يتناول هذا المقال حكم خيانة الزوج لزوجته عبر الهاتف وفقًا لفتاوى الشيخ ابن عثيمين، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الزوج الخائن.
حكم خيانة الزوج لزوجته عبر الهاتف من الناحية الشرعية
- تُعتبر الخيانة الزوجية بجميع أشكالها محرمّة من منظور الدين الإسلامي، حيث تتضمن العديد من الآيات القرآنية تحذيرات من الخيانة بشكل عام.
- قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [سورة الحج: 38].
- كما ورد في قوله: “وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يُخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا” [سورة النساء: 107].
- يُصف الزواج بأنه ميثاق قوي، ولذلك فإن الخيانة بأي شكل تُحرّم لما لها من تأثيرات سلبية على النواحي الاجتماعية والأخلاقية.
- هناك أنواع متعددة من الخيانة، ولكن ليس جميعها تُعتبر محرّمة دينياً، كما أن القانون يحدد عقوبات مختلفة بناءً على نوع الخيانة.
- مثلًا، فإن إخفاء بعض الأمور أو القيام بتصرف دون علم الطرف الآخر يُعتبره البعض خيانة، لكنه لا يعتبر محرمًا شرعًا بل مكروه.
- أقبح أنواع الخيانة هو الزنا، والذي حرمه الله ونبّه على جميع الأمور التي قد تؤدي إليه، بما في ذلك الحديث والنظر والقرب.
- قال الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [سورة الإسراء: 32].
- النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيضًا نهى عن الخيانة بكافة أشكالها، سواء كانت زوجية أو غيرها، كما ورد في الحديث الشريف.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ” اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة ”.
- لذا، يُعتبر حديث الزوج عبر الهاتف خيانة لزوجته ومحظورًا لما له من آثار غير محمودة، بما في ذلك إمكانية حدوث الزنا.
رأي ابن عثيمين في خيانة الزوج لزوجته عبر الهاتف
- يرى ابن عثيمين أن الفضل في الله كبير على الزوجة التي تصبر وترتكن إلى الله دون التقصير تجاه زوجها.
- ويشدد على أن حكم خيانة الزوج لزوجته عبر الهاتف يجب أن يستند إلى أدلة موثوقة لتجنب إصدار حكم ظالم لأي من الطرفين.
- كما يرى ابن عثيمين أنه يجب عدم منح الشيطان فرصة للتأثير على أحد الزوجين.
- وينصح بعدم إنهاء الزوجة لعلاقتها الزوجية بل بالصبر والاحتساب.
الحكم القانوني لخيانة الزوج لزوجته عبر الهاتف
- تختلف الأحكام القانونية في مصر عن الفتاوى الشرعية المتعلقة بخيانة الزوج لزوجته عبر الهاتف، حيث تُعاقب خيانة التواصل عن بُعد بشكل مختلف عن العقوبة المُقرّرة للزنا.
- إذا ثبت أن الزوج والطرف الآخر يتواصلان بصفة مستمرة، وكان ذلك موثّقًا بسجلات المحادثات والرسائل بينهما، فإن العقوبة تكون الحبس لمدة سنتين وفقًا للمادة رقم 276، وتُعتبر المحادثات دليلاً على حدوث الخيانة.
- وتكون المحادثات الهاتفية بمثابة دليل على الخيانة إذا أدت إلى علاقة زنا.
- بموجب القانون، لا تُعتبر المحادثات الهاتفية جريمةً في حد ذاتها، ولكن إذا استمر التواصل وتطور إلى زنا، تُطبق العقوبة.
- تُطبق هذه العقوبة فقط على المتزوجين، حيث تعتبر الخيانة فاحشة فقط في حالة عدم الزواج.
يمكنكم معرفة المزيد عن:
أثر خيانة الزوج على الزوجة
- تعد خيانة الزوج أحد أكثر الأمور التي تلحق ضررًا كبيرًا بالزوجة، خاصة إذا كانت الزوجة غير مقصّرة في واجباتها تجاه زوجها وبيتها.
- إذا كان الزوج يشعر بعدم الرضا عن شريكة حياته، ينبغي عليه مناقشتها والعمل معًا على إصلاح العلاقة بدلاً من الخيانة.
- أما إذا كانت الزوجة تمتاز بسوء الطباع أو الأخلاق بحيث يصبح العيش معها صعبًا، فعليه اتباع توجيهات الله تعالى.
- قال تعالى: “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” [سورة البقرة: 229]، أو الزواج بزوجة ثانية أفضل من الخيانة.
- تسهم اختلاف العادات والنشأة بين الزوجين في دفع الزوج نحو الخيانة، بالإضافة إلى البعد عن المعتقدات الدينية والجهل بأحكام الدين.