سنتناول معًا سيرة حياة حاطب بن أبي بلتعة، موضحين تفاصيل تحوله إلى الإسلام وما جرى له قبل وبعد فتح مكة.
حاطب بن أبي بلتعة
في هذه الفقرة، سنستعرض بعض المعلومات الأساسية حول حاطب بن أبي بلتعة، منها اسمه وتاريخ ميلاده ووفاته، بالإضافة إلى بعض التفاصيل الأخرى:
- حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن عمير بن سلمة اللخمي (رضي الله عنه).
- وكنيته إما أبو محمد أو أبو عبد الله، وُلد سنة 35 قبل الهجرة وتوفي سنة 30 هجريًا.
- يُعتبر من الصحابة الذين شاركوا في غزوة بدر، وهو ما يُعد شرفًا عظيمًا لأي مسلم شهد تلك الغزوة.
- ساهمت غزوة بدر في نشر الإسلام بشكل أوسع.
- هاجر إلى يثرب بعد إسلامه، مصطحبًا سعد بن خولي مولاه في تلك الرحلة.
- استقبله المنذر بن محمد بن عقبة وأقام عنده.
- قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة بينه وبين “رُحَيْلَةُ بن ثعلبة بن خالد الأنصاري”.
- كما كان من رواة الحديث النبوي، ورواه عنه ابناه يحيى وعبد الرحمن وعروة بن الزبير.
الغزوات التي شارك فيها حاطب بن أبي بلتعة
شارك حاطب في معظم غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنتعرف على بعضها فيما يلي:
- كان من أبرز الرماة في الجيش الإسلامي، وشارك في جميع الغزوات، بما في ذلك غزوة بدر التي منحت فخرًا عظيمًا لكل المشاركين.
- وشارك أيضًا في صلح الحديبية وفتح مكة المكرمة وغيرها من الغزوات.
- بعث كرسول من قبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم برسالة دعوة للإسلام إلى المقوقس عظيم مصر.
- تم ذلك في عام 6 هجريًا، حيث سلم حاطب الرسالة إلى المقوقس، وأعجب بكلمات حاطب عن الإسلام.
- عاد حاطب ومعه هدايا من المقوقس، وهي السيدة مارية القبطية وأختها سيرين.
صفات حاطب وسيرته قبل دخول الإسلام
سنستعرض بعض الصفات الجسدية والمهنية لحاطب بن أبي بلتعة، كما يلي:
- تميز حاطب بجسم معتدل، ليس سمينًا ولا رفيعًا، وله لحية خفيفة.
- لم يكن طويل القامة، وإنما كان مائلًا إلى القصر، مع أصابع غليظة.
- كان حاطب في الجاهلية من حلفاء بني أسد بن عبد العزى، ويدعى بأنه كان مولى لعبيد بن حميد بن زهير بن الحارث.
- عمل في تجارة الطعام، وكان من الأغنياء، حيث كان يمتلك عدد من العبيد.
يمكنكم اكتشاف المزيد عن:
قصة حاطب بن أبي بلتعة في فتح مكة
تعتبر قصة حاطب من القصص الشهيرة في تاريخ الإسلام وسنستعرض أحداثها أدناه:
- أرسل حاطب امرأة برسالة إلى قريش ليبلغهم بخطط النبي صلى الله عليه وسلم للقدوم إلى مكة.
- لم يكن هذا الفعل خيانةً، بل كان هدفه حماية أهله الذين ما زالوا في مكة.
- فقد كان وضعه مختلفًا عن المهاجرين الآخرين الذين كان لديهم أقارب تدافع عنهم.
- عندما علم النبي بما حدث، أرسل علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما لاستعادة الرسالة من المرأة.
- عندما أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تنفيذ عقوبة الإعدام بحاطب، أوقفه الرسول وعفا عنه إكرامًا لما قدمه في غزوة بدر.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “هذ القصة مما اتفق أهل العلم على صحتها، وهي معروفة بين علماء التفسير والحديث والمغازي والكثيرون غيرهم.”
الدليل على القصة من القرآن والحديث
- قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لعلي والزبير: “انطلِقا حتى تَدركا امرأةً مَعَها كتاب، فأتيا بيه.” فلقيَاها وطلبَا الكتاب.
- وأخبَرَاهَا أنهما لن ينصرفا حتى يُخرِجا كل ثوبٍ عن نفسها، فقالت: أليسَتما مُسلِمَيْن؟.
- فقالا: بلى، ولكنَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنا أنَّ معك كِتابًا، فأخرجتْ الكتاب.
- دعا الرسول حاطبًا وقرأ الكتاب، فاعترف وقال: ما الذي حملك؟.
- أجاب بأنه كان لديه أقارب وولد في مكة، وكان غريبًا في المدينة مع قريش. فقال عمر: ائذن لي يا رسول الله في قتله، فقال: لا إنه شهد بدرًا، وإنك لا تدري لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم.”
- كما أنزل الله في هذه الحادثة الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ” (الممتحنة:1).
وفاة حاطب بن أبي بلتعة
في هذه الفقرة، سنتناول تفاصيل وفاة حاطب بن أبي بلتعة، موضحين عمره عند الوفاة وما تركه خلفه:
- توفي حاطب بن أبي بلتعة عام 30 هجريًا في المدينة المنورة.
- صلى عليه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي يُعرف بذي النورين.
- تر留下 حاطب إرثًا لأبنائه الذي شمل عقارًا وأربعة آلاف درهم ودينار.