لم يترك الدين الإسلامي الحنيف جانباً إلا وتناوله بالنقاش، بما في ذلك الموضوعات الحساسة. من هذه الموضوعات التي تناولها بصفة مفصلة هي الأمور المتعلقة بالجماع وما هو جائز وما هو محظور في العلاقة الزوجية.
تناول العديد من الأئمة موضوع لعق الفرج، ومنهم ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله. في هذا المقال، سنستعرض حكم لعق الفرج وفقاً لما ذكره ابن عثيمين، فابقوا معنا.
حكم لعق الفرج عند ابن عثيمين
- تساؤلات كثيرة تدور حول الأحكام الشرعية التي يود المسلمون معرفتها، خاصة أولئك الذين رزقهم الله القدر على الزواج، بهدف تجنب المحظورات.
- يسعى المسلمون لمعرفة ما أحله الله وما حرمه في العلاقة الزوجية المباركة، التي منحها الله للمتزوجين لتجنب الكبائر وغضب الله.
- لدى العلماء آراء متعددة حول موضوع الجماع، بما في ذلك لعق الفرج.
- يقول ابن عثيمين رحمه الله إنه يجوز لعق فرج المرأة ولكنه يستلزم توافر عدة شروط.
- الإسلام أباح الزواج كوسيلة للتكاثر وإشباع رغبات المسلمين وفق ما أباحه الله.
- كما شجع الإسلام على الزواج، خاصة إذا كان المسلم يمتلك القدرة المالية والصحية لتحقيق ذلك.
- التكاثر هو أحد أسس الزواج، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- (تناكحوا تناسلوا فإني مباهي بكم الأمم يوم القيامة).
- بمجرد توافر شروط الزواج، فإنه لا مانع من العلاقة الزوجية.
- الإسلام يكفل حقوق المتزوجين في الاستمتاع بجسد كل منهما، فكل من الزوج والزوجة له الحق في الاستمتاع بجسد الآخر.
- هذا النوع من العلاقات حلال ومبارك، فهي ترضي الله سبحانه وتعالى، وتؤجر عليها الأطراف المعنية.
- أما فيما يتعلق بعق الفرج، فلا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يحرمه.
للمزيد من المعلومات:
مواضع التحريم في الجماع
- على الرغم من الإباحة لعق فرج الزوجة، إلا أن الله حرم موضعين هما مجامعة المرأة من الدبر ومجامعتها أثناء الحيض.
- قال الله تعالى:
- (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
- كذلك يوجد تحذير مباشر في القرآن الكريم بخصوص هذين الأمرين، حيث يعاقب المؤمن عليهما في الآخرة.
- فقد حرم الله سبحانه وتعالى جماع المرأة من الدبر، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ملعون من أتى امرأة في دبرها)، رواه أبو داود.
- وقال أيضاً:
- (لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلاً أو امرأة في دبرها)، رواه الترمذي والنسائي.
- لكن لا يوجد أي ذكر لعق الفرج في القرآن كتحريم بين الزوجين، مما يعني أنه لا حرج في ذلك.
- قال الله سبحانه وتعالى:
- (نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أن شئتم).
- أيضاً، ورد في الكتاب الكريم:
- (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، مما يوحي بأن العلاقة بين الزوجين تعزز التماثل وستر بعضهما البعض.
- يسعى الزوجان إلى إرضاء الله دون ارتكاب ما يحظره الشرع.
- لذا، لا يعد لعق الفرج مخالفاً للشريعة الإسلامية، ولكن من السوداوية الابتعاد عن هذه الأفعال من الناحية الأخلاقية والفطرية.
- لأن منطقة العفة تعتبر موضع نجاسة وتحوي العديد من الطفيليات والبكتيريا التي تُضر بالصحة.
- لذا، يُفضل تجنب ذلك من منظور النظافة والفطرة السليمة. ورغم ذلك، لا يوجد ما يحرم ذلك من الناحية الشرعية.
أسباب التحريم علمياً
- لم يتوصل العلماء إلى أسباب التحريم المذكورة في القرآن الكريم منذ آلاف السنين إلا بعد أبحاث دقيقة.
- كشفت الدراسات أن مجامعة الزوجة من الدبر تسبب العقم للرجل، بالإضافة إلى مشاكل للمرأة مثل الثآليل والبواسير.
- بعد أيضاً، تفشي الأمراض، مثل الإيدز والفيروسات الكبدية، ويُعتبر ذلك خرقاً للصحة العامة.
- أما التحريم الثاني فهو مجامعة الزوجة خلال حيضها، والتفسير العلمي لذلك أن هذا الأمر قد يؤدي إلى سرطان عنق الرحم.
الكراهة لعق الفرج
- مع أن لعق فرج المرأة جائز وفق الشريعة الإسلامية، إلا أن بعض العلماء قد اعتبروا ذلك غير مستحب.
- استندوا في ذلك إلى أدلة طبية وعقلية.
- لم يرد ما يُثبت كراهة ذلك في القرآن أو السنة، لكن الفتوى جاءت من قبل عدد من العلماء.
- الرأي الطبي ينضوي تحت عدة أسباب، منها أن اللسان يُستخدم في عبادة الله، ويجب ألا يُستعمل في موضع النجاسة.
- أيضًا، قد تكون هناك مضاعفات صحية نتيجة لذلك، حيث يتم الخلط بين السوائل الناتجة عن الجماع، والتي قد تُسبب الأمراض.
- ولذلك، يأتي هذا الرأي بناءً على مخاوف صحية وسلوكيات لا تتماشى مع الفطرة السليمة.
- الأخلاق والدين يدعوان إلى الحياء والنظافة، وهما من العلامات العديدة للإيمان.