هرمون الحليب
هرمون الحليب، المعروف أيضًا باسم البرولاكتين، هو هرمون بيبتيدي يتكون من سلسلة من الأحماض الأمينية. يتم إفرازه من الفص الأمامي للغدة النخامية، وله دور مهم في عملية الرضاعة لدى النساء من خلال تحفيز إفراز الحليب من الغدد الثدية. تزداد مستويات هذا الهرمون بشكل ملحوظ أثناء الحمل، حيث قد تصل إلى عشرة أضعاف مستواها الطبيعي، وتظل مرتفعة خلال فترة الرضاعة. بعد انتهاء فترة الرضاعة، تعود مستويات البرولاكتين إلى معدلاتها الطبيعية خلال عدة أشهر. ومع ذلك، يمكن أن يرتفع هرمون الحليب في الجسم أحيانًا دون وجود حمل أو رضاعة، مما يستوجب إجراء تحليل مستوى برولاكتين الدم، وهو ما سنتطرق إليه في هذا المقال.
تحليل هرمون الحليب
يقوم تحليل هرمون الحليب بقياس مستويات البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) في الدم، حيث ينتج هذا الهرمون من الغدة النخامية. يتوجب التنويه إلى أن مستوياته ترتفع بشكل طبيعي لدى النساء الحوامل وخلال فترة ما بعد الولادة. وفيما يلي القيم الطبيعية لمستوى هرمون الحليب في الدم:
- النساء الحوامل: من 10-209 نانوغرام/ملليلتر.
- النساء غير الحوامل: من 2-29 نانوغرام/ملليلتر.
- الرجال: من 2-18 نانوغرام/ملليلتر.
أسباب إجراء تحليل هرمون الحليب
تتعدد الأسباب التي تستدعي إجراء تحليل هرمون الحليب لكل من الرجال والنساء، ومنها:
- وجود ورم برولاكتيني: البرولاكتينوما هو ورم غير سرطاني يصيب الغدة النخامية ويؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون الحليب. يتم إجراء التحليل للمرضى لمتابعة فعالية العلاج وللأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الورم، التي تشمل:
- أعراض النساء:
- اضطرابات في الرؤية.
- صداع غير مفسر.
- ألم خلال الجماع.
- زيادة غير طبيعية في نمو الشعر على الوجه والجسم.
- ظهور حب الشباب.
- إفراز الحليب (بالإنجليزية: Galactorrhea).
- أعراض الرجال:
- ضعف الانتصاب.
- انخفاض في نمو شعر الوجه والجسم.
- مشاكل في الخصوبة، وانخفاض الدافع الجنسي.
- التحقق من وجود اضطرابات في منطقة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية.
- مشاكل تتعلق بالدورة الشهرية أو مشاكل العقم عند النساء.
- اضطرابات في الخصية أو ضعف الانتصاب عند الرجال.
تفسير نتائج تحليل هرمون الحليب
يكون مستوى هرمون الحليب مرتفعاً بشكل طبيعي أثناء النوم، ويصل إلى ذروته في ساعات الصباح الباكر. لذا، يجب مراعاة الوقت الذي تم فيه سحب العينة للتحليل، حيث يُفضل أن تؤخذ العينة بعد ثلاث إلى أربع ساعات من الاستيقاظ. ويكون تفسير النتائج كما يلي:
- ارتفاع مستوى هرمون الحليب: قد يدل على الإصابة بأحد الاضطرابات التالية:
- ورم برولاكتيني.
- اضطرابات في منطقة ما تحت المهاد.
- قصور الغدة الدرقية.
- فقدان الشهية العصابي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa).
- أمراض الكبد.
- أمراض الكلى.
- متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome).
- انخفاض مستوى هرمون الحليب: يشار إلى أنه غالبًا ما لا تتم معالجة انخفاض مستوى هذا الهرمون. ومن الحالات التي قد ينخفض فيها إنتاج هرمون الحليب:
- قصور الغدة النخامية (بالإنجليزية: Hypopituitarism).
- تناول بعض الأدوية مثل الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) والليفودوبا (بالإنجليزية: Levodopa) ومشتقات الإرغوت.
كيفية الاستعداد لتحليل هرمون الحليب
قبل إجراء تحليل هرمون الحليب، يجب التوقف عن تناول الطعام والشراب لمدة يحددها الطبيب، عادةً ما تكون من 6-8 ساعات. كما ينبغي تجنب لمس الحلمة أو تحفيزها لمدة لا تقل عن أربع وعشرين ساعة، بالإضافة إلى الابتعاد عن العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الحليب مثل ممارسة التمارين الرياضية. ويُفضل إجراء التحليل بين الساعة الثامنة والحادية عشرة صباحًا.
النسب الطبيعية لهرمون الحليب في الجسم
- المرأة غير الحامل: 4-23 نانوغرام/ملليلتر.
- المرأة الحامل: 34-386 نانوغرام/ملليلتر.
- الرجل: 3-15 نانوغرام/ملليلتر.
- الأطفال: 3.2-20 نانوغرام/ملليلتر.
يمكن استخدام هذه القيم الطبيعية لمستويات هرمون الحليب لكل فئة للتأكد من نتائج التحليل. إذا كان مستوى هرمون الحليب أعلى من 200 نانوغرام/ملليلتر، فقد يكون ذلك ناتجًا عن اضطرابات في الغدة النخامية أو الحمل أو مشاكل في الكبد أو الكلى أو اضطرابات في وظائف الغدة الدرقية.
العوامل المؤثرة على تحليل هرمون الحليب
- التعرض للضغوط النفسية والعصبية.
- تناول الكوكائين.
- ممارسة التمارين الرياضية قبل إجراء التحليل.
- تناول بعض العلاجات مثل حبوب منع الحمل أو أدوية الاكتئاب.
- وجود اضطرابات نوم، حيث يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الحليب عن الحد الطبيعي.
العلاقة بين هرمون الحليب والخصوبة
يلعب هرمون الحليب دورًا رئيسيًا في الخصوبة؛ حيث يرتبط ارتفاع مستوياته في الجسم بتأخر الإنجاب والعقم. ويكون العلاج من خلال التعامل مع الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات هذا الهرمون، مما يزيد من فرص الحمل لدى العديد من الأفراد.
فيديو حول أفضل وقت لتحليل هرمون الحليب
قد تحتاجين إلى تحليل هذا الهرمون إذا كنت أماً مرضعة!