خلق الأمانة
تُعتبر الأمانة قيمة سامية من القيم الإنسانية وخلقاً رفيعاً يتمتع به بعض الأفراد في حياتنا. ويُشار عادةً إلى الشخص الأمين بالإيجابية، خاصة في أوقات الفتن وكثرة الخيانة وفقدان الثقة بين الناس. وقد أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهمية خلق الأمانة، مشيراً إلى أن غيابها يُعد من علامات اقتراب الساعة. يُقال في آخر الزمان إن في بني فلان رجلًا أمينًا، مما يجعله مقصداً للناس، حيث يسعون إليه بحثاً عن أمانته في وقت تندر فيه الأمانة وتكثر فيه الخيانة. لا شك أن الأمانة تتضمن العديد من السلوكيات والفضائل في حياة الفرد.
أشكال الأمانة
- الأمانة تتمثل في حفظ ممتلكات الأفراد لحين استردادها، وهو المعنى المعروف للأمانة، حيث يأتمن شخص شخصًا آخر على ممتلكاته الخاصة، ويقوم المؤتمن بالحفاظ عليها حتى يتمكن المُؤَمَّن من استعادتها.
- الأمانة في تبليغ الرسالة، كما يظهر في الجهود التي يبذلها الأنبياء والرسل لإيصال رسالة الله ودعوة التوحيد إلى البشرية. فالرُسُل مؤتمنون على إيصال تلك الرسالة بأكمل وجه ودون أي تقصير، حيث إنهم مثال يحتذى في الأمانة والتبليغ.
- الأمانة تتمثل في اختيار الشخص المناسب لتولي المهام وفقًا لمعايير صحيحة مثل الكفاءة في العمل، والقدرة على التأثير، إضافةً إلى التقى والصلاح. مثال على ذلك هو مسؤولية الحاكم في تعيين الأشخاص في المناصب، بناءً على استحقاق كل فرد بعيدًا عن الهوى والتمييز. في سورة القصص، نجد قصة بنتي شعيب عليه السلام وما حدث لهما مع النبي موسى عليه السلام عندما ساعدهما، حيث أعادتا إلى والدهما نصيحة توظيف موسى بعبارة “إن خير من استأجرت القوي الأمين”. إن غياب العدالة في الاختيار يؤدي بلا شك إلى الظلم، والظلم يستدعي غضب الله، ومن العلامات المهمة للساعة تضييع الأمانة، حيث يُعطى الأمر لغير أهله.
- الأمانة في القضاء بين الناس، حيث يجب أن يكون القاضي أمينًا في حكمه، مُتبعًا شريعة الله ودستوره الذي يضمن العدالة بين الناس. إن القاضي العادل الذي يحكم بشكل صحيح هو بالتأكيد قاضٍ أمين.
فيديو حول الأمانة وتأثيراتها
لمعرفة المزيد، يُرجى مشاهدة الفيديو.