تحدد حدود طاعة الزوجة لزوجها في القرآن الكريم، إذ أوجد الله عز وجل الزواج كوحدة محبة وألف بين الرجل والمرأة. وقد وضع الإسلام بعض الحقوق والواجبات لتوضيح ما يجب على كل من الزوج والزوجة من واجبات وحقوق.
أهمية طاعة الزوجة لزوجها
يمكن للزوجة أن تحول حياتها مع زوجها إلى جنة، وأن تجعل زوجها يشعر بحبها ويعشق كل جانب من جوانب المنزل.
على النقيض، يمكن أن تسهم الزوجة في خلق جو غير ملائم. إذ إن المرأة يمكنها أن تساهم في جعل المنزل مكانًا صالحًا وهادئًا.
حدود طاعة الزوجة لزوجها في القرآن
واجبات الزوجة تجاه زوجها
هناك مجموعة من الواجبات الملقاة على عاتق كل من الزوج والزوجة، كما حثت الشريعة الإسلامية.
وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة طاعة الزوجة لزوجها، وأداء واجباتها تجاهه وتجاه بيتها. ومن أبرز هذه الواجبات ما يلي:
- استقبال الزوج برحابة وتقدير ليشعر بالحب والدفء، مما يساعده على نسيان هموم يوم العمل، وهو جزء من حدود طاعة الزوجة لزوجها في القرآن.
- الزوج هو الشخص الوحيد الذي يمكن للمرأة أن تتحدث معه بكل أنوثة ورقة.
- يجب على الزوجة إدراك ما قدمه زوجها من دعم، والعمل على خلق جو من المحبة والمودة بينهما.
- إذا واجه الزوج أي مسألة، يجب على الزوجة أن تتشارك معه في إيجاد الحلول وتقديم الدعم له، والوقوف بجانبه في كل الظروف.
- يتوجب على الزوجة عدم التخلي عن زوجها خاصة في زمن مرضه، فالزوجة الصالحة هي التي تدعمه في مواجهة صعوبات الحياة.
- يجب أن تطيع الزوجة زوجها في الأمور الدنيوية، ما دام لا يتعارض ذلك مع أوامر الله سبحانه وتعالى.
أصول معاملة الزوجة لزوجها
- يجب أن تشعر الزوجة بالغيرة تجاه زوجها، ولكن ضمن حدود معقولة لتجنب سوء الفهم والشبهات.
- كل رجل يحب الزوجة التي تهتم بمظهرها وتعتني بنفسها لتظهر بأجمل صورة، فالرجل يفضل المرأة النظيف.
- المثل الشائع “أسرع طريق لقلب الرجل معدته” هو حقيقة لا بد من اعتبارها، لذا يتعين على الزوجة إعداد الوجبات المفضلة لزوجها، مع مراعاة نظافة البيت والأطفال.
- على الزوجة تقديم الدعم للزوج من خلال إعداد الوجبات، تنظيم المسكن، وتنظيف الملابس وإرضاء الزوج بكافة الوسائل.
- يجب على الزوجة الحفاظ على أسرار وعلاقة منزلها ورعاية أبناء الأسرة، ومعاملة كل أفراد أسرته بحسنى ومودة، وهذا جزء من طاعة الزوجة لزوجها كما ورد في القرآن.
أمور ينبغي على الزوجة القيام بها
الرِّضا
يجب على كل زوجة أن تتقبل ما كتبه الله لها، وألا تقارن حالها بحال امرأة أخرى، وإن كان لا بُد من المقارنة, فمن الأفضل أن تنظر إلى ما هو أقل مما هي عليه.
مسؤولية الرعاية
يتوجب على الزوجة أن تكون حصنًا لمؤسسة بيتها وأن تحافظ عليه، وأن تلتزم بكل واجباتها كوجه أسمى من الواجبات.
اختيار الوقت المناسب
يجب على الزوجة استقبال زوجها بأخبار سارة، وأن تكون دائمًا مبتسمة. ينبغي أن تتجنب مناقشة أي خلافات أو مشاكل فور دخوله إلى المنزل.
- بل يجب اختيار اللحظة المناسبة لطرح أي موضوعات للنقاش.
حسن التدبير
يجب على الزوجة أن تكون بارعة في تدبير منزلها، حيث الزوجة الذكية هي التي تجعل منزلها مكانًا يحبه زوجها.
يستوجب ذلك القيام بالتنظيف والترتيب المستمر للمنزل، والتخلص من أي روائح غير محببة.
احترام رغبة الزوج
على الزوجة احترام رغبة زوجها بعدم دخول أي شخص إلى المنزل، وأن توافق على من يُسمح له بالدخول ومن يُمنع، وكل هذا من جوانب طاعة الزوجة لزوجها في القرآن الكريم.
مسؤولية المرأة في بيت زوجها كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الرسول الكريم: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها”، وهو حديث متفق عليه.
وعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة”.
وعلى الرغم من عظم حقوق الزوج على زوجته في طاعته، فإن هذه الطاعة ليست مطلقة، بل مقيدة بشروط، منها:
- لا تصح الطاعة إلا فيما يتعلق بشؤون النكاح.
- لا يحق للزوج أن يأمر الزوجة بأعمال شاقة تضر بها.
- الابتعاد عن الأمور التي تعارض الشريعة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف”.
أقرأ أيضًا:
ومن ضمن حقوق الزوج على زوجته
- حق التأديب: يجوز للزوج أن يضرب زوجته إذا قامت بإهمال واجباتها أو أظهرت العبوس في وجهه.
- الاغتسال من الجنابة: لا يجوز الجماع في حالة عدم قيام المرأة بالاغتسال من الحيض أو النفاس.
- حق القوامة: يكون الزوج مسؤولًا عن جميع شؤون البيت والزوجة، وعليه حفظ عرضها ومالها.
- حق الطاعة في المعروف: من أبرز الحقوق هي طاعة أوامر الزوج وعدم الصيام تطوعًا إلا بإذنه.
من حدود طاعة الزوجة لزوجها كما ورد في القرآن هي الاستجابة لكل رغبات زوجها والاستماع له دون معارضة. وعلاوة على ذلك، يشير القرآن إلى أن للزوج حقوق مؤكدة على زوجته، تتضمن تقديم طاعته على طاعة الأبوين.
كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ).