تاريخ دولة بلجيكا عبر العصور

تاريخ بلجيكا القديم

تاريخ بلجيكا يعود إلى زمن بعيد حيث كانت الأراضي الحالية التي تشغلها تعرف بمسكن مجموعة من القبائل السلتية المعروفة باسم (بلجي). يُنسب اسم بلجيكا إلى هذه القبائل، لكنها واجهت الغزو على يد القائد العسكري يوليوس قيصر في عام 57 قبل الميلاد، الذي أسس مقاطعة أطلق عليها اسم بلجيكا الغالية (بالإنجليزية: Gallia Belgica). شملت هذه المقاطعة الأراضي البلجيكية وجزءاً كبيراً من فرنسا. في عام 15 قبل الميلاد، تعرضت بلجيكا لغزو من الرومان تحت قيادة أغسطس، مما جعلها جزءاً من الإمبراطورية الرومانية. ومع حلول القرن الخامس الميلادي، أصبحت تحت سيطرة الفِرنجَة، ثم انتقلت إلى إمبراطورية شارلمان في القرن الثامن الميلادي، رغم أن هذه الإمبراطورية انهارت بعد زمن قصير. بحلول القرن العاشر الميلادي، تشكلت مجموعة من المناطق التي اتخذت نظام الحكم الإقطاعي، والتي تشكل اليوم الجغرافيا السياسية لبلجيكا، مثل مقاطعة هاينو، ودوقية برابانت، ونامور.

بلجيكا تحت الاستعمار

في عام 1477م، خضعت المناطق المنخفضة، والتي تشمل هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ، لحكم عائلة (هابسبيرج) النمساوية. وفي عام 1516م، أصبحت المنطقة تحت السيطرة الإسبانية، حيث شهد الحكم الإسباني فترة من الركود الاقتصادي والتوترات السياسية، استمرت حتى عام 1713م عندما تخلت إسبانيا عن بلجيكا لصالح النمسا. بعد ذلك، بدأ النشاط التجاري والزراعي بالانتعاش، ولكن عدم احترام النمسا لتقاليد بلجيكا ومصالحها المحلية أدى إلى اندلاع ثورات ومظاهرات من قبل الشعب ضد الحكم النمساوي. في عام 1795م، تمكن الفرنسيون من السيطرة على بلجيكا بعد صراع مع النمسا، وظلت تحت الاحتلال الفرنسي حتى عام 1815م، عندما أعلن تشكيل اتحاد بين هولندا وبلجيكا.

استقلال بلجيكا

أُعلن استقلال بلجيكا وانفصالها عن هولندا في عام 1830م. ومع ذلك، تعرضت البلاد للاحتلال الألماني خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. عقب انتهاء الاحتلال، بدأت بلجيكا جهود إعادة بناء ذاتها، وتنامى اقتصادها بشكل ملحوظ في منتصف القرن الماضي، مما جعلها دولة أوروبية تتسم بالتقدم والحداثة. كما انضمت إلى منظمات دولية مثل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. من الجدير بالذكر أن عاصمتها بروكسل أصبحت مقراً للعديد من المنظمات الكبرى. وفي السنوات الأخيرة، شهدت بلجيكا بعض الانقسامات السياسية حيث طالبت بعض المقاطعات في الجنوب والشمال بالاستقلال والحكم الذاتي.

Scroll to Top