديمة، جُبلت المجتمعات على القراءة والكتابة، ولهذا فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى فضل القراءة، وسنسلط الضوء في هذا المقال على بعضها.

مقدمة حول أهمية القراءة

تعتبر القراءة مهارة مكتسبة يتعلمها الفرد وتساعده في تشكيل شخصيته وتحقيق النجاح الذاتي. وتعتبر القراءة، كما توصف، غذاءً للروح والعقل والفكر، حيث تسهم في توسيع آفاق الفهم لدى الإنسان وتعمق رؤيته للحياة.

الأحاديث النبوية حول القراءة والمطالعة

تناولت الكتب السماوية والسنة النبوية أهمية القراءة، مثلما ورد في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) {العلق: 1-5}.

وفي السنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ” (رواه البخاري، رقم 5027).

أحاديث شريفة حول فضل قراءة القرآن الكريم

تُعتبر قراءة القرآن الكريم من أفضل صور القراءة حيث تمنح القارئ أجرًا عظيمًا. وقد جاء العديد من الأحاديث النبوية التي تبرز فضل قراءة القرآن، منها:

  • عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” (رواه مسلم).
  • عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلّمه” (رواه البخاري).
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبَيْتِ الخَرِبِ” (رواه الترمذي).
  • عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفًا من كتاب الله فلهُ حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، بل ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف” (رواه الترمذي).

مقام القراءة في الإسلام

  • احتلت القراءة منزلة مرموقة في الإسلام منذ بدء الوحي، إذ أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة أولى الآيات في غار حراء، مما يدل على أهمية هذه الفريضة.
  • وفي السيرة النبوية، يُروى أنه بعد غزوة بدر، كان من شروط النبي صلى الله عليه وسلم لإطلاق أسرى المشركين هو تعليم عشرة من المسلمين القراءة، مما يدل على اعتزازه بهذه المهارة.
  • كان أصحاب النبي، الذين يمتلكون مهارات القراءة والكتابة، يتمتعون بمكانة خاصة، إذ كان بعضهم من كتّاب الوحي ويكتب الرسائل.
  • كما كانت المكاتب في فترات انتشار الإسلام، مثل مكتبة بغداد وقرطبة، تكتسب أهمية كبيرة في الحفاظ على المعرفة.

أبيات شعرية عن القراءة

كثرت الأشعار التي تشيد بالقراءة ومن ضمنها:

  • شعر عن القراءة: “أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافيا إلا الكتابا…”
  • “كلما أخلقته جددني وكساني من حلى الفضل ثيابًا…”
  • “إن يجدني يتحدث أو يجد مللا…”
  • “غالِ بالتاريخِ وَاِجعَل صُحفَهُ…”
  • “تَلقَ لِلتاريخِ وَزنًا وَحِسابا…”

فوائد القراءة

للقراءة فوائد عديدة تشمل:

  • تعزيز الروابط العصبية التي تؤدي إلى تحسين القدرات العقلية.
  • التحفيز على التفكير، التخيل، والتحليل أثناء القراءة.
  • تنمية القدرات الإبداعية من خلال التفاعل مع النصوص.
  • تحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
  • فتح آفاق التعرف على ثقافات ومجالات معرفية جديدة.
  • توسيع المدارك وتعليم المواضيع المتنوعة.
  • تقوية الشخصية من خلال إثراء النقاشات.
  • تخفيف المشاعر السلبية والقلق.

حكم وأقوال حول القراءة

  • “الكتاب وعاء مليء علمًا، ونعم الجليس والنزهة…”
  • “الذي لا يقرأ لا يرى الحياة بشكل جيد…”
  • “المجد الحقيقي أن تكتب سطراً في كتاب يقرأه أحفادك.”
  • “العلم هو الكتاب لا الذي يلقيه.”
  • “الكتاب الجيد يحرر الإنسان الذي يقرأه.”
Scroll to Top