تعريف المقاطعة الاقتصادية
تعكس المقاطعة في مجال العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بشكل عام ردود فعل تجاه الممارسات التي تعتبر غير عادلة. على سبيل المثال، انتشرت فكرة المقاطعة عندما قام تشارلز ستيوارت بارنيل بدعوة الناس للاحتجاج على ارتفاع الإيجارات وإخلاء الأراضي في أيرلندا عام 1880. تم صياغة مصطلح “المقاطعة” بعد أن تبنّى المستأجرون الأيرلنديون الممارسات التي اقترحها بارنيل وتجنبوا التعامل مع مدير العقارات. يمكن تعريف المقاطعة الاقتصادية تحديدًا بأنها الامتناع عن إجراء معاملات اقتصادية مع طرف معين، بشكل جماعي منظم، بهدف الضغط عليه لتغيير سياسته بشأن قضية معينة.
أنواع المقاطعة الاقتصادية
من حيث الجهة التي تقوم بالمقاطعة
تقسم المقاطعات إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- المقاطعة الشعبية: وهي المقاطعة التي يقوم بها أفراد أو هيئات غير رسمية بدوافع معينة، حيث يقررون وقف التعامل مع البضائع المستوردة من الدولة المعتدية، ويمنعون التصدير إليها ويجنبون أنفسهم التعامل مع مواطنيها.
- المقاطعة الرسمية: وهي مقاطعة تقررها السلطات الحكومية ضد جماعات أو دول تعتبر معتدية.
- المقاطعة الجماعية: التي تقررها منظمة دولية وتقوم بتنفيذها بالاستناد إلى الصلاحيات الممنوحة لها بموجب ميثاقها.
من حيث الطابع الإيجابي أو السلبي
تأتي المقاطعة أيضًا في شكلين:
- الصورة السلبية: وهي تتمثل في عدم الدخول في أي علاقات اقتصادية مع الدولة المعتدية.
- الصورة الإيجابية: تتعلق بتوفير السلع والخدمات محليًا كبديل، من أجل وقف التجارة الاقتصادية مع الدولة المستهدفة بالمقاطعة.
أمثلة على المقاطعات الاقتصادية الشهيرة
فيما يلي نماذج لبعض من أبرز المقاطعات الاقتصادية في التاريخ:
- مقاطعة الكابتن (1880): نشأت نتيجة الخلاف بين تشارلز بويكت والمستأجرين حول إخلاء الأراضي، مما أدى إلى توقف موظفيه عن العمل. كما أن الشركات المحلية بدأت ترفض أخذ أمواله، مما تسبب في عدم قدرته على مواصلة العمل بسبب ضيق القوة العاملة وارتفاع تكاليف الإنتاج. وبذلك، اضطر بويكت وعائلته إلى الرحيل، مما جعل المقاطعة تنجح وتظهر كلمة “boycott” في عام 1888.
- مقاطعة عنب ديلانو (1965-1969): بدأت برعاية سيزار تشافيز ورابطة عمال المزارع الوطنية، عندما انسحب العمال الفلبينيون من وظائفهم في كاليفورنيا احتجاجًا على تدني أجورهم. وعندما علم العديد من الأمريكيين بالإضراب، قاطعوا الشركة بعدم شراء العنب. في ذروة الإضراب، كان هناك أكثر من 14 مليون أميركي يمتنعون عن شراء العنب حتى تم توقيع عقود تاريخية في عام 1970.
- مقاطعة شركة نستله (1977-1984): تعرضت نستله لانتقادات عندما بدأت تسويق بدائل لبن الأم في الدول النامية، حيث أثيرت قضايا حول صحة الحليب الاصطناعي مقارنة بحليب الأم، وندرة المياه النظيفة اللازمة لتحضير حليب التركيبة بأمان. انتهت المقاطعة الأمريكية الأصلية في عام 1984 بعد وضع سياسات وقوانين مرضية، بينما أعيدت في المملكة المتحدة في عام 1988 وما زالت سارية.