إن حكم تقبيل اليد في الإسلام يعكس مظاهر الاحترام والتقدير الذي يعبّر عنه الناس تجاه كبار السن. وقد أكد الفقهاء أن تقبيل يد الكبير يُعتبر تعبيرًا عن الاحترام، حيث يحثّ الإسلام على إظهار الاحترام لكبار السن بجميع أشكاله وصوره.
حُكم تقبيل اليد
- هل يُجيز الإسلام تقبيل يد ذوي السن الكبير أو غيرهم كوسيلة لتعبر عن الاحترام، أم ينهى عن ذلك؟
- تُعدّ عادة تقبيل اليد شائعة بين الناس لإظهار الاحترام لشخصيات مهمة مثل الشيوخ أو الآباء. وقد كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يمارسون تقبيل يده بشكل منتظم، حيث يروي أسامة بن شريك رضي الله عنه أنه قال: “قُمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبلنا يده”.
- بناءً على الفقه الإسلامي، يُعتبر تقبيل يد العالم وأولياء الأمور جائزاً، حيث يُمثل دليلاً على المحبة والتقدير الذي يكنه الأبناء لآبائهم.
- ذكر العلامة ابن عابدين في حاشيته أنه “لا بأس بتقبيل يد الرجل العالِم والمتورع على سبيل التبرك”.
- ومع ذلك، فإن الانحناء للفرد يُعتبر مرفوضًا، لأنه يُشبه الخضوع القلبي الذي لا يشعر به سواه الله سبحانه وتعالى، في حين يُعتبر هذا محرمًا ويعكس تشبهًا بالكافرين.
- ينبغي أن تظل ممارسة تقبيل الأيدي ضمن الحدود المشرعة، حتى لا يؤدي ذلك إلى تقديس غير مشروع لأحد.
- يُستحب تقبيل يد الرجل الصالح والعالم، لكن إذا كان الهدف من تقبيل اليد هو التفاخر بالسلطة أو الجاه، فهذا أمر مكروه بشدة. وقد وضع الإسلام حكمًا لكل صغيرة وكبيرة.
- توجد نصوص متباينة حول مسألة تقبيل الأيدي، حيث يُنفّر بعضها من ذلك، مثل قول أحدهم عندما زار هشام بن عبد الملك: “ما قبَّلت العربُ الأيدي إلا هُلُوعًا، ولا قبَّلتْها العَجَمُ إلاَّ خُضُوعًا”. كما يُروى أن رجلًا استأذن المأمون في تقبيل يده.
- بالمقابل، يحمل البعض وجهات نظر تؤيد تقبيل الأيدي، حيث أشار الإمام الغزالي إلى أنه لا يوجد مانع من تقبيل يد العلماء كنوع من التعظيم، مشيرًا إلى أن الصحابة قد قاموا بتقبيل يد الرسول صلى الله عليه وسلم.
شروط تقبيل اليد لتفادي الحُرمة
- يجب ألا يُبالغ في تقبيل يد العلماء أو يُعتبر تقبيلهم نوعًا من التبجيل، إذ إن ذلك لا يُعتبر جيدًا، أما إذا كان الهدف هو الحب والتعظيم، فهو عمل إيجابي لا يوجد فيه إشكال.
- كما حرّم بعض العلماء تقبيل اليد إذا أصبح عادة مستمرة في اللقاءات، بينما لا يُعتبر الأمر بنفس الخطورة إذا حصل بشكل دوري. أما وضع الجبهة على اليد، فيُعتبر محرمًا ويشار إليه بأنه “السجدة الصغرى”، لذا يجب تجنب وضع الجبهة على يد شخص كنوع من السجود.
- يُفضل تجنب تقبيل أيدي الأشخاص الذين لم تُحلل الشريعة تقبيلهم، مثل الأغنياء وأصحاب المناصب.
هل يجب على الزوجة تقبيل يد زوجها؟
ليس من الواجب على الزوجة تقبيل يد زوجها عند استقباله، حيث يدل ذلك على الكبرياء وإهانة الزوجة. كما أنه ليس صحيحًا أن من تقبل يد زوجها مثلما تقبل يد الرسول صلى الله عليه وسلم.
هل يجوز للمرأة تقبيل يد حماها؟
تُعتبر زوجة الابن بمثابة الابنة، مما يجعل تقبيل يد الحما متاحًا كعلامة على الاحترام والمحبة، حيث يُنظر إليه كما لو كان ابنا لها.
تقبيل يد الكبار كعلامة احترام
يحث الإسلام على احترام كبار السن ورعايتهم من خلال القيام بأفعال تعكس ذلك، مثل تقبيل يدهم وعدم الاستهزاء بهم.