تُعتبر مكارم الأخلاق من الأسس الجوهرية للسلوك الإسلامي القويم، حيث تمثل الطريق الأقصر لبناء مجتمع إسلامي سليم يلتزم فيه الصغار باحترام الكبار، ويُولي الكبار عناية بالصغار.
ما هي الأخلاق؟
- تعرف الأخلاق في اللغة بأنها جمع مفردة “خلق”، وهي سمة معنوية يمكن التعبير عنها من خلال الأفعال.
- تمثل مجموعة من السلوكيات التي تميز الشخص، حيث تُعرف بأنها تجلب الخير وتمنع الشر، وتعتمد على مساعدة الآخرين وإخلاص النية.
- أما الأخلاق في المعنى الاصطلاحي، فهي الإرادة التي تحفز الإنسان للاختيار بين الخير والإصلاح.
- يعني ذلك أنها تدفعه نحو الخير إذا كانت أخلاقه حسنة، والعكس صحيح إذا كانت أخلاقه ضعيفة.
- قد يكون الدافع وراء الأخلاق الحميدة دافعًا إنسانيًا نابعًا من إحساس الفرد تجاه الآخرين، أو قد يكون مستنداً إلى الفضائل الربانية، من خلال اتباع التعاليم الإسلامية التي تحث على الأخلاق الفاضلة لنيل رضى الله سبحانه وتعالى.
مقدمة حوار بين شخصين عن الأخلاق
- تُعبر الأخلاق عن الصورة التي نراها في الأفراد، حيث تُستخدم لتقييمهم، في حين لا تُظهر الأعمال الداخلية مثل النوايا أو العبادات.
- تنبع الأخلاق من سلوكيات الأشخاص وطريقة تعاملهم مع الآخرين، وكذلك استجاباتهم في مواقف عديدة.
- تعد الأخلاق مؤشراً اجتماعياً لبقاء الأمم وقوتها في النواحي الاجتماعية.
- كما قال الشاعر: “وإذا أُصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً”، مما يعني أنه حينما تتدهور الأخلاق، يجب أن نتوقع انهيار المجتمع.
- يمكن اكتساب الأخلاق الحميدة من خلال الهداية، وذلك من خلال إخلاص النية لله عز وجل والدعاء، ثم مجاهدة النفس ضد وساوس الشيطان، حتى تصبح الأخلاق عادة متأصلة في الشخصية.
حوار بين شخصين عن الأخلاق: سؤال وجواب
في الفقرات التالية، نقدم حواراً بين شخصين حول موضوع الأخلاق بشكل سؤال وجواب، حيث تدخل المعلمة إلى الفصل.
توضح المعلمة عنوان محاضرة اليوم للطلاب، والتي تدور حول الأخلاق، من خلال طرح سؤال على أحد الطلاب لإجراء الحوار.
تبدأ المعلمة باستقبال الأسئلة وتجيب على كل سؤال بطريقتها الخاصة حتى يتم تناول الموضوع بشكل شامل.
يسأل الطالب المعلمة
- ما أهمية الأخلاق وما الأهداف التي تحققها الأخلاق للفرد؟
تجيب المعلمة
- الأخلاق تمثل الروح التي يكتسبها الإنسان عندما يعتاد على فعل الخير دون تفكير عميق.
- فإن كانت هذه العادة متأصلة منذ الصغر أو تشكلت لاحقاً، فإنها تعتمد على الدوافع الإنسانية أو الربانية.
- من فوائد الأخلاق بالنسبة للفرد هي تقريبه من الله سبحانه وتعالى، حيث إن الأخلاق الحسنة تتبع منهج الله سبحانه وتعالى.
- وبالتالي تساهم في الاقتراب من رضاه وتطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- عندما يتحلى الشخص بالأخلاق الجيدة، فإنه يحصل على حب الآخرين ودعمهم عند حاجته.
- لأن الإنسان بخلق الكريم يساعد الآخرين في إنجاز حاجاتهم ويحل مشاكلهم.
- تعزز الأخلاق احترام الفرد لذاته واحترام الآخرين له، وتجعله مكرماً بين الناس، مما يزيد من حماسته واعتزازه بنفسه.
- تساهم في تحقيق الراحة النفسية والطمأنينة وراحة الضمير.
- تساعد الأخلاق في التحكم في الشهوات وضبط النفس عن المحرمات، لأنها تستند إلى الأخلاق الفاضلة.
- وبالتالي، توفر حماية للفرد والمجتمع وحتى للبيئة.
أهمية الأخلاق للمجتمع
سأل الطالب المعلمة:
- ما هي الفوائد التي تعود على المجتمع نتيجة الالتزام بالأخلاق الحميدة؟
تجيبه المعلمة:
- عندما تسود الأخلاق الكريمة بين أفراد المجتمع، فإن ذلك يخلق شعوراً بالأمان والطمأنينة بينهم.
- ويعزز الرضا عن النفس والمشاعر تجاه الآخرين، ويعطيهم شعوراً بأنهم سيكون لهم من يقف إلى جانبهم عند الحاجة.
- الأخلاق الحسنة تعتبر السبيل لبقاء المجتمع وقوته، مما يضمن استمراره في العزة والمجد.
- وفي المقابل، نجد أن المجتمعات التي تقودها أخلاق فاسدة قد تتدهور وتختفي.
- تساهم الأخلاق في تمكين المجتمع من مواجهة التغيرات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة.
- لأن الالتزام بالأخلاق الحسنة يكسب المجتمع قدرة على اختيار الأفضل دائماً بين البدائل المتاحة.
- أي خلل في الشهوات والغضب قد يؤدي إلى انهيار المجتمع، لذا فإن الأخلاق تُمسك بزمام الأمور لضمان قوته وتماسكه.
- تساهم الأخلاق الفاضلة بشكل مباشر في ربط أجزاء المجتمع في مختلف الجوانب الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، مما يشكل درعاً يحمي المجتمع من الانحلال.
كما يمكنكم التعرف على:
الأخلاق في الإسلام
سأل الطالب معلمته
- بعد انتهائها من الشرح: كيف تعامل الإسلام مع الأخلاق وما الأمثلة على ذلك؟
فأجابته المعلمة
- أثنت على سؤاله المتعلق بالأخلاق، وأشارت إلى أن الإسلام يحث على الالتزام بالأخلاق الكريمة ويأمر بها، وينهى عن الأخلاق السيئة، حيث جعل الله سبحانه وتعالى ثواباً عظيماً على الأخلاق الحسنة.
- قال الله تعالى في سورة القلم مُبيّناً أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوة لنا “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”، كما قال “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن”، وقد أوضح ذلك عظم أجر الأخلاق الحميدة ومنع سوء الخلق.
- جاء اهتمام الإسلام بالأخلاق كوسيلة للحفاظ على المجتمعات من الهلاك، كما حدث لقوم لوط وعاد وثمود، الذين أدى فساد أخلاقهم إلى هلاكهم، وأراد الإسلام توعية المسلمين وحمايتهم.
الأخلاق الإسلامية
قال الطالب للمعلمة
- مقصد التوضيح: ما هي الأخلاق الإسلامية؟ وما أمثلتها؟
أجابت المعلمة
- إن الأخلاق الإسلامية هي تلك التي أمرنا الإسلام بالالتزام بها وفقاً للقرآن الكريم والسنة النبوية.
- وهي القيم التي تميز الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أراد تعليمها لنا. ومن هذه القيم: الأمانة، حيث تعني المحافظة على ما يؤتمن عليه الفرد من أموال ومعنويات، دون إهدار أو تخريب.
- يُعتبر الصدق أيضاً من الأخلاق الإسلامية التي دعا الإسلام لتحقيقها، إذ يُعد وسيلة عظيمة لبناء الثقة والاحترام بين الأفراد.
- وخلق الإيثار يقصد به تقديم مصلحة الغير على مصلحة الفرد، حيث ورد في القرآن الكريم: “يُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِم وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة”. وهو ما يطهر القلوب من الأنانية والشح.
- أما الحلم، فهو قدرة الإنسان على حماية نفسه من الغضب وتحمل ما يواجهه دون الانزلاق إلى الذل، وهو من صفات الله سبحانه وتعالى.
- أما الصبر على الشدائد فهو من صفات الأنبياء، فقد ورد عن سيدنا داود وسيدنا يوسف عليهما السلام، كما ذكر الله تعالى: “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون”.