تعريف التسامح
التسامح هو مفهوم لغوي مأخوذ من الفعل الثلاثي “سمح”، الذي يعني الكرم والسماحة. ويستخدم العرب عبارة “عود سمح” لوصف الخشب الذي لا يحتوي على عقد، وذلك وفقًا لما ورد في القاموس المحيط. أما اصطلاحاً، فإن التسامح يُعبّر عن قيمة إنسانية نبيلة تتجلى في قبول الآخر واحترام آرائه وأفكاره حتى وإن كانت متعارضة مع ما يعتقده الفرد. يُعد التسامح نتيجة للوعي البشري بحدود معرفته وقصور علمه عن استيعاب الحقيقة كاملة.
دور التسامح
تظهر قيمة التسامح من خلال ما يزرعه في نفوس الأفراد من محبة وتقدير للآخرين. بالإضافة إلى ذلك، فإن التسامح يسهم في تعزيز التواصل الفعال بين البشر، وهو تواصل ضروري يسهل عليهم أداء مهامهم التي كلفهم الله بها، والمتمثلة في إعمار الأرض.
النظريات المفسرة للتسامح
فيما يلي بعض أبرز النظريات التي تفسر مفهوم التسامح:
- نظرية التمركز العرقي: يعتقد العالم وليم كراهام سومنر أن الأفراد يعتزون بالقيم التي نشأوا عليها، ويعتبرونها فوق باقي القيم. ومع ذلك، لا يمنع هذا الاعتزاز من احترام المجتمعات الأخرى وعاداتها وتقاليدها.
- نظرية السمات: طور جوردن ألبورت هذه النظرية من خلال التركيز على الاختلافات الشخصية بين الأفراد. فكل شخص يتمتع بصفات مختلفة، مما يظهر في سلوكياتهم، حيث يوجد من يفضّل العفو والتسامح، بينما يوجد آخرون يمتازون بالتعصب.
- أنساق المعتقدات: قام متلون روكيش بتطوير نظرية أنساق المعتقدات من خلال مراقبة تصرفات المتعصبين ودراسة المنظور الفكري الذي يحكم تلك التصرفات. وقد استنتج أن العنصر الأساسي في قضايا التسامح والتعصب هو الطريقة التي يبني بها الفرد معتقداته وكيفية تعامله معها، دون النظر إلى طبيعة تلك المعتقدات.