تاريخ غزوة خيبر
تباينت آراء المؤرخين حول تاريخ غزوة خيبر، حيث أشارت رواية ابن إسحاق وابن حجر إلى أن الغزوة وقعت في محرم من السنة السابعة للهجرة، بما يتوافق مع مايو من عام 628 ميلادي، وهو التاريخ الأكثر قبولاً. وهناك آراء أخرى تشير إلى أنها حدثت بعد غزوة الحديبية، في شهري صفر أو ربيع الأول من السنة السابعة للهجرة حسبما ذكر الواقدي.
من جهة أخرى، أشار ابن سعد إلى وقوع الغزوة في شهر جمادى الأولى من السنة السابعة للهجرة. بينما ذُكرت تواريخ مغايرة من قبل الإمام الزهري ومالك، اللذين ذكرا أن المعركة جرت في محرم من السنة السادسة للهجرة.
الأسباب وراء غزوة خيبر
كان الدافع الرئيسي وراء غزوة خيبر هو مكافحة المتآمرين المتبقيين على المسلمين من غزوة الأحزاب. بعد اتفاق صلح الحديبية مع قريش، كان اليهود وأهل نجد لا يزالون يشكلون تهديدًا، إذ كان يهود خيبر يمثلون مركزًا للتآمر وإثارة الحروب ضد المسلمين. لذا كان من المهم توجيه الجهود لغزوهم، مما سيساعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأتباعه في تأمين المنطقة والتركيز على نشر الدعوة الإسلامية.
أحداث معركة خيبر
بعد صلح الحديبية، وأخبار الغنائم التي بشرهم بها الله، دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- من كانوا معه في الحديبية للخروج إلى غزوة خيبر، مؤكدًا أن لهم الغنائم، ومن لم يكن معهم فسيأخذ أجر الجهاد فحسب. خرج 1600 مقاتل في البداية متجهين إلى وادي غطفان لتفادي أي مساعدة من اليهود، لكن يهود غطفان تفاجأوا بالمواجهة مع المسلمين، مما أجبرهم على العودة إلى ديارهم خشية من المسلمين.
بعد ذلك، واصل المسلمون مسيرتهم نحو خيبر، التي كانت معروفة بحصونها القوية. وكان يهود خيبر يقدر عددهم بحوالي 10000 مقاتل. عند وصول المسلمين، أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب لاستدعائهم إلى الإسلام، إلا أنهم رفضوا ذلك وأرسلوا أحد أفضل مقاتليهم لمواجهة المسلمين. وقد استطاع علي بن أبي طالب هزيمته وقتله.
استمر المسلمون في حصار خيبر لعدة أيام، مما أدى إلى الجوع الشديد بينهم، حتى أنهم اضطروا لقتل الحمير لطهي لحمها، والذي لم يكن محرمًا في ذلك الوقت. ولكن، عندما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- الموقف، نهى عن استهلاك اللحم وأمر بإتلافه. ورغم جوع المسلمين إلا أنهم استجابوا لأمر الرسول، والتجأوا إلى الدعاء حتى أكرمهم الله بالنصر، وتمكنوا من الاستيلاء على حصون اليهود التي كانت مليئة بالموارد الغذائية، وقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتوزيع الغنائم على من كانوا معه في صلح الحديبية.
معجزات النبي في غزوة خيبر
شهدت غزوة خيبر العديد من المعجزات، ومنها:
- اشتكى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من آلام في عينه، فتفل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها فشُفيت، حيث أن التفل هو النفخ مع قليلاً من الريق.
- أثناء قربه من تناول لحم شاة، أوحى الله للرسول بأنها مسمومة، ولكن الصحابي بشر بن البراء قد تناول لقمة منها قبل أن يُخبرهم الرسول، فتوفي، وهذا ما تحقق من وعود الله لنبيه بحمايته.