مدينة حمص
تُعتبر حمص إحدى المدن السورية الهامة، حيث تقع في سهل الغاب على ضفاف نهر العاصي. تُعد هذه المدينة ثالث أكبر مدينة في سوريا من حيث الكثافة السكانية بعد حلب ودمشق. ومن أهم مميزاتها أنها تشكل حلقة وصل بين المدن والمحافظات الجنوبية ومنطقة الساحل الشرقي والشمالي. تبعد حمص عن العاصمة دمشق نحو 162 كيلومترًا من الجهة الشمالية. تأسست المدينة على يد السلوقيين في القرن الرابع قبل الميلاد، وتعتبر مركز النقل الأبرز في سوريا نظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، مما جعلها منطقة تجارية غنية وفريدة من نوعها، حيث احتضنت العديد من المرافق الصناعية والتجارية والحيوية.
اقتصاد مدينة حمص
تتميز حمص بازدهارها الصناعي، حيث تحتوي على العديد من المصانع والشركات التي تهتم بالمنتجات الزراعية والرعوية، إضافة إلى الصناعات الغذائية. تُزرع في أراضيها مجموعة متنوعة من المحاصيل، منها الشعير، القمح، قصب السكر، العدس، الكروم (العنب)، والقطن. كما تُعرف المدينة أيضًا بوجود العديد من الصناعات الثقيلة، بما في ذلك الصناعات المتعلقة بالأسمدة، الفوسفات، المواد الكيميائية، والمنسوجات.
المعالم الشهيرة في حمص
جامع خالد بن وليد
يُعتبر جامع خالد بن وليد من أبرز المعالم الدينية والسياسية والتاريخية في حمص. يتميز بمسابيح حجارته البيضاء التي تضيف لمسة إشراقية للمبنى، ويتكون من مأذنتين مرتفعتين. تمثل أعمدته الرفيعة، المصنوعة من الأحجار السوداء والبيضاء، الطراز المعماري السوري. يُبرز هذا المعلم تاريخ حمص الغني بالتعايشات الدينية، حيث يفتخر السكان بالمشاركة الكبيرة لعدة عائلات مسيحية في بناء المسجد.
كنيسة السيدة أم الزناد
أُطلق على كنيسة السيدة أم الزناد هذا الاسم بسبب وجود زناد السيدة مريم العذراء بداخلها. تبرز الكنيسة بفنها المعماري الفريد وأيقوناتها الشهيرة، حيث بُنيت من الحجر الأسود البازلتي المتزين بالزخارف والقناطر التي تعود إلى القرن التاسع عشر. تشمل المعالم الأثرية المكتشفة تحت الكنيسة، بئر ماء وكنيستين، حيث يحتفظ معدل الماء هناك باستقراره منذ تاريخ إنشاء الكنيسة حتى اليوم.
متحف حمص
يقع متحف حمص في قلب المدينة، ويُعتبر رمزاً ثقافياً وتاريخياً مهماً، حيث يوضح أن البشر سكنوا هذه المنطقة منذ أكثر من خمسة آلاف عام، وهو ما يظهر جليًا من خلال مجموعة القطع الأثرية التي تعود لفترات قبل التاريخ والعصر العثماني. يضم المتحف أيضًا لوحات لنهر العاصي، فسيفساء، أواني فخارية مزخرفة بالآيات القرآنية، بالإضافة إلى الحلي البرونزية والأسلحة الفردية.
قصر الزواهري
سُمّي قصر الزواهري بهذا الاسم نسبة إلى العائلة التي عاشت فيه، والتي استخدمته كمقر للحكم في مدينة حمص. يتألف القصر من بناء مربع الشكل يتكون من طابقين يطلان على ساحة القصر. يُعتبر تعدد العصور التي شهدها القصر من أبرز عوامل الجذب السياحي، حيث يمكن مشاهدة شعار المماليك المنقوش على الحجر في الجهة الجنوبية، فضلًا عن سقف الإيوان المزخرف بدقة عالية، حيث تستند أقواس السقف على الجدران بشكل فني رائع.