ما هو غار حراء؟
غار حراء هو عبارة عن تجويف طبيعي تم حفره في الجبل، مما يجعل شكله يشبه البيت الصغير. حينما يمتد هذا التجويف يصبح رسميًا كهفًا. هذا الغار هو المكان الذي اختاره النبي -عليه الصلاة والسلام- ليختلي بنفسه ويتعبد فيه ليالي عديدة من شهر رمضان عند اقترابه من سن الأربعين. وكانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- تحضر له الطعام خلال تلك الفترات. كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقضي في الغار أيامًا قبل بعثته، حيث كانت هذه العادة شائعة بين بعض العرب في الجاهلية للابتعاد عن مشاغل الحياة والتركيز على عبادة الله.
سبب تسمية غار حراء بهذا الإسم
تمت تسمية غار حراء تيمناً بجبل حراء الذي يقع عليه هذا الغار. كما يُعرف الغار أيضًا باسم “غار النور”، بينما يُعرف الجبل بـ “جبل النور” بين أهل مكة المكرمة.
أهمية ومكانة غار حراء
يعتبر غار حراء ذا أهمية ومكانة عظيمة في الإسلام، ومن بين دلائل هذه المكانة:
- كان غار حراء المكان الذي اختاره النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل بعثته للاختلاء والتفكر بعيداً عن الناس.
- شهد غار حراء نزول الوحي الأول على النبي -عليه الصلاة والسلام- من جبريل -عليه السلام-.
- إن أول آيات القرآن الكريم نزلت في غار حراء، إذ تمثلت في بداية سورة العلق (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ).
وصف شكل غار حراء
يمتاز غار حراء بتصميمه الفريد على سفح جبل حراء. يحتوي على فتحة واسعة من الجهة الشمالية، ويتسع لتواجد خمسة أشخاص جالسين. يبلغ ارتفاع الغار ارتفاع شخص متوسط الطول، وشكله يشبه سنام الجمل. ميزته الفريدة تجعل جبل حراء لا يشبه أي جبل آخر في مكة أو في العالم.
موقع غار حراء
يقع غار حراء في أعلى جبل حراء، شمال شرق الكعبة المشرفة، ويبعد حوالي 3 أميال عن مكة المكرمة. يرتفع الغار حوالي 281 مترًا عن السفح، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 621 مترًا. يتيح موقعه إطلالة رائعة على مكة المكرمة، حيث يمكن للزائر رؤيتها وأبنيتها بوضوح، كما يطل على غار ثور.
أسباب اختيار النبي للاختلاء في غار حراء
اختار النبي -عليه الصلاة والسلام- غار حراء للصلاة والعبادة لما يتمتع به من ميزات عديدة، منها:
- يُعد غار حراء مكانًا مثاليًا للتفكر والعبادة، حيث يبعد عن طرق الناس وضوضاء الحياة.
- يتمكن الشخص المتعبد في الغار من رؤية الكعبة المشرفة وتأملها عن قريب.
غار حراء في السنة النبوية
ذُكِر غار حراء في الأحاديث النبوية، ومن بينها حديث بدء الوحي الذي رواه السيدة عائشة -رضي الله عنها-، حيث قالت: (ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه – وهو التَّعَبُّدُ – اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِهِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها، حتَّى جاءَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ).